خريـــــــر المـــــــــاء ...في ســــواقــي الــبوح ..

حدثتني نفسي كثيرا ..أن اصحبكم معي لتستمعوا الى قطرات الماء وهي تتساقط بإيقاع أصم متفائل فوق أسطح الصفحات المصقولة ..
فانصتوا الى همسها وتأملوا فلسفة الماء ..
أول القطرات ..
حينما ..قمعتني في جوفها تلك الغيمة الكئيبة آثرت أن اغادرها بروح حرة وأن ابقي جسدي حبيس جشعها ارقبه بحنو ..وأحذره من أن يرث من امه الكئيبة الطمع ..وعليه ان يبقى قيد واقعه المجهد في قدميه ...وهذا قدره .
ماأطيب الرضا ...!
وحملتني تلك النسمات الباردة الى سماء وهمية مذهلة حسبت اني اعيشها وحدي ...ودلفت من بابها المفتوح على مصراعيه بلا تحية ..
كيف تعلم قطرة صغيرة بروتكول الولوج الى أي عالم ؟؟..
جزيئاتي الصغيرة , لامست الفضاء بعفوية الجاهل وفضول الغر ..ضحكت ,شاغبت وجادلت حتى افحمت ...وبكيت وتكسرت من صقيع الحديث وربما احتويت نفسي بعد ان ذاب الجليد من اطرافي ...
قطرة ماء رغم ضآلتها يشكلها المناخ بلا رحمة ..!!
ومع صمت سماء الوهم استطعت ان استمع الى صوت خريري بكل الحانه المتقعرة احيانا والصاخبة احيانا اخرى ..لاول مرة ...بلا قيود ..بلا معيار ..يحدد لي كم اسكب من ذاتي على الاراضي التي تتقاذفني الرياح فوقها ...
روح قطرة حرة ..تتنفس الحرية الوهمية ..!!
وهنا ..وجدت انني بلا جنس ولا هوية ..وازلت التاء المؤنثة من طرف ردائي ...وكل القطرات حولي ..وحتى الندى الذي امر منه ...بلا جنس ولا هوية ....جميعنا ماء ....هنا ...اردت ان انصت لكل الارواح الهاربة مثلي ...وان احدثها بكل مايرد على فكري الحبيس منذ ان ولدتني تلك الغيمة في قالب قطرة تنتظر الهطول ....
اتعرفون مايحدث للقطرة لو سقطت على صوان املس ...؟!
في هذة الروح ...شغب طفلة آدمية يمنعه قلب ناضجة في كف حكيمة عاصرت الزمان وعصرها ....معادلة صعبة تتنازع للحل..!!
في جسدي ...اودعت ذلك الشعور الصديء والرغبات القديمة ..وحلقت بهذي الروح وحدها ...
خيالي جامح لايهدأ ..امتطيه كلما شاقني تحدي الاحرف ..هكذا ..علني ارى مداي ومدادي ...عشقت همس الحب ...وتوقه وصباه ..ولااريد الحب يوما ...ولايريدني ....فانا بلا جنس ولاهوية ..
قطرة ..
حينما تعود الى غيمتها الواقعيه ....توصد خلفها ذلك الباب المترامي ...وتحلم بغد آخر ..
تحاور به الارواح الهائمة هناك ...
حينما يطربكم ذلك الخرير ...فاعلموا انه وهم قطرة في سماء وهم ....