[center] بسم الله الرحمن الرحيم
( يؤ تِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ (269)
حكم لقمان الحكيم لابنه وهو يعظه
1
-يا بني:لا يأكل طعامك إلا الأتقياء،وشاور في أمرك العلماء.
2
-جالس الصالحين من عباد الله،فإنك تصيب من محاسنهم خيراً،ولعله أن يكون آخر ذلك أن تنزل عليهم الرحمة فتصيبك معهم ، ولا تجالس الأشرار فإنك لا تصيب من مجالستهم خيراُ،ولعله أن يكون في آخر ذلك أن تنزلعليهم عقوبة فتصيبك معهم.
3- لا ترغب في ود الجاهل فيرى أنك ترضى عمله، ولا تهاون بمقت الحكيم فيزهده فيك.
4-
كن عبداُ للأخيار ولا تكن خليلا للأشرار.
5-
اعتزل عدوك،واحذر صديقك،ولا تتعرض لما لا يعنيك.
6-
من كتم سره كان الخيار بيده.
7-
يا بني جالس العلماء وزاحمهم بركبتيك،فإن الله تبارك وتعالى ليحيي القلوب بنور الحكمة كما يحيي الأرض الميتة بوابل السماء.
8-
يا بني زاحم العلماء بركبتيك ، ولا تجادلهم فيمقتوك،وخذ من الدنيا بلاغك ،وأنفق فضول كسبك لآخرتك ،ولا ترفض الدنيا كل الرفض فتكون عيالاُ وعلى أعناق الرجال كلاً، وصم يوماً يكسر شهوتك، ولا تصم صوماً يضر صلاتك،فإن الصلاة أفضل من الصوم،وكن كالأب لليتيم، وكالزوج للأرملة،ولا تحاب القريب،ولا تجالس السفيه،ولا تخالط ذا الوجهين البتة.
9-
يا بني:للحاسد ثلاث علامات:يغتاب صاحبه إن غاب،ويتملق فذا شهد ويشمت بالمصيبة.
10-
اجعل معروفك في أهله، ولا تضعه في غير أهله، فتخسره في الدنيا،وتحرم ثوابه في الآخرة،وكن مقتصداً ولا تكن مبذراُ،ولا تمسك المال تقتيراً،ولا تعطه تبذيراً
11-
كن غنياً تكن أميناً.
12-
لا تضع برك إلا عند راعيه.
13-
إن الدنيا معبرة فاعبرها ولا تعمرها.
14-
إنك قد استدبرت الدنيا من يوم نزلتها واستقبلت الآخرة،فأنت إلى دار تقرب منها أقرب من دار تتباعد عنها.
15-
إذا أردت أن تواخي رجلاً فأغضبه قبل ذلك فإن أنصفك عند غضبه و إلا فاحذره.
16-
لتكن كلمتك طيبة وليكن وجهك بسطاً تكن أحب إلى الناس ممن يعطيهم العطاء.
17-
أنزل الناس من صاحبك منزلة من لا حاجة له بك ولا بد لك منه.
18-
كن كمن لا يبتغي محمدة الناس ولا يكسب ذمهم، فنفسه منه في عناء والناس منه في راحة.
19-
امتنع بما يخرج من فيك فإن ما سكتّ سالم ،وإنما ينبغي لك من القول ما ينفعك
إلى غير ذلك مما لا يحصى.
20
- اتخذ طاعة الله تجارة تأتك الأرباح من غير بضاعة.
21
- يا بني: اتّق الله ولا تري الناس أنك تخشى الله ليكرموك بذلك وقلبك فاجر.
22-
ألا إن يد الله على أفواه الحكماء لا يتكلم أحدهم إلا ما هيّأ الله له.
23-
اعتزل الشر يعتزلك فإنّ الشر للشرّ خلق.
24-
إيّاك وشدّة الغضب فإنّ شدّة الغضب ممحقة لفؤاد الحكيم.
25-
لا تكن أعجز من هذا الديك،الذي يصوت بالأسحار وأنت نائم في الأسحار.
26
-عليك بمجالسة العلماء ،واستمع كلام الحكماء،فإنَّ الله تعالى يحيي القلب الميت بنور الحكماء كما يحيي الأرض بوابل المطر، فإنَّ من كذب ذهب ماء وجهه، ومن ساء خلقه كثر غمّه ، ونقل الصخور من مواضعها أيسر من إفهام من لا يفهم.
27-
يأتي على الناس زمان لا تقر فيه عين حليم وفي رواية(عين حكيم).
28
-عوّد نفسك أن تقول اللهم اغفر لي ، فإن لله ساعات لا ترد.
29-
من يحب المراء يشتم ،ومن يدخل مداخل السوء يتهم ، ومن يصاحب قرين السوء لا يسلم،ومن لا يملك لسانه يندم.
30-
لا تضيع مالك وتصلح مال غيرك،فإن مالك ما قدمت ومال غيرك ما تركت.
31-
ليس شيء أطيب من اللسان والقلب إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا.
32
-إن الله رضيني لك فلم يوصني بك ولم يرضكَ لي فأوصاك بي.
33-
يا بني من كان له من نفسه واعظ،كان له من الله حافظ.
34
-لا تأكل شبعاً على شبع، فإن إلقائك إيّاه للكلب خير من أن تأكله.
35-
ليكن أول ما تفيد من الدنيا بعد خليل صالح امرأة صالحة.
36-
ليس غنى كصحة ولا نعمة كطيب نفس.
37-
لا تجالس الفجَّار ولا تماشهم،اتق أن ينزل عليهم عذاب من السماء فيصيبك معهم.
38-
جالس العلماء وماشهم عسى أن تنزل عليهم رحمة فتصيبك معهم.
39-
حملت الجندل والحديد وكل شيء ثقيل،فلم أحمل شيئاً هو أثقل من جار السوء،وذقت المرار فلم أذق شيئاً أمرَّ من الفقر.
40-
لا ترسل رسولاً جاهلاً،فإن لم تجد حكيما ًفكن رسول نفسك.
41-
احضر الجنائز ولا تحضر العرس ن فإن الجنائز تذكرك الآخرة والعرس يشهيك الدنيا.
42-
لا تكن حلواً فتبلع ، ولا مراً فتلفظ.
43-
كيف تطاول على الناس ما يوعدون، وهم إلى ما لا يوعدون سراعاً يذهبون.
44-
لا تترك صديقك الأول فلا يطمئن إليك الثاني.
45-
اتخذ ألف صديق والألف قليل ،ولا تتخذ عدواً واحداً والواحد كثير.
46-
يا بني إن الناس ثلاث: ثلث لله ،وثلث لنفسه ، وثلث للدود.
فأما ما هو لله
: فروحه
وأما ما هو لنفسه: فعمله
وأما ما هو للدود: فجسمه.
47-
وفي الشفا للقاضي عياض: قال لقمان لابنه: إذا امتلأت المعدة نامت الفكرة وخرست الكلمة وقعدت الأعضاء عن العبادة.
48-
إنما مثل المرأة الصالحة كمثل الدهن في الرأس، يليِّن الرأس ، ويحسن الشعر،ومثلها كمثل التاج على رأس الملك، ومثلها كمثل اللؤلؤ والجوهر لا يدري أحد ما قيمته ، ومثل المرأة السوء كمثل السَّيل لا ينتهي حتى يبلغ متنهاه :إذا تكلمت أسمعت، وإذا مشت أسرعت ، وإذا قعدت رفعت، وإذا غضبت أسمعت، وكل داء يبرأ إلا داء امرأة السوء.
49
-شاور من جرب الأمور فإنه يعطيك من رأيه ما قام عليه بالغلاء ، وأنت تأخذه مجاناً.
50-
إنَّ الحكمة أجلست المساكين مجالس الملوك.
51-
إن الحكمة تعمل عشرة أشياء :
أحدها تحيي القلب الميت، وتجلس المسكين، وترتقي به مجالس الملوك، وتشرف الوضيع ، وتحرر العبيد، وتؤوي الغريب، وتغني الفقير، وتزيد لأهل الشرف شرفاً،
وللسيد سؤدداً،وهي أفضل من المال،وحرز من الخوف ، وعدة في الحرب،وبضاعة حين يربح،وهي شفيعة حين يعتريه الهول، وهي دليلة حين ينتهي به اليقين إلى النفس، وهي سترة حين لا يستره ثوب.
52-
الزم الحكمة تكرم بها ، وأعزها تعز بها ،
وسيد أخلاق الحكمة دين الله عز وجل.
53-
إن الدنيا بحر عميق، وقد غرق فيها ناس كثير، فاجعل سفينتك فيها تقوى الله تعالى ، وحشوها الإيمان، وشراعها التوكل على الله ، لعلك تنجو، ولا أراك ناجياً.
55-
وفي رواية أخرى للحكمة:الدنيا بحر عريض قد هلك فيه الأولون والآخرون فإن استطعت فاجعل سفينتك تقوى الله وعدتك التوكل على الله ، وزادك العمل الصالح فإن نجوت فبرحمة الله وإن هلكت فبذنوبك.
56-
لا تؤخر التوبة ، فإن الموت يأتي بغتة.
57 –
أوصيك باثنين ما تزال بخير ما تمسكت بهما :
درهمك لمعاشك ، ودينك لمعادك
.
58
- إن الدنيا قليل ، وعمرك فيها قليل من قليل ،وقد بقي قليل من قليل القليل.
5
9-أوصيك بست خصال، فيها علم الأولين والآخرين:
أولها
: أن لا تشغل نفسك بالدنيا إلا بقدر ما بقي من عمرك.
والثانية
:اعبد ربك بقدر حوائجك إليه.
والثالثة
:اعمل للآخرة بقدر ما تريد القيام بها.
والرابعة
:ليكن شغلك في فكاك رقبتك من النار ما لم تظهر لك النجاة منها.
والخامسة
: لتكن جراءتك على المعاصي بقدر صبرك على عذاب الله.
والسادسة
:إذا أردت أن تعصي الله، فاطلب مكانا لا يراك الله وملائكته.
60-
بع دنياك بآخرتك تربحهما جميعاً،ولا تبع آخرتك بدنياك فتخسرهما جميعاً.
61
-الشح وسوء الخلق وكثرة طلب الحوائج إلى الناس من علامات السفهاء.
62-
يا بني : لا تعتذر إلى من يحب أن لا يرى لك عذرا،ولا تستعن بمن لا يحب أن تظفر بحاجتك.
63-
من صبر على احتمال مؤن الناس سادهم.
64-
أحسن الناس مروءة وأدبا ًمن إذا احتاج نأى ،وإذا احتيج إليه دنا.
65-
ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يأتيك منه ما يغلبك.
66-
لا تحدث بالحكمة عند السفهاء ليكذبوك ولا بالباطل عند الحكماء فيمقتوك.
67-
من حدّث لمن لا يستمع لحديثه،كان كمن قدم حطامه إلى أهل القبور.
68-
لا تمنع العلم أهله فتأثم،ولا تحدث غير أهله فتجهل.
69-
إياك والكسل والضجر ،
فإنك إذا كسلت لم تؤدِّ حقا ً، وإذا ضجرت لم تصبر على حق.
70-
لا تطيلوا الجلوس على الخلاء فإنه يورث الباسور.
71-
وفي رواية أخرى:طول الجلوس على الخلاء ينتخع منه الكبد ويورث الناثور.
72-
من أنصف الناس من نفسه زاده الله تعالى بذلك عزاً.
73-
ضرب الوالد لولده كالسماد للزرع.
74-
إذا تكلمت فأوجز،فإذا بلغت حاجتك فلا تتكلم.
75-
إذا دعتك قدرتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك،واحذر عقاب الله الذي سوف يحل بالظالمين إن عاجلا أو آجلاً وعقابه دائم لا ينقطع.
76-
إذا وقع لك ما تحب وما تكره ، فاحذر أن يقع في قلبك أن صلاحك في غير ما وقع لك.
77-
وفي رواية أخرى : لا ينزلن بك أمر رضيته أو كرهته إلا جعلت في الضمير أن ذلك خير لك.
78-
يا بني : إذا صمت فصم بقدر ما يقطع شهوتك ،بحيث لا تضعف عن أداء الصلوات التي هي أعظم من الصيام،لأن الصوم شُرع لتهذيب الأخلاق والتخفيف من ثورة الشهوة، فهو رياضة روحية، أما الصلاة فلإصلاح النفوس التي هي مأوى كل الشرور ومصدر كل هوى ، وما عُبد إله أبغض إلى الله من الهوى.
79-
إني قد ندمت على الكلام ولم أندم على السكوت.
80-
ما ندمت على السكوت قط ، وإن كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب.
81-
اختر المجالس على عينك، فإذا رأيت المجلس يذكر فيه الله عز وجل فاجلس معهم فإنك إن تك عالماً ينفعك علمك، وإن تك غبياً يعلموك، وإن يطلع الله عليهم برحمة تصبك معهم.
82-
لا تجلس في المجلس الذي لا يذكر الله فيه ، فإنك إن تك عالماً لا ينفعك علمك وإن تك غبياً يزيدوك غباءً.
83-
لا تغبطوا إمرأً رحب الذراعين يسفك دماء المؤمنين،
فإن له عند الله قاتلاَ لا يموت.
84-
يا بني : اجعل عقل غيرك لك ،قال : وكيف؟ قال : استشر في حوائجك.
85-
يا بني : تنافس في طلب الأدب فإنه ميراث غير مسلوب،
وقرين غير مغلوب،ونفس حظ في الناس مطلوب.
86-
يا بني : كذب من قال : الشر يطفئ الشر ، فإن كان صادقاً فليوقد نارين ثم ينظر هل تطفئ إحداهما الأخرى؟ وإنما يطفئ الشر الخير كما يطفئ الماء النار.
87-
أكلت الحنظل وذقت الصبر فلم أرَ شيئاً أمرَّ من الفقر، فإن افتقرت فلا تحدِّث به الناس كيلا ينتقصوك، ولكن اسأل الله تعالى من فضله، فمن ذا الذي سأل الله فلم يعطه،أو دعا فلم يجبه، أو تضرع فلم يكشف ما به؟.
88-
إياك والسؤال ، فإنه يذهب ماء الحياة من الوجه
وأعظم من هذا استخفاف الناس بك.
89-
إذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها لشيء، صلِّها واسترح منها فإنها دين، وصلِّ في جماعة ولو على رأس زج.(والزُّج:الحديدة التي في أسفل الرمح).
90-
استعذ بالله من شرار الناس، وكن من خيارهم على حذر.
91-
لا تركن إلى الدنيا ولا تشغل قلبك بها،فإنك لم تخلق لها ، وما خلق الله خلقاً أهون عليه منها، فإنه لم يجعل نعيمها ثواباً للمطيعين ولا بلاءها عقوبة للعاصين.
92-
إذا احتجت إلى السلطان، فلا تلح عليه، ولا تطلبها إلا عند الرضا وطيب النفس ولا تستعن بمن يغشك، ولا تطلب إلى لئيم،فإنه إن ردك كان ردُّه عليك عيباً،
وإن قضى حاجتك كان قضاؤه عليك منَّة.
93-
يا بني أوصي ك بخصال تقربك إلى الله وتباعدك من سخطه: الأولى: تعبد الله لا تشرك به شيئاً والثانية: الرضا بقدر الله فيما أحببت و كرهت.
94-
يا بني ارج الله عز وجل رجاء لا تأمن فيه مكره، وخف الله مخافة لا تيأس فيها من رحمته،قال: يا أبتاه، وكيف أستطيع ذلك وإنما لي قلب واحد؟ قال : يا بني :
إن للمؤمن لذو قلبين
: قلبٌ يرجو به ، وقلبٌ يخاف به.
95-
إياك والتقنع فإنه مخوفة بالليل ، مذمة بالنهار.
96-
إذا استشهدت فاشهد،وإذا استعنت فأعن وإذا استشرت فلا تعجل حتى تنظر.
97-
إذا افتخر الناس بحسن كلامهم، فافتخر أنت بحسن صمتك،يقول اللسان كل صباح وكل مساء للجوارح: كيف أنتن؟ فيقلن: بخير إن تركتنا.
98-
إذا أتيت نادي قوم فارمهم بسهم الإسلام(يعني السلام) ثم اجلس في ناحيتهم فلا تنطق حتى تراهم قد نطقوا فإذا أفاضوا في ذكر الله فأجل سهمك معهم، وإن أفاضوا في غير ذلك فتحول عنهم إلى غيرهم.
99-
لا تضحك من غير عجب ، ولا تمش في غير أرب ، ولا تسأل عما لا يعنيك.
100-
إن الذهب يجرب بالنار ، والعبد الصالح يجرّب بالبلاء فإذا أحب الله قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط.
101-
إن من يَرحم يُرحم ، ومن يصمت يسلم،ومن يقل الخير يغنم، ومن يقل الشر يأثم، ومن لا يملك لسانه يندم.
102-
يا بني :أوصيك بخلال إن تمسكت بهن لم تزل سيداً: ابسط خلقك للقريب و البعيد، وأمسك جهلك عن الكريم واللئيم، واحفظ إخوانك وصل أقاربك، وأمنهم من قبول قول ساع، أو سماع باغ يريد فسادك،ويروم خداعك،وليكن إخوانك من إذا فارقتهم وفارقوك لم تعبهم ولم يعيبوك.
103-
لا تذهب ماء وجهك بالمسألة،ولا تشف غيظك بفضيحتك،واعرف قدرك تنفعك معيشتك.
104-
إن الناس قد تطاول عليهم ما يوعدون،وهم إلى الآخرة سراعاً يذهبون ،وإنك قد استدبرت الدنيا مذ كنت،واستقبلت الآخرة مع أنفاسك،وإن داراً ستسير إليها أقرب إليك من دار تخرج منها.
105-
إن كنت تشك في الموت فلا تنم،فكما أنك تنام ، كذلك تموت، وإن كنت تشك في البعث فلا تنتبه، فكما أنك تنتبه بعد نومك فكذلك تبعث بعد موتك.
106-
إياك والدَّين ،فإنه ذل النهار،وهمُّ الليل.
107-
لا تعلق نفسك بالهموم،ولا تشغل قلبك بالأحزان،وإياك والطمع،وارضَ بالقضاء، واقنع بما قسم الله لك يصفُ عيشك، وتسر نفسك وتستلذ حياتك،وإن أردت أن يجمع لك غنى الدنيا فاقطع طمعك مما في أيد الناس فإنه ما بلغ الأنبياء والصديقون ما بلغوا،إلا بقطع طمعهم مما في أيد الناس.
108-
استعن بالكسب الحلال على الفقر،فإنه ما افتقر أحد قط إلا أصابه ثلاث خصال: رقة في دينه،وضعف في عقله،وذهاب مروءته،وأعظم من هذه الثلاثة استخفاف الناس به واحتقارهم لحاله.
109-
يا بني:إياك ومنازعة العلماء، فإن الحكمة نزلت من السماء صافية فلا تعلمها لرجال صرفوها إلى هوى نفوسهم.
110-
يا بني:لا تطلب من الأمر مدبراً،ولا ترفض منه مقبلاً،
فإن ذلك يقلُّ الرأي & يزري العقل.
111-
لا تحقرن من الأمور صغارها إن الصغار غداً تصير كباراً.
113-
إياك والكذب، فإنه يفسد دينك،و ينقص عند الناس مروءتك،فعند ذلك يذهب حياؤك وبهاؤك وجاهك، و تُهان، ولا يُسمع منك إذا حدثت، ولا تصدق إذا قلت،
ولا خير في العيش إذا كان هكذا.
114-
إذا سافرت فلا تأمن على دابتك(في عصرنا الدراجة مثلا) فإن ذلك سريع في إدبارها، وليس ذلك من فعل الحكماء،إلا أن تكون في محل يمكنك فيه التمدد، وإذا قربت من المنزل فانزل عن دابتك وسر، ثم ابدأ بعلفها قبل نفسك، وإياك والسفر في أول الليل، وعليك التعريس والإدلاج من نصف الليل إلى آخره،وسافر بسيفك وخفك
وعمامتك،وكسائك وسقائك وإبرتك وخيوطك ومخرزك وتزود من الأدوية ما تنتفع به أنت ومن معك،وكن لأصحابك موافقاً موافياً إلا في معصية الله.
115-
إياك وسوء الخلق ، والضجر وقلة الصبر، فلا يستقيم لك على هذه الخصال صاحب،ولا يزال لك من الناس عليها مجانب،وألزم نفسك التودد في أمورك، والصبر على مرارات الأحوال وحسِّن مع جميع الناس خُلقك، فإن من حَسُن خلقه وأظهر بشره وبسطه حظي عند الأبرار، وأحبه الأخيار،وجانبه الفجار.
116-
يا بني: أمر لا تدري متى يلقاك، استعد له قبل أن يفجأك.
117-
يا بني: إذا سافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وأمورهم،وأكثر التبسم في وجوههم،وكن كريماً على زادك بينهم،فإذا دعوك فأجبهم وإذا استعانوا بك فأعنهم
واستعمل طول الصمت وكثرة الصلاة وسخاوة النفس بما معك من دابة أو ماء أو زاد، وإذا استشهدوك على الحق فاشهد لهم، واجهد رأيك لهم إذا استشاروك،ثم لا تعزم حتى تثبت وتنظر،ولا تحجب في مشورة حتى تقوم وتقعد وتنام وتأكل وتصلي وأنت مستعمل فكرتك،وحكمتك في مشورته،فإن من لم يمحض النصيحة من استشارة سلبه الله رأيه.
118-
إذا رأيت أصحابك يمشون فامش معهم،فإذا رأيتهم يعملون فاعمل معهم.
119-
اسمع لمن هو أكبر منك سناً.
120-
إذا أمروك بأمر وسألوك شيئاً فقل نعم ولا تقل (لا) فإن (لا) عيِّ ولؤم.
121-
إذا تحيرتم في الطريق فانزلوا.
122-
إذا شككتم في القصد فقفوا وتآمروا.
123-
إذا رأيتم شخصاً واحداً فلا تسألوه عن طريقكم ولا تسترشدوه فإن الشخص الواحد في الفلاة مُريب لعله يكون عين اللصوص أو يكون هو الشيطان أيضاً إلا أن تروا ما لا أرى لأن العاقل إذا أبصر بعينه شيئاً عرف الحق منه والشاهد ما لا يرى الغائب.
124-
يا بني:إياك والطمع فإنه فقر حاضر.
*وقيل للقمان*
125-
وقيل للقمان: ممن تعلمت الأدب؟ قال:من قليلي الأدب! وذلك أني كلما رأيت أحدهم أساء التصرف في أمر من الأمور اجتنبت فعله حتى لا أبدو في نظر الآخرين مثلهم.
126-
أيُّ الناس شرّ؟ قال : الذي لا يبالي أن يراه الناس مسيئاً.
127-
وقيل للقمان: أي الناس أصبر؟ قال : صبر لا يتبعه أذى ، قيل : فأي الناس أعلم؟ قال :من ازداد من علم الناس إلى علمه،قيل: الغنى من المال؟قال: لا ولكن الغني الذي إذا التمس عنده خير وجد،وإلا أغنى نفسه عن الناس.
128-
وقيل للقمان: ما حكمتك؟ قال : لا أسأل عما كفيت،ولا أتكلف ما لا يعنيني.
129-
وقال ابن لقمان لأبيه: يا أبتِ، أي الخصال من الإنسان خير؟ قال : الدين،
قال: فإذا كانت اثنتين؟ قال:الدين والمال، قال:فإذا كانت ثلاثاً؟ قال : الدين والمال والحياء، قال فإذا كانت أربع: قال : الدين والمال والحياء وحسن الخلق، قال :فإذا كانت خمسة؟ قال: الدين والمال والحياء وحسن الخلق والسخاء،قال: فإذا كانت ستاً؟ قال : يا بني إذا اجتمعت فيه الخمس خصال
فهو نقي تقي ولله ولي ، ومن الشيطان بري.
130-
وقيل للقمان:أي علمك أوثق؟ قال: تركي ما لا يعنيني.
131-
وقيل للقمان: ما أقبح وجهك؟ فقال:أتعيب بهذا على النقش أم على النَّقاش.
* سئل لقمان*
132-
قال سيدنا داود عليه السلام له يوماً: كيف أصبحت ؟قال : أصبحت بيد غيري،فتفكر داود فيه،فصعق صعقة.
133-
وروي أن لقمان سأل ابنه:أرأيت الحبة تقع في مغاص البحر أيعلمها الله تعالى فقال تعالى:يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (16)
134-
وقال لقمان لرجل ينظر إليه:إن كنت تراني غليظ الشفتين فإنه يخرج من بينهن كلام رقيق،وإن كنت تراني أسود فقلبي أبيض.
135-
وقال قتادة:خيّر الله لقمان الحكيم بين النبوة والحكمة،فاختار الحكمة على النبوة،قال: فأتاه جبريل وهو نائم،فذر عليه الحكمة أو رش عليه الحكمة،قال:فأصبح ينطق بها.
136-
وقال لقمان الحكيم:اغلب غضبك بحلمك،وهواك بتقواك.
138-
وقال: كن في الشدة وقوراً، وفي المكاره صبوراً، وفي الرخاء شكوراً، وفي الصلاة متخشعاً، وإلى الصدقة متسرعاً.
138-
نقلت الصخور وحملت الحديث فلم أر شيئاً أثقل من الدَّين وأكلت الطيبات وعانقت الحسنات، فلم أرَ شيئاً ألذ من العافية .
139-
إن ذا الوجهين لا يكون عند الله أميناً.
140-
ليس مال كصحة،ولا نعيم كطيب نفس.
141-
الصمت حكمة وقليل فاعله.
142-
أكلت المقر،وأطلت على ذلك ا لصبر.
143-
لا خير لك في أن تتعلم ما لم تعلم ولمَّا تعمل بما قد علمت،فإن مثل ذلك رجل احتطب حطباً فجعل حزمة يحملها فعجز عنها فضم إليها أخرى.
144-
المؤمن إذا أبصر العاقبة أمن الندامة.
145-
إن كنت في الصلاة فاحفظ قلبك،وإن كنت في الطعام فاحفظ حلقك، وإن كنت بيت الغير فاحفظ عينيك،وإن كنت بين الناس فاحفظ لسانك،واذكر اثنين وانسى اثنين:
أما اللذان تذكرهما
: فالله والموت،
وأما اللذان تنساهما : فإحسانك في حق الغير وإساءة الغير في حقك.
146-
ما شيء أبلُّ للجسم من اللهو.
147-
الموعظة تشق على السفيه كما يشق صعود الوعر على الشيخ الكبير.
148-
الإخوان ثلاثة: مخالب،ومحاسب،ومراغب،فالمخالب:الذي ينال من معروفك ولا يكافئك،والمحاسب:الذي ينيلك بقدر ما يصيب منك، والمراغب: الذي يرغب في مواصلتك بغير طمع.
149-إن طول الجلوس على الحاجة يتجزع منه الكبد، ويورث الباسور،ويصعد الحرارة إلى الرأس،فاجلس هوينا وقم هوينا.
150-
وروى ابن المبارك عن لقمان أنه رئي يعدو خلف قيصر فراسخ فقيل له: يا ولي الله تعدو خلف هذا الكافر؟! قال: نعم لعلي أسأله في مؤمن فيجيبني فيه0
151-
إن طول الوحدة أفهم للفكر، وطول الفكر دليل على طريق الجنة.
152-
إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفد من وخز الإبر وأمر من الصبر وأحر من الجمر، وإن من القلوب مزارع،
فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها
153-
لم أجد أثقل من كلمة السوء ترسخ في القلب كما يرسخ الحديد في الماء.
154-
غضب العاقل في فعله وغضب الجاهل في فعله.
155-
أحزم الحازمين من عرف الأمر قبل وقوعه فاحترس منه.
156-
الحلم هو أن تعفو عمن ظلمك وأن تدفع السيئة بالحسنة.
157-
ثلاث من كن فيه فقد استكمل الإيمان:من إذا رضي لم يخرجه رضاه إلى الباطل،وإذا غضب لم يخرجه غضبه من الحق،وإذا قدر لم يتناول ما ليس له.
158-
ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة:
الشجاع في الحرب، والكريم في الحاجة، والحليم في الغضب.
159-
ومن يتوكل على الله ويرضى بقدر الله فقد أقام الإيمان،وفرغ يده ورجله لكسب الخير.
160-
كما ليس بين الكبش والذئب خلة، كذلك ليس بين البر والفاجر خلة.
161-
الذل في طاعة الله تعالى أقرب من التعزز بالمعصية.
162-ينبغي للعاقل أن يكون في أهله كالصبي،وإذا كان في القوم وجد رجلا.
163-
لا تتعلم العلم لثلاث ولا تدعه لثلاث:
لا تتعلمه
:لتماري به ولا لتباهي ولا لترائي به.
ولا تدعه
:زهادة فيه ولا حياء من الناس ولا رضا بالجهالة.
* * *
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
*
أخوكم لا تنسوه من الدعاء وادعوا للمسلمين في كل مكان*
(
رب إني أعوذ بك أن أسألك ما ليس لي به علم و إلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين)
رب
اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء
]ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين[
*
رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات*
(وأسأل الله أن يجعل ثواب هذا العمل المتواضع في ميزان حسنات والديّ وميزان حسنات كل من يقرأه)
هذا العمل إهداء لأخوتي المسلمين في كل مكان
الرئيسية 
أحدث الصور 
التسجيل 
دخول 
