عطر المساء مشرفة منتدى الادب العربي
الجنس : عدد الرسائل : 989 العمر : 42 السٌّمعَة : 122 نقاط : 7421 تاريخ التسجيل : 01/05/2009
| موضوع: من أجل كوب حليب الخميس نوفمبر 19, 2009 4:21 pm | |
| السلام عليكــم ورحمـة الله وبركاتـه ,,,اللهم صل على محمدوعلى آله وصحبه أجمعين من أجل كوب حليب سار الطفل متثاقلاً بعد أن أنهكه المشي والبحث عن زبائن للبضائع التي يحملها في مُلاءةٍ بالية،وكان يمنِّي نفسه أن يبيع مشطاً أو قدّاحةً أو أيَّ شيءٍ يربح منه ولو جنيهاً واحداً أو جنيهين،يشتري به (ساندويتش) فول أو طعمية، ليكون غداءه وإفطاره وعشاءه ليومه هذا.
ولكن هيهات، فما منأحدٍ من المارّة أراد شيئاً مما يبيع،وربما رمقهُ أحدُهم بنظرةِ احتقارٍ واستعلاءٍ وكأنه اقترف ذنباً.
الغريب في الأمر:
أن هؤلاء المارة أنفُسَهم لا يبخلون بمالِهم على من يمد يده متسولاً وقد يكون شابًّا نافعاً قادراً على العمل،وربما ينتهي اليومُ بذاك المتسولِ وقد جنى عشرات الجنيهات!
قرر بعد ذلك أن يترك المارّةَ وأن يتوجه إلى الشقق المسكونة، لعله يجد من يشتري..
فاختار إحدى العمارات وقرر أن تكون وجهتَه، وصعد طابقاً بعدطابق،وقرع باباً بعد باب، وفي كل مرة يقابَل بالزجر والنهر..
حتى بلغ منه التعب والجوع كلَّ مبلغ، ثم توجه إلى الباب الأخير في العمارة،ولكن هذه المرة ليس ليبيع.. لكن ليطلب شيئاً يأكله بعد أن مزق الجوعُأوصاله.
اقترب من الباب وقرع الجرس وهو يرتب الكلماتِ التي سيطلب بها هذا الطلب،يتنازعُه الجوع من ناحيةٍ، والكبرياءُ من ناحية أخرى،وبينماهو كذلك إذ فُتح الباب وخرجت سيدة شابة ذات ملامح وقورةٍ..
نظرت إليه في ابتسام،وكانت هذه المرة الأولى التي يبتسم فيها أحدٌ في وجهه منذ أمدٍ بعيد،وشجَّعَتهُ هذه الابتسامة على طلب الطعام..
فنظر نحو السيدةوقال:
"أريد...".
وهمَّ أن يطلب الطعام، ولكن لم تطاوعه شفتاه أنتُخرج الكلمات،والسيدة لا زالت تنظر، وكانت قرصة الكبرياء أشدَّ مِن قرصةالجوع،فلم يملك إلا أن يقول للسيدة:
"أريد أن أشرب...".
كانت السيدة من الذكاء لتعلم أن الطفل لا يريد شراباً،فهيئتُهُ هيئة من يتلهَّف على كِسرة خبز يسدُّ بها رمقه،وكانت من الذكاء أيضاً لتعلم أنها لو أحضرت له طعاماً لجرحتْ كرامته التي يجاهدُ لحفظها..
ثم سارت إلى الداخل وعادت وفي يدها كوبٌ كبيرٌ من الحليب،وناولته للطفل، فشربه وارتوى، وامتلأت معدته الخاوية،وغادر وهو لا يعرف على أيِّ شيءٍ يشكرهاأكثر:
على حفظ كرامته أم على سدِّ جوعه؟• • • • •دخلتْ إلى المستشفى الاستثماري سيدةٌ في العقد الخامس،تشكو ورماً خبيثاً لإجراء جراحةٍ عاجلةٍ، وقد نصحها طبيبها باللجوء إلى هذاالمستشفى حيث سيجري لها الجِراحةَ الجراحُ الأشهر في البلاد..
أُدخلت السيدة إلى غرفة العمليات، وقبل أن تحقن بالمخدر نظر إليها الجراح وطمأنهابكلماتٍ رقيقةٍ، ورغم أنّ الكمامة تغطي معظم وجههإلاّ أن الأمل والتفاؤل كان واضحاً من عينيه،وصوته وكان يتحدث إليها وكأنه يعرفها منذ زمنٍ بعيد..
ثم راحت السيدة بعد ذلك في النوم من تأثير المخدر،واستغرقت العملية ست ساعاتٍ كاملة.
استفاقت السيدة بعد ذلك على تهاني الأهل والأصدقاءبنجاح العملية،مشيدين بمهارة الطبيب الحاذق، وشكر الجميعُ اللهَ كثيراً على هذه المنة.
الشيء الوحيد الذي أرقها هو تكاليف المستشفى وأجر الجراح،ومن أين يمكن أن تدفع كل هذا؟أمرَ الجراح أن تذهبَ إليه فاتورة السيدةِ قبل أن تراها،ثم أرسلها إليها وكانت هي في غرفتها قد حزمت حقائبها لتستعد للخروج،وهي في قلق شديد مما ستجد في الفاتورة..
ناولها العاملُ فاتورة العلاج، فوجدتها قد دُفعت ومكتوبٌ عليهابخطِّ اليدِ:
"دُفعتْ بالكامِلِ مِن أجْلِ كُوبِ حليبٍ".
* *
اصنع المعروف و لو في غير أهله فصنائع المعروف تقي مصارع السوء و الله لا يُضيع من صنع معروفا لغيره ابتغاءمرضاتهلا يُضيعه أبدا | |
|
um_okba مشرفة منتدى اسلاميات
الجنس : عدد الرسائل : 1609 السٌّمعَة : 197 نقاط : 8402 تاريخ التسجيل : 03/03/2009
| موضوع: رد من اجل كوب حليب الجمعة نوفمبر 20, 2009 4:35 am | |
| بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه
قال صلى الله عليه وسلم
"صاحب المعروف لايقع وإذا وقع وجد متكئا"
وقال
" البر لايبلى والذنب لايُنسى والديان لايموت.اعمل ماشئت كما تدين تدان"
قالوا :
ازرع جميلا ولو طال في غير موضعه فلن يضيـــــع جــــميل أينما زُرعا إن الجـــميل وإن طال الزمـان به فلــــيس يحـــصده إلا الذي زرعا يد المعروف غنم حيث كانت تحملها شكور أو كفور ففي شكر الشكور لها جزاء وعند الله ما كفر الكفور
وما هذه الأيام إلا معارة فما اسطعت من معروفها فتزود فإنك لا تدري بأية بلدة تموت ولا ما يحدث الله في غد فهل فكرنا كم من المعروف كان لنا المجال في صنعه ؟؟ فهل صنعناه ؟؟؟
والمعروف ليس في خدمةٍ تُسدى فقط ,؛
بل هو في البسمة صدقة ,؛ وهو في الأمر به والنهي عن المنكر صدقة ,؛ وهو في الإرشاد صدقة ,؛ وهو في الكلمة الطيبة صدقة ,؛ وهو في القيام بأي عمل ينفع الناس صدقة ,؛
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال : " تبسمك في وجه أخيك صدقة ,؛ وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة ,؛ وإرشادك الرجل فى أرض الضلال لك صدقة ,؛ وإماطتك الحجر والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ,؛ وإفراغك من دلوك فى دلو أخيك لك صدقة " رواه البخاري .
و " لا تحقرن من المعروف شيئاً ,؛ ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق "
(( اعمل المعروف ولا تنتظر الشكر عليه ))
أشكرك وجزاك الله خيراً
| |
|