كم يشبه
غروب الشمس لحظة فراقنا.....وهي تنزل رويداّ رويداّ خلف الأفق وكأنها تشد الزمن معها.....أو كأنها تتمسك بنا لا تريد فراقنا.....يحمر قرصها من حرارة الوداع....والشوق للبقاء ....وتزداد احمراراّ كلما اقتربت من النهاية ...ولكنها ترضخ في النهاية لقانون الحياة .....ويحذوها الأمل بأنه في الغد سيكون في الجانب الاّخر لقاء وشروق ......لذلك تستسلم بهدوء مميت تقشعر له الأبدان.....وهكذا الوداع يمر ببطء بمرارة ودموع رافضة النزول .....وبرودة أطراف وفراغ في الروح تشعر معه بالاختناق....وحمرة الشوق التي تتطغى وكأن العيون لوحدها هي التي تتكلم.....فلم يعد هناك الا لغة العيون ......هو يريد أن يصرخ ولكنه لا يستطيع ...تفضحه عيونه بالرجاء وبالتوسل للبقاء....يضيق الكون حولهما ويعلو صوت السكون...وبرودة كانون تصيب أطرافه في عز تموز .....ولكنه لا يشكو تتصلب عضلات يديه ورجليه فلا يستطيع الحراك .....فالوداع ثقيل على النفس البشرية والدموع وكأنها بنزولها ستفضحه فتتجمد العبرات في مقلتيه فلا يرى من الدنيا الا الوجه الذي أحبه وبأقصى سرعة يريد أن يكسب الوقت حتى يستجمع في ذاكرته الصور حتى لا تزول بعد هذه اللحظة ولسانه جاف لا يتحرك عجز عن الكلام ولكنه أخيرا نطق......لا تذهبي ..لا تهربي .أنا أحبك حباّ فاق طاقتي لا أريد سوى أن أقضي عمري معك ..أريد ان تكون لحظاتي الأخيرة في هذه الدنيا على راحتيك ....أريد العيش بقربك وأن أموت بقربك...ولو كان ذلك الزمن يوما أو لحظة فهل طلبي مستحيل؟.......لماذا يا ربي حكمت علي بهذا العذاب.....سمعته هي.........تألمت ...تعذبت لعذابه تشوقت للقائه ولو بعد الممات فمن يدري؟؟.......ولكنها تصمت لتذبح ولا أحد يشعر بها .....ويسود الصمت والفراغ ....صمت بارد مثل صقيع القطبين .....وهكذا كانت النهاية ....صمت يتبعه انفجار فالدموع التي كانت مجمدة ....وحرارة ومرارة الفراق أذابتها فنزلت بغزارة أغرقته وأغرقتها ....وصوته انطلق زاعقاّ حتى نفيه انتفضت من شدته ....بكى بكاءّأ أحرق خديه ونطق لسانه .....لن أنساك يامن سكنت قلبي واحتللت كياني قسوف نلتقي ....ويوماّما سيأتي يوم لقائنا ......فالشمس تغيب فقط ليكون الشروق....وأنت كذلك ستعودين يوماّ يا حبيبتي وسأكون بانتظارك.....وهكذا كان الوداع المرير على أمل اللقاء.....