[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] هذا اليوم لا أعلم لماذا تملكني الحزن الشديد القاتل
أكان السبب الجو الماطر في الخارج والضباب الكثيف
الذي يخفي خلفه الكثير من الأسرار ....الذي عكس على داخلي برودته
أم بسبب فراغي أحسست بهذا الحزن يعود الى نفسي بقوته الجارفة تلك
وقفت خلف نافذتي بعد أن هربت من فراشي
ونظرت الى الخارج فتخيلت السماء تبكي ...نعم تبكي ألا تصدقون؟
وكذلك نافذتي رأيت دموعها تتساقط بغزارة
فقلت ها قد عاد الشتاء
بسمائه التي أعلنت منذ الأمس حدادها
حتى الأشجار عفواّ الأشجار فقدت حياءها وتعرّت
بلا حياء في وجه القطرات المتساقطة
وكفت الطيور عن التحليق والغناء
وكأن رهبة الشتاء أخرستها
وورود الحديقة توقفت عن الضحك وانكمشت
ولم تتفتح من برودة الطقس
وحتى الشمس في هذا اليوم استيقظت بتثاقل وكسل
وكأنها كانت تنوي البخل علينا بالقليل من أشعتها
كنت أشعر برعشات البرد تصيب أطرافي
وأنا خلف النافذة
وكانت فرشتي خلفي تريد أن تقدم لي يد المساعدة
وتمنحني بعض الدفء
ولكني تسمرت ...فنافذتي الباكية بحاجة لي
نعم هكذا تخيلت
فتأملت الشوارع الفارغة وكأن العالم في سبات
فبعث هذا الهدوء الحزن للعيون فشاركت نافذتي في بكائها
هي بدموع صافية نقية
وأنا بموع مالحة شديدة المرارة
تلك الدموع التي سحبت معها الذكريات
الذكريات التي أصبحت مصفلرة مثل أوراق الخريف
ليس من اهمالي ..لا والله ولكن من كثرة تصفحي لها نعم من كثرة تقليبي لأوراقها
لعلي أجد فيها بصيص أمل يبعث الدفء في أطرافي.....ربما
أو ربما على أمل أن أجد فيها
الطيف الذي أشتاق اليه
أشتاق الى دفء نظراته التي كانت تؤنس ظلام وحدتي
اّاّّه كم هو صعب أن يعود الشتاء
بلياليه الطويلة الباردة على قلب بارد وحيد
أعاد لكي يمتص ما تبقى من دفء القلب والجسم؟؟
وأنا أمامه لا حول ولا قوة لي سوى أن
أطلق أنفاسي المحترقة في الفراغ
والانكماش حول نفسي
لعلي أبعث فيها بعض الدفء
اني أخافك أيها الشتاء ....نعم أخافك
والخوف منك كمم فمي حتى نسيت الكلام
وأصبحت أتقن أبجدية الصمت بجدارة
هكذا أنت أيها الشتاء ..لن تتغير
عندما تكون حاضراّ....لا يكون الدفء حاضراّ
لذا سأختار الصمت
والبكاء بجانب نافذتي الحزينة