بالأمس تسأليني أمّي عن أجواء العيد عندي وتحضيراته
عذراّ يا أمّي ....ألا تعلمين ؟؟؟
ففي الغربة لا أجواء للعيد
فلا رائحة كعك تعبق في المكان
ولا خروف ينتظر موعد الاّذان
في الغربة يا أمي...غرفة لها أربعة جدران
اسمنتية اللون خالية الّا من بضع ألوان
ووحدة برودتها تبعث الخوف فتصطك لها الأسنان
سكون في الليل مرعب تقشعّر منه الأبدان
وبرودة تشرين هذا العام تبشّر بكل شيئ الّا الأمان
الصمت يا أمّي يقتلني في العيد ويذكرني بما مرّ وكان
نعم الصمت
لا صوت في هذه الغرفة الّا الحزين الحزين من الألحان
صمت مطبق يصمّ الاّذان
يبعث الضجيج في النفس ويثير الأحزان
يحيي الألم الدفين فيثور كالبركان
والدمع يفيض غلياناّ صامتاّ ليس كحرقته شيئ
يفيض على الخد معانداّ الكتمان
نعم لااااااااااااا كتمان للدمع الاّن
فقد خرج عن سيطرتي وأعلن العصيان
فأصبح عيدي يا أمّي مرتبط بدموع العصيان
يقتلني الشوق لحضن دافيئ يبعث في جسدي
يبث في روحي قطرات اطمئنان
والحنين يا أمّي يراودني لحفنة من تراب الأوطان
ولضمة من ذراعيك تعيد لي روحي بعد فقدان
أعذريني أمّي فللعيد في الغربة
طعم اّخر
واعذريني أيضا يا أمّي
فلن أقول لك هذا الكلام
لن أزيد عليك الأسى والأحزان
وسأقول لك عوضاّ عنه
أن عيدي سعيد
فانعمي أنت بعيدك
وكل عام وأنت بخير يا نبع الحنان
أمّي لقد اخترت غربتي طوعاّ...لعلي أهرب من الأحزان
ولكل شيئ في الدنيا ثمن وللغربة يا أمي هذه الأثمان
كنت وما زلت أؤمن بأن الغربة غربة الأبدان لا الأوطان