alhamdullah.alafdal.net
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدى
alhamdullah.alafdal.net
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدى
alhamdullah.alafdal.net
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

alhamdullah.alafdal.net


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
تصويت
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 19 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 19 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 3184 بتاريخ الأحد يناير 01, 2017 6:01 am
المواضيع الأخيرة
» عدنا والعود احمد
لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالأربعاء سبتمبر 25, 2019 11:57 pm من طرف عطر المساء

» سيرة رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم
لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالسبت أبريل 15, 2017 12:40 pm من طرف عطر المساء

» الرسم على الجدران
لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالسبت أبريل 15, 2017 12:37 pm من طرف عطر المساء

» رساله شهر رمضان
لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالسبت أبريل 15, 2017 12:35 pm من طرف عطر المساء

» اهلا رمضان
لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالسبت أبريل 15, 2017 12:31 pm من طرف عطر المساء

» الصراحه الفتاة رفعت ضغطي وانا بقرأ
لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالجمعة نوفمبر 25, 2016 12:09 am من طرف عطر المساء

» دعاء الشرب من ماء زمزم
لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالجمعة نوفمبر 25, 2016 12:07 am من طرف عطر المساء

» قصيده لمظفر النواب عن فلسطين
لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالجمعة نوفمبر 25, 2016 12:06 am من طرف عطر المساء

» محاضره ابكت الملايين لنبيل العوضي
لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالأربعاء نوفمبر 23, 2016 11:30 pm من طرف ماجد الشرفاء


 

 لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
النورس الحزين

النورس الحزين


الجنس : ذكر عدد الرسائل : 59
العمر : 38
السٌّمعَة : 12
نقاط : 5506
تاريخ التسجيل : 23/07/2009

لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Empty
مُساهمةموضوع: لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه   لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالثلاثاء يوليو 28, 2009 4:28 am

قال الله تعالى في كتابه العزيز .... ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرُ لكم واللهُ يعلمُ وأنتم لاتعلمون )

أخواتى واخواني.... عندما اُصاب بمحنه ويضيق صدرى بها لا أجد شئ يواسينى مثل هذه الايه .... فسبحان الله حين أتلوها أحس برضى وطمانينة وكأن الله يواسينى بها .... فالانسان منا مجرد مخلوق ضعيف والخالق هو الله عز وجل وهو الذى يعلم مافيه خير و صلاح لنا أو مافية شر واذيه لنا سواء في دنيانا أو اخرتنا.... فقد مانظنه أنه شر بالنسبه لنا من خلال منظورنا لظاهر الامر من مرض أو فقر أو فقدان لشخص عزيز أو عمل هذا كله شر....

ولكن مايدرينا قد يكون في هذا كل الخير .... فنظرتنا نحن للامور محدوده وسطحيه ولكن علم الله سبحانه بالاشياء عام وشامل للماضى والحاضر والمستقبل .... وهو سبحانه لايمكن أن يحرمنا من شئ يكون فيه مصلحه لنا في دنيانا أو فى أخرتنا .... وهو ادرى منا يحالنا لانه هو الذى خلقنا سبحانه ....

وقد قرأت لاحد الحكماء أنه قال " أحب ثلاث يكرها الناس أًًحب الفقر والمرض والموت ... لأن الفقر مسكنه والمرض كفاره للذنوب والموت لقاء بالله عز وجل" فسبحان الله أمر المؤمن كله خير ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Anfel

Anfel


الجنس : انثى عدد الرسائل : 75
العمر : 35
السٌّمعَة : 14
نقاط : 5652
تاريخ التسجيل : 22/04/2009

لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه   لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالثلاثاء يوليو 28, 2009 4:49 am

بارك الله فيك أخي وجزاك كل خير

الابتلاء محطة نتوقف فيها برهة من الزمن فإذا بأدران الذنوب والمعاصي تتحاتّ منا كما يتحاتّ ورق الشجر؛ إذ المؤمن يُثاب على كل ضربة عرق، وصداع رأس ، ووجع ضرس، وعلى الهم والغم والأذى، وعلى النَصَب والوَصَب يصيبه، بل وحتى الشوكة يشاكها. وفي الحديث: "ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ - وهما المرض والتعب - ولا همٍ ولا حزنٍ ولا غمٍ ولا أذى ، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه" [ متفق عليه ].

فالأجر ثابت يا عبد الله، على كل ألمٍ نفسي أو حسي يشعر به المؤمن إذا صبر واحتسب.
فقد جاء في كتب السنة "أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب رضي الله عنها، فقال لها: ما لكِ تزفزِفين ؟ قالت : الحمى لا بارك الله فيها. فقال : لا تسبي الحمى فإنها تُذهِب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" [ رواه مسلم ] .
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ما من مسلم يصيبه أذى من مرضٍ فما سواه إلا حطَّ الله تعالى به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها" [ متفق عليه ]. فهنيئاً للصابرين المحتسبين .

وفي البلاء دروسٌ لا يمكن أن نأخذها من غيره أبداً وهي من حِكَم البلاء - ومن أهمها ما يلي :

الدرس الأول : أنَّ البلاء درسٌ من دروس التوحيد والإيمان والتوكل، يطلعك عملياً على حقيقة نفسك لتعلم أنك عبد ضعيف لا حول لك ولا قوة إلا بربك، فتتوكل عليه حق التوكل، وتلجأ إليه حق اللجوء، حينها يسقط الجاه والتيه والخيلاء، والعجب والغرور والغفلة، وتفهم أنك مسكين يلوذ بمولاه، وضعيف يلجأ إلى القوي العزيز سبحانه .

الدرس الثاني : أن البلاء يكشف لك حقيقة الدنيا وزيفها وأنها متاع الغرور، وأن الحياة الصحيحة الكاملة وراء هذه الدنيا،في حياة لا مرض فيها ولا تعب :{ وَإِن الدارَ الآخِرَةَ لَهِىَ الحَيَوَانُ لَو كَانُوا يَعلَمُونَ } [ العنكبوت : 64] .
أما هذه الدنيا فنكد وجهد وكبد: { لَقَد خَلَقنَا الإِنسانَ فِي كَبَدٍ } [البلد : 4] .

فهذا شأن الدنيا فبينما هي مُقبلة إذا بها مدبرة، وبينما هي ضاحكة إذا بها عابسة. فما أسرع العبوس من ابتسامتها، و ما أسرع القطع من وصلها، وما أسرع البلاء من نعمائها.

فهذه طبيعتها، ولكنك تنسى - أخي الحبيب - فيأتي البلاء فيذكرك بحقيقتها؛ لتستعد للآخرة، ويقول لك :


فاعمل لدارٍ غدٍ رضوانُ خازنها............الجارُ أحمدُ والرحمنُ بانيها



قصورها ذهبٌ والمسك تربتها...........والزعفران حشيشٌ نابتٌ فيها


الدرس الثالث: أنَّ البلاء يذكرك بفضل نعمة الله عليك بالعافية. فإنَّ هذه المصيبة تشرح لك بأبلغ بيان وأصرح برهان معنى العافية التي كنت تمتعت بها سنين طويلة، ولم تتذوق حلاوتها ولم تقدِّرها حق قدرها. وصدق من قال : "الصحة تاجٌ على رءوس الأصحاء لا يراه إلا المرضى" . ومَن غير المبتلى يعرف أنَّ الدنيا كلمة ليس لها معنىً إلا العافية ؟ .


الدرس الرابع : أن البلاء يذكِّرنا، فلا نفرح فرحاً يطغينا، ولا نأسى أسىً يفنينا. فإن الله عز وجل يقول : { مَا أَصَابَ مِن مصِيبَةٍ فِي الأرضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُم إِلا فِي كِتابٍ من قَبلِ أَن نبرَأَهَا إِن ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ * لكَيلاَ تَأسَوا عَلَى مَا فَاتَكُم وَلاَ تَفرَحُوا بِمَا آتاكُم وَاللهُ لاَ يُحِب كُل مُختَالٍ فَخُورٍ } [ الحديد : 22-23 ].


الدرس الخامس : أنَّ البلاء يذكرك بعيوب نفسك لتتوب منها، والله عز وجل يقول : { وَمَا أَصَابَكَ مِن سَيئَةٍ فَمِن نفسِكَ } [النساء : 79]. ويقول سبحانه { وَمَا أَصابَكُم من مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَت أَيدِيكُم وَيَعفُوا عَن كَثِيرٍ } [الشورى : 30] .

فالبلاء فرصة للتوبة قبل أن يحل العذاب الأكبر، فإنَّ الله تعالى يقول : { وَلَنُذِيقَنهُم منَ العَذَابِ الأدنَى دُونَ العَذَابِ الأكبَرِ لَعَلهُم يَرجِعُونَ } [ السجدة : 21 ] . والعذاب الأدنى هو نكد الدنيا ونغصها .


الدرس السادس : أنَّ البلاء درس تربوي عملي يربينا على الصبر. وما أحوجنا إلى الصبر في كل شيء . فلن نستطيع الثبات على الحق إلاَّ بالصبر على طاعة الله، ولن نستطيع البعد عن الباطل إلاَّ بالصبر عن معصية الله، ولن نستطيع السير في مناحي الحياة إلاَّ بالصبر على أقدار الله المؤلمة . وما أجمل الصبر في ذلك كله، فهو زادنا إلى جنة الخلد والرضوان. قال سبحانه وتعالى : { وَمَا يُلَقاهَا إِلا الذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقاهَا إِلا ذُو حَظ عَظِيمٍ } [ فصلت : 35 ] .

وختاماً لهذه الدروس، أظنُّك - أخي الحبيب - توافقني الرأي بأنَّ هذه الدروس الستة، لا يمكن أن نأخذها من غير بلاء؛ إذ هي من قبل أن نُصَاب بالبلاء لا تعدو أن تكون حبراً على ورق، أو كلاماً نظرياً يطير به الهوى، فإذا نزل بنا البلاء واجتزناه بنجاح صارت واقعاً عملياً نعيشه،وهذا من حِكَم البلاء.

منقول
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
النورس الحزين

النورس الحزين


الجنس : ذكر عدد الرسائل : 59
العمر : 38
السٌّمعَة : 12
نقاط : 5506
تاريخ التسجيل : 23/07/2009

لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Empty
مُساهمةموضوع: رد: لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه   لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالثلاثاء يوليو 28, 2009 5:16 am

اشكر مرورك ايتها الاخت الفاضله وبالفعل ان مرورك جعل الموضوع مكتمل اكثر.
حقيقة هذه ميزه لم اجدها الا بهذا المنتدى وهي ميزة الردود. اذ ان باقي المنتديات تعتمد على الردود او المرور السريع الذي لا يسمن ولا يغني من جوع وبكثير من الاحيان لا يكون المرور له صلة بالموضوع اصلا. الا بهذا المنتدى الرائع باعضاءه وادارته فنجد ان المرور يشكل نقلة نوعيه او اضافة حقيقيه للموضوع الاصلي.
اشكرك مرة اخرى واشكر كل القيمين على هذا المنتدى الجميل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
um_okba
مشرفة منتدى اسلاميات
مشرفة منتدى اسلاميات
um_okba


الجنس : انثى عدد الرسائل : 1609
السٌّمعَة : 197
نقاط : 8271
تاريخ التسجيل : 03/03/2009

لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Empty
مُساهمةموضوع: رد لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه   لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالأربعاء يوليو 29, 2009 8:55 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]



إذا
أحب الله عبداً ابتلاه, عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: "إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله
إذا أحب قوماً ابتلاهم, فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط
"( رواه
ابن ماجة والترمذي ـ صحيح).. فيبتليهم بأنواع البلاء حتى يمحصهم من الذنوب، كما في
قوله صلى الله عليه وسلم: "ما يزال البلاء
بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله, حتى يلقى الله وما عليه خطيئه
"(رواه
الترمذي وابن حبان في صحيحه) ليفرغ قلوبهم من الشغل بالدنيا, وليشهد صدقهم معه في
المجاهدة.. قال تعالى: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى
نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}

(محمد: 31).

ويأتي هذا الابتلاء في شدته على قدر الإيمان.. عن سعد رضي الله عنه قال: قلت يا
رسول الله: أي الناس أشد بلاء؟ قال: "الأنبياء
ثم الأمثل فالأمثل, يبتلى الرجل على قدر دينه, فإن كان دينه صلباً, اشتد بلاؤه,
وإن كان في دينه رقة, ابتلي على حسب دينه, فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي
على الأرض ما عليه خطيئة
"( صحيح الجامع




المتأمل في سنن الله يعلم أن البلاء سنة من سننه الكونية :
يقول جل وعلا
((ولنبلونكم
بشيئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين))

إذا لنرى إذا كان البلاء نعمه أم نقمة:

*إن الله إذا أحب عبدا ابتلاه: قال رسول الله صلــــ الله عليه وسلم ــــى
(إن الله إذا أحب قوما ابتلاهم ) رواه أحمد و الترمذي

*أن البلاء هو دليل الإيمان:سئل رسول الله صلـــــ الله عليه وسلم ـــى(
أي الناس أشد بلاء ؟ قال:الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل
من الناس ،يبتلى الرجل على حسب دينه ،فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه،وإن كان
في دينه رقة خفف عنه


*علامات إرادة الله بعبده الخير:قال صلـــ الله عليه وسلم ـــــى
(إذا أراد الله بعبده الخير عجل له العقوبة في الدنيا،وإذا أراد
بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة)
رواه الترمذي

*كفارة للذنوب وإن قل،قال صلـــ الله عليه وسلم ــــى
(ما من مسلم يصيبه أذى شوكة فما فوقها إلا كفر الله بها سيئاته تحط
الشجرة ورقها)
متفق عليه

*البلاء أنواع:بلاء بالخير كزيادة المال، وبلاء بالشر كالخوف والجوع ونقص من المال
يقول جل علا
(ونبلوكم بالشر
والخير فتنة)


والآن مارأيكم هل البلاء نقمة أم نعمة؟؟!!





[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ghassen

ghassen


الجنس : ذكر عدد الرسائل : 32
العمر : 36
الموقع : tunisia
السٌّمعَة : 4
نقاط : 5347
تاريخ التسجيل : 09/01/2010

لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Empty
مُساهمةموضوع: يا أصحاب الهموم توكلوا على الحي ♥ القيوم   لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه Emptyالأربعاء فبراير 03, 2010 2:39 am

بسم الله الرحمن الرحيم

قالَ التهامي - رحمه الله - يُصوِّر حالَ الدنيا المُتقلِّبة بأهلِها:

طُبِعَتْ على كَدَرٍ وأنتَ تُريدُها *** صَفْواً مِن الأقذاءِ والأكدارِ

وصدقَ - رحمه الله - فما مِن عبدٍ إلا تمرُّ عليه في حياتِه مَصاعِبُ وتنالُ منه فِتَنٌ ومَصائبُ، لا يُستثنَى من ذلك أحدٌ مِن العالمين مهما كان حاله، وعظمتْ أموالُه، وعزَّ سلطانُه، وكثرتْ عِيالُه.

وقد قرَّرَ القرآنُ هذه الحقيقةَ فقال الله - جلَّ جلالُه -: (ولَنَبْلُونَّكم بشيءٍ مِن الخوفِ والجوعِ ونقصٍ من الأموالِ والأنفسِ والثمراتِ وبَشِّر الصابرين الذين إذا أصابَتْهم مُصيبةٌ قالوا إنَّا للهِ وإنا إليه راجعون)[1] وقال - تبارك وتعالى -: ( أحسب الناسُ أن يُترَكوا أن يقولوا آمنَّا وهم لا يُفتَنون ولقد فتنَّا الذين مِن قبلِهم فَلَيعلَمَنَّ اللهُ الذين صدقوا وليعلمنَّ الكاذبين). [2


وصلَّى اللهُ على نبيِّ الله يعقوب؛ فإنه ما لاذ بأحدٍ حينما أصابَتْهُ النوائبُ وتوالت عليه المصائبُ إلا الله - عز وجل -! فقد ذكر المفسِّرون هذا المعنى عند الكلام عن حال يعقوب - عليه السلام - حينما غاب عنه ولداه بعد فقدانِ يوسف - عليه السلام -: (وتولَّى عنهم وقال يا أسفا على يوسف وابيضّتْ عيناه من الحزن فهو كظيم)[3] قال ابن كثير - رحمه الله -: "أي أعرَضَ عن بَنِيه؛ وقال مُتذكِّراً حُزنَ يوسف القديم الأوّل: (يا أسفا على يوسف)؛ جَدَّدَ له حُزنُ الابْنَيْنِ الحُزنَ الدّفين"![4] وقال السعديّ - رحمه الله -: "أي ظهر منه ما كَمَنَ مِن الهمِّ القديمِ والشوقِ المُقيم"![5]



فقد أناب يعقوب - عليه السلام - إلى مولاه، ولم يَشْكُ حالَه إلى سِواه، بَلْ تَوكَّلَ على الله؛ وهذا يُبيِّنُ المعانيَ التربوية للتوكُّلِ والإنابةِ والرَّجاءِ وصدقِ الالتجاء؛ كما قال صاحبُ الظلال في تفسير قولِ يعقوب - عليه السلام -: (إنما أشكو بثّي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون)[6]: "في هذه الكلمات يتجلّى الشعور بالألُوهيّة في هذا القلبِ الموصول؛ كما تتجلّى هذه الحقيقة ذاتها بجلالها الغامر ولألائها الباهر... وهذه قيمةُ الإيمانِ باللهِ ومعرفتِه - سبحانه - هذا اللونَ من المعرفة: معرفة التجلّي والشهود، ومُلابسة قُدرتِه وقَدَرِه، ومُلامسة رحمتِه ورِعايتِه، وإدراك شأن الألوهيّة مع العبيد الصالحين؛ إنّ هذه الكلمات(وأعلم من الله ما لا تعلمون) تجلو هذه الحقيقة بما لا تملك كلماتنا نحن أن تجلوها وتعرض مذاقاً يعرفه من ذاق مثله؛ فيدرك ماذا تعني هذه الكلمات في نفس العبد الصالح يعقوب"![7]

ولكننا في صراعِنا اليومي مع الحياةِ قد نغفلُ عن هذه المعاني؛ فنتعلَّق مِن حيث لا ندري بالعبادِ ونَجري لاهِثين وراءَ الأسباب؛ وننسى مُسبِّبَ الأسبابِ وربَّ العباد الذي عنده خزائنُ السماوات والأرض، يده سحَّاء الليل والنهار، الذي تفيض رحمته على عباده ولا تغيض.

ولكنْ سرعان ما تُسَدُّ الأبوابُ التي نَلِجُها مُتوكِّلين على مُجرَّدِ الأسباب، وندخلُها مُعلِّقين رَجاءَنا بالعبادِ؛ فيخيب الرجاءُ إلا في الله وتنقطعُ السُّبُلُ إلا إلى الله؛ (أمَّنْ يُجيب المضطرَّ إذا دعاه). فيعود إلينا اليقينُ الجازمُ وليس الخبرُ كالمعاينة بأنه لا ناصرَ إلا الله (وما النصرُ إلا من عند الله العزيز الحكيم)، فهو القادرُ على قضاء الحوائج وتيسير الأسباب، (ذلكم اللهُ ربُّكم له المُلكُ والذين يدعون من دونِه ما يملكون من قِطمير). [8


فالمُعِينُ والراحمُ على الحقيقةِ هو الله؛ فهو أرحمُ بالعبد من أمِّه وأبيه، كما قال - صلى الله عليه وسلم - حين أخذتْ تلك المرأةُ من السبيِ صبيّاً فألزقتْه ببطنِها فأرضعتْه: (لَلَّهُ أرحمُ بعبادِه مِن هذه بولدِها)![9] وهو العزيز الحكيم السميع العليم، كما قال الله - عز وجل - في معرضِ الأمرِ بالتوكُّلِ عليه وحدَه: (وتوكَّلْ على العزيزِ الرحيمِ الذي يراك حين تقومُ وتقلُّبَه في الساجِدين إنه هو السميعُ العليم). [10] ف"التوكل هو اعتمادُ القلبِ على الله - تعالى - في جلبِ المنافع ودفعِ المضارِّ مع ثقتِه به، وحسنِ ظنِّه بحصولِ مطلوبِه؛ فإنه عزيزٌ رحيم، بعزَّتِه يقدر على إيصالِ الخيرِ ودفعِ الشر عن عبدِه، وبرحمتِه به يفعل ذلك". [11

فالمتوكلُ على اللهِ وحدَه يستحضرُ على الدوامِ أنَّه لا يفتح أبوابَ الرحمةِ إلا الله، فهو وحده تبارك وتعالى الذي يَضرُّ وينفعُ، ولا ينالُ العبدُ نعمةً ورزقاً إلا من عند الله، كما قال - عز وجل -: (ما يفتح الله للناسِ من رحمةٍ فلا ممسكَ لها وما يُمسِكْ فلا مُرسِلَ له مِن بعدِه وهو العزيز الحكيم يا أيها الناسُ اذكروا نعمةَ الله عليكم هل مِن خالقٍ غير الله يرزقكم مِن السماءِ والأرضِ لا إله إلا هو فأنَّى تُؤفَكون


وحينما تُعَمِّرُ هذه المعاني قلوبَنا؛ فلا تتعلقُ بما عند الناسِ، ولا تطمعُ فيما بين أيديهم، بل تتوجَّه إلى الله ربِّ العباد وخالقِ الأسباب وفاطرِ السماوات والأرضِ الذي يقول للشيء: كنْ؛ فيكون، حينئذٍ يبدو المَخرجُ ويأتي الفَرَجُ ويصيرُ العسرُ يُسراً من حيث لا يحتسب العبدُ وتتنزَّلُ عليه الرحمةُ فيستقبل نسيمَها العليل، ويتفيَّأ ظلَّها الظليل؛ فيحمد اللهَ وحدَه ويشعر بحلاوة العبودية ولذة الطاعة وأُنسِ القُربِ من الله بعد أن تحرَّرَ القلبُ من قيودِ الأسباب.



ذلك أنَّ التوجهَ الصحيحَ لله ربِّ العالمين يتحققُ عند اشتدادِ الهمِّ والغمِّ؛ لا سيما في أيامِ المصائبِ وساعات الكربِ والضيقِ، حينما يُفقَد الرفيق ولا ينفعُ الصديق؛ فالعبدُ إذا أصابَه الضُّرُّ وانسدَّتْ أمامَه السُّبلُ؛ أظهرَ الذُّلَّ والفقرَ، وأقبلَ على الله بقلبٍ مُنكسِرٍ يدعوه رَغَباً ورَهَباً، ويُقبل عليه مُحتاجاً مضطرّاً، ثخينَ الدمعِ حزينَ القلبِ، خاشعاً متضرِّعاً، ويقوم بين يديْ ربِّه رافعاً حاجتَه متبرِّئاً من حَوْلِه وقُوَّتِِه؛ فإذا رأى اللهُ صِدقَ التجائه وحقيقةَ إنابتِه وحرارةَ دعائه؛ فرَّجَ كربَه وعجَّلَ نجاتَه، كما قال - تعالى -: (وإذا مسَّ الإنسانَ ضرٌّ دعا ربَّه مُنيباً إليه ثم إذا خَوَّلَه نعمةً منه نسيَ ما كان يدعو إليه من قبلُ)،[14

(قل من يُنجِّيكم من ظلمات البر والبحر تدعونه تضرعاً وخُفيةً لئن أنجانا لنكوننَّ من الشاكرين قُل اللهُ ينجِّيكم منها ومن كلِّ كربٍ ثم أنتم تشركون). [15] (قل أرأيتكم إنْ أتاكم عذابُ الله أو أتتْكم الساعة أغيرَ اللهِ تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ما تدعون إليه إن شاء وتنسون ما تُشركون). [16



ورحم الله البخاري فقد أخرج في كتاب (الأذان) باب (إذا بكى الإمام في الصلاة) قولَ عبد الله بن شداد: (سمعتُ نشيجَ عمر وأنا في آخر الصفوف يقرأ (إنما أشكو بثِّي وحزني إلى الله). [17



ولله در صاحب الظلال حيث قال: "مِن رحمةِ الله أن تحس برحمة الله؛ فرحمة الله تضمك وتغمرك وتفيض عليك ولكنَّ شعورك بوجودِها هو الرحمة، ورجاؤك فيها وتطلعك إليها هو الرحمة، وثقتك بها وتوقعها في كل أمرٍ هو الرحمة... ورحمة الله لا تعز على طالبٍ في أي مكانٍ ولا في أيِّ حالٍ؛ وجدَها إبراهيمُ - عليه السلام - في النار، ووجدها يوسف - عليه السلام - في الجُبِّ كما وجدها في السجن، ووجدها يونس - عليه السلام - في بطن الحوت في ظلماتٍ ثلاث، ووجدها موسى - عليه السلام - في اليمِّ وهو طفلٌ مُجرَّدٌ من كل قوةٍ ومن كلِّ حراسة، كما وجدها في قصر فرعون وهو عدوٌّ له متربِّصٌ به ويبحث عنه

ووجدها أصحابُ الكهف في الكهف حين افتقدوها في القصور والدُّور؛ فقال بعضُهم لبعضٍ: (فأووا إلى الكهف ينشرْ لكم ربُّكم من رحمته)، ووجدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصاحبُه في الغار والقومُ يتبعونهما ويقصون الآثار، ووجدها كلُّ من آوى إليها يأساً من كلِّ من سواها؛ مُنقطعاً مِن كلِّ شُبهةٍ في قوةٍ، وعن كلِّ مَظِنَّةٍ في رحمةٍ، قاصداً بابَ اللهِ وحدَه دون الأبواب"[18


فثِقُوا بربِّكم يا أهلَ الهُمومِ والغُموم، والْجَأوا إلى الله؛ فلا يُرْجَى أحدٌ سِواه؛ (أمَّنْ يُجيب المضطرَّ إذا دعاه)! فهو ربُّ العالَمين الذي بيده خزائنُ السموات والأرض، وهو أرحمُ الراحِمين وأكرمُ الأكرمين الذي يَقضِي الدَّينَ عن المَدِينِين ويُفرِّجُ كربَ المَكروبين ويُنفِّسُ همَّ المهمُومِين. وهو اللطيفُ بعبادِه، العليمُ بحوائجِهم، الخبيرُ بمصالحِهم، وهو أرحمُ بهم من آبائهم وأمهاتِهم؛ (ومَن يتوكَّلْ على اللهِ فهو حسبُه إنَّ اللهَ بالغُ أمرِهِ قد جعلَ اللهُ لكلِّ شيءٍ قدراً). [19] "وإذا كان الأمرُ في كفالةِ الغنيِّ القويِّ العزيز الرحيم؛ فهو أقربُ إلى العبدِ من كلِّ شيءٍ". [20] فهو المُستَعانُ وعليه التكلان
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لا تنزعج من محنه فقد تكون منحه
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحلقة الأخيرة : حتى تكون أسعد الناس
» حتى تكون أسعد الناس
» لن تكون إلا أنت وليس غيرك
» عندما تكون فلسطينيا
» كيف تكون مربيا ايجابيا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
alhamdullah.alafdal.net :: اسلاميات :: درر متناثرة-
انتقل الى: