أفكار إيجابية لعبور أزمة منتصف العمر
إنها فترة إعادة تقييم لما انجزناه في الحياة مقارنة بما كنا نحلم أن ننجزه وهذه الفترة يمر بها كل انسان..
رجلا كان او امرأة - بعد عمر الاربعين. وقد تصبح هذه الفترة أقوى اداة لاعادة تشكيل المستقبل إذا أحسن الانسان استغلالها وفقا للخبرات التي اكتسبها بعد ان بلغ هذا العمر. ولكن كيف ندير هذه المرحلة الدقيقة بنجاح؟
إن كلمة 'أزمة' منتصف العمر، عادة ما تسبب الذعر والألم في حين انه يمكن استثمار هذه الفترة بين الاربعين والخمسين - كي نجني عوائد سعيدة ووفيرة، لذا دعونا منذ البداية نطلق عليها اسما جديدا
'تحولات' منتصف العمر.
انها فترة وعي يتوافر لك فيها مخزون معلوماتي عن مكانك ومكانتك في الحياة فابدئي في التفكير في المكانة التي ترغبين بلوغها. هذه العملية تشكل صحوة للمعنويات واذا احسنت ادارتها ستمدك بفرص لا يمكنك تعويضها كي تنطلق الى المرحلة التالية من حياتك.
انظري الى لحظات التعاسة والكآبة التي تعيبك بسبب التقدم في العمر على أنها حافز او اشارة على ان جانبا ما من جوانب حياتك يحتاج الى التغيير، ومن هنا يصبح عليك اكتشاف هذا الجانب واتخاذ اللازم تجاهه.
من أنت في نظر نفسك؟
تحولات منتصف العمر هي في حقيقتها ادراك منك بالتغيير الذي طرأ عليك وعلى حياتك التي يجب ان تتغير تبعا لذلك، لذا عليك اولا التعرف على اوضاعك الحالية وعلى الاشياء التي تهمك الآن:
ابدئي بعمل قائمة بالاشياء التي تشكل اهمية في حياتك اكثر من غيرها - مثل الصدق أو الابداع او التواصل مع الآخرين - وهي العناصر التي تعني لك شيئا حقيقيا.
لكل قيمة من هذه القيم أسألي سؤالين.
السؤال الأول:ماذا تعني هذه القيمة بالنسبة لك؟
لذا فإذا اخترت مثلا التعاطف مع الآخرين فهي تعني ان تضعي نفسك في مكانهم والا تطلقي عليهم احكاما مسبقة.
والسؤال الثاني: لماذا تشكل هذه القيمة اهمية في حياتك؟
وفي حالة قيمة التعاطف ايضا قد تنبع اهميتها من انها تجعلك على اتصال دائم بالمحيطين بك وبالعالم وتجعل لك معنى في حياتهم.
وبهذه الطريقة تصلين الى اجابة عن سؤال محير وهو: ما الذي ينقص حياتك كي تكون انت انت؟ وما ان تعرفي اجابة السؤال فستعرفين ايضا الظروف الواجب توافرها للخطوة التالية.
اكتشفي كل مواهبك
هل قال لك أحدهم انك لن تستطيعي فعل كذا؟!
- مهما كان الكذا - غناء او رسما او اي شيء اهم من ذلك - فقد يؤدي إلى أن تستبعدي هذا الشيء من حياتك كليا. الا ان العودة الى قائمة القيم تمثل اسلوبا جيدا لاكتشاف مواهبك الدفينة.
اي من هذه القيم لا تعبرين عنها في حياتك اليومية؟
- ما الفرق الذي سيطرأ على حياتك لو انك عبرت عنها؟
- مثلا ان كانت هذه القيمة هي 'المغامرة' يكون ظهورها سببا في توسعة افقك وخلق مواقف تثير فيك روح التحدي.
- دوني ستة اشياء يمكنك القيام بها للتعبير عن هذه القيمة، وفي حالة 'المغامرة' قد تخرجك هذه الاشياء من حالة الكمون التي تعيشينها.. مثلا حاولي الدخول في مجموعة دراسية لا تعرفين فيها احدا، فربما تكون لديك موهبة دفينة في التواصل مع أناس جدد وتكشفينها بهذا الأسلوب.
توقفي لفترة
لا نعني بذلك فترة طويلة ـ عاما أو نحوه ـ ولكن قد يفيدك التركيز على نفسك وما تحتاجينه كي تتغيري في مدة ساعة كل أسبوع على الأكثر أو ربما تحتاجين إلى فترة أطول قليلا تمتد إلى يوم كل شهر، لكما استثمرت وقتا أطول في اكتشاف ما تريدينه حقا ستتمكنين من حصد الأرباح مضاعفة على مر السنوات المقبلة.
إذا توافرت لك ساعة، احرصي على قضائها بعيدا عن التشتت المنزلي، اجلسي وحدك في احدى الحدائق أو الكافيتيريات.
اشتري لنفسك نوتة فاخرة تغريك بالكتابة وتحقق لك متعة التقليب فيها وضعيها باستمرار في حقيبة يدك لتدوين الأفكار التي تطرأ على ذهنك أولا بأول.
خصصي عدة أوراق في النوتة لكل جانب من جوانب حياتك (العمل، الأسرة، المنزل، العلاقات) واكتبي تحت كل عنوان الاشياء التي ترغبين في تغييرها ويجب الا تكون هذه التغييرات كبيرة وجذرية، فمثلا الذهاب الى السينما مرة كل شهر أو اتخاذ خطوات قد تؤدي الى أشياء أخرى كاعادة تنظيم ميزانيتك أو الالتحاق بفصل دراسي لموضوع يهمك.
راجعي اهدافك كل أسبوع وراقبي مقدار تقدمك، فتحديد هذه الخطوات البسيطة واتخاذها باستمرار يبقيك دائما على الطريق الصحيح.
من المهم ان تنظري الى الأمام بدلا من النظر إلى الماضي، فالحياة قصيرة لا تتحمل ان نقضيها في الندم على أشياء لم نفعلها أو أشياء ارتكبناها بدلا من ذلك، ركزي طاقتك في قبول الاختيارات التي اتخذتها وتفهمي الفرص التي اتيحت لك والفرص التي مازال الزمن يحملها إليك.
تخلصي من مخاوفك
ماذا لو فقدت الأمان المالي؟ ماذا لو انفصلت عن زوجك؟ ماذا لو فشلت في تحقيق أحلامك؟
عادة ما يكون الخوف هو القيد أو الحاجز الفاصل بيننا وبين الاستمرار في التقدم في الحياة.
حاولي التخلص من كل هذه التوقعات التي قد تكون خاطئة، ولكن تفكيرك الدائم فيها يجعلها حقيقة، تعاملي مع هذه المخاوف الافتراضية بالتركيز على واقع الموقف الذي تعيشينه وضعي خطة للتصرف وفقا لذلك.
التزمي بحقائق الموقف وليس بالافتراضات التي ترعبك.
فكري في الأشخاص الذين يمكنهم ان يساعدوك في التغلب على المشكلة التي حددتها بنفسك ثم اتصلي بهم لمناقشتها.
3 نصائح تحول 'الأزمة' الى 'تصحيح مسار'1 ـ لا تخافي من التجريب
لا توجد قرارات أبدية لا يمكن تغييرها والخروج عنها، فهناك مقولة 'ان واصلت العمل بالطريقة نفسها ستصلين في كل مرة الى النتيجة نفسها'، فجربي الخروج عن مسارك المعتاد من آن إلى آخر عبر مسيرة حياتك حتى تستطيعي تحقيق نتائج مختلفة.
2 ـ خطوات صغيرة
التغيير يجب ألا يكون بالطلاق من زوجك أو بعبور المحيط وحدك في مركب، ولكن بمجرد اتخاذ خطوات صغيرة باستمرار في اتجاه الهدف النهائي، السعي الحثيث نحو التغيير سيكون له الاثر التحرري نفسه الذي يحدثه التغيير نفسه.
3 ـ افخري بنفسك
أنت المتحكمة الوحيدة في مجريات حياتك وتخططين لانجازات أكثر في مستقبلك وهذا ليس سهلا، اذن فكل خطوة تتخذينها تستحق كل التشجيع والاشاد
المصدر
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].