أماه

بسم الله الرحمن الرحيم
كثير من الاحيان اتمنع عن اضافة رد على موضوع ما. وبخاصة تلك المواضيع التى تكون ابداعية لعضو بالمنتدى. لانه وبكل تجرد لا يمكن ان يرقى الرد لمستوى ابداع ذلك المبدع. لان المشاركه هي نابعة من صميم اعماق هذا العضو او تلك العضوه.
الا ان الاخت عطر المساء كسرت هذه القاعده وبامتياز بمجمل ردودها الرائعه وبخاصة هذا الرد الاكثر من رائع. واعتقد ان هناك شيئا ما من خلال مشاركة الاخت ليلى اثار الكثير بداخل الاخت عطر المساء مما اسفر عن رد بقوة وعمق ردها.
بالعوده لموضوع الاخت ليلى فانني اشعر بعجزي عن الرد على الوضوع بشكل يليق بمستوى المشاعر القويه التي تحيط بكل كلمة. بل بكل حرف من الموضوع. واجد نفسي اعيد قراءة المشاركه وكل مرة اقرا اكثر واكثر ذلك لان هناك الكثير من الكلمات قد كتبت بحبر سري يستعصي قرائة حروفه الا على من عاش او حاول ان يعيش مثل هذه اللحظات بين الوعي والاوعي.
لا يمكن ان يقبل العقل او المنطق بان يكون هناك عشيقا لمعشوقتنا. الا بمثل هذه الحالة فانه ليسعدنا ان يزداد عشاق عشيقتنا بكل لحظة .
ان عشقنا لامنا الغالية فلسطين رضعناه مع حليب امهاتنا وقرأناه بين سطور دموعها المنحدرة بفخر الالام والتضحية والمعاناة.
تعلمناه مع كل تنهيدة ااااااااااااااااه يا عرب تخرج من افواه اباؤنا بغفلة من الزمن.
عرفناه مع كل هبة نسيم عليلة غربية الموطن نسرقها بغفلة من الايام.
فقط حين تخجل الكلمات يحق لامنا ان تبكي وتنوح.
فقط حين نرفع الهمم عاليا نعلم ان كل شهيد هو ابي واخي وابني فعلا وليس قولا.
ان بكاء الام بشموخ سمعته انا من امي الكبيرة المتكبرة الثكلى وهي تخرج من قاعة محكمة العدل. سمعت حوارها دون خوف منها او خجل. خاطبتهم بلغتم اولا وحين لم يفهموها قالت لهم:
سيدي القاضي هل تذكرني؟ انا فلسطين
اثنان واربعون عاما تائهة في ملف حزين
اي شعب مثل شعبي واي حق مثل حقي
قضى في ساحة العدل هذي السنين
جلسات ترفع وتؤجل بلا انصاف
وكيف ينصف العدل قضاة متامرين
لست بحاجة لمحام. فالقاتل انت
ألست امريكيا او صهيونيا؟؟ فمن تكون؟
لا تتنصل يا قاضي المحكمة الدوليه
يا مجلس الامن. قضيتي يا محترمين
سيدي القاضي لا تقل تؤجل القضيه
فالحكم اصبح بايدي ابنائي الشرعيين
ليذهب الصهاينة الى الجحيم او من حيث أتوا
فكيف تكون فلسطين موطنا للاسرائيليين؟

خاطبتهم بلغتهم وبشموخ تاريخها الضارب في اعماق الزمن.
اقول ايتها الحالمة بذكريات الطفولة الرائعه بفلسطين. دعيها تبكي وتنوح.
فانت تعلمين كم زغردت حين يزف اليها نبأ استشهاد احد ابناؤها.
دعيها تذرف الدموع. فاكثر ما يقتلها حين يقتل الاخ اخاه. لقد شعرت بالفعل بيتمها وغربتها وقهرها

ارجو ان اقرأ المزيد من نزف قلمك الرائع على صفحات منتدانا الغالي. فما احوجنا الى المزيد من ابداعاتكم وابداعاتكن .
وفقك الله تعالى والى الامام