[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بالأمس في المساء جلست وحدي
مع ورقتي البيضاء التي تنتظر ثوبها الأسود الجديد
وقلمي الذي تترقرق دموعه
لتسقط شوقاّ على تلك الورقة
يواسيها ويؤنس وحدتها
وأمامي مدفأة قديمة لعلّي أستجدي منها
القليل من الدفء الذي لا يصلّ أبداّ
الى ذاك الراقد تحت أضلعي
جلست أنظر الى لهيبها المتراقص
والذي فجأة اختفى من أمامي
وحلّت مكانه صفحات من دفتر ذكرياتي
التي جلبت سريعاّ دموعاّ شاردةّ في أعماقي
ومعه أيضاّ صوراّ وهمّيةّ من خيالي
واستحضرت روح الماضي واّلامه
باعثةّ الحب الدفين في الأعماق والذي خرج
ثائراّ كالبركان يغلي بلوعة...رافضاّ الخمود
وأصبح ينثر حممه على وجهي
حتى احمرت خدودي
نعم أخيراّ وصل الدفء الى قلبي فارتجفت يداي وقدماي
وكأنّ في جسدي اجتمع الدفء والبرد مخالفاّ للطبيعة
وأخذت أقلّب الذكريات صفحة ..صفحة
بعضها قد نسيت أجزاءه..أو ربما تركته خلفي مشتتاّ
لعلي أجمعه يوماّ...أو ربما أقفلت عليه الباب
بمفتاح طااااله صدأ الحزن والهم
والاّخر كلّما أقفلت عليه باباّ وجد سبيله ...
وهرب الى مخيّلتي...فتراءى لي وكأنّه حاضراّ
استغربت
كنت أظنّ أنّني تركته خلفي في محطّات عمري
فلم يتبعني الاّن؟
لم يلحّ علي كثيراّ؟
لم يسقط حاراّ كالجمر على جسدي؟
بقيت جالسة أتساءل كالتمثال الفاقد للحياة
سخونة في القلب يتبعها رجفة الأطراف
كالمحمومة ..بقيت أتساءل ماذا حلّ بي؟
لم هذا الفراغ؟ لم أصبحت أرى السماء وكأنّها تمطر حزناّ وحصى؟
لم أراها ترسل حمماّ بدل المطر؟
لم يفيض الحب الاّن من جنباتي؟
لم يسيطر على تفكيري...يغزو غرفتي...يطبق على أنفاسي؟
هل لحاجتي اليه؟....أم لضعف أصابني؟
أم أنّ كل ذلك ربما سببه
الوحدة ...والغربة...والصمت؟
لست أدري
سوى أنّي الاّن أسمع صدى دقّت قلبي تحتلّ أركان غرفتي
بالخارج تكبيرات العيد تنبعث من المساجد
وهنا في غرفتي ذكرياتي تصدح بترانيمها لتقتلني
قمت ودموعي كالحصى تخدش وجهي
قمت هاربة من مقعدي
توضأت وصلّيت لله خوفاّ وطمعاّ
استجرت به....دعوته....ولجأت اليه
فاذا بناري تصبح نوراّ
ودموعي برداّ وسلاماّ
وخلجات قلبي هدأت واستكانت
وشفتاي ترطبتا بذكر الله فزاد جمالهما
ودفء لا أعرف سرّه انبعث في أطرافي
فقمت لمراّتي
ونظرت اليها
فاذا بي أرى صورتي
فاطمئننت عندها أنّني ما زلت أنا
ما زلت نفسي
فتحت نافذتي لأجدد هواءها
فاذا بتهاليل العيد وتكبيراته
تهبّ عليها وتغزوها
فشعرت عندها أنّ لي عيداّ مثل بقيّة البشر
فأخذت أغنّي للعيد كما كنت أغنّي له
زمن الولدنة والشيطنة
ذاك الزمن الجميل الذي أتمنى لو يعود لحظة
فأسطر له أجمل أشعاري
ففي داخلي هناك طفلة مدفونة
تنتظر دوما الرجوع
ومن منّا لا يحنّ الى ذاك الزمن؟
وهكذا استسلمت لذكريات طفولتي الجميلة الى أن غفوت