كيف تكون مربيا ايجابيا

بسم الله الرحمن الرحيم … أما بعد
لما لاحظته من أهمية التربية وإلى إفتقار الكثير من الناس الى الأسلوب الصحيح في التربية وميلهم الى إستخدام العنف والسب أو الاهمال وعدم تنمية الأخلاق فيه لم أجد من بد في تسليط الضوء من خلال بعض الكتب المفيدة نعين بها كل مربي على التربية دون الغوص في الكثير من الكتب وضياع الوقت والمادة في معرفة ما هو مفيد .

وهذه السلسة هي عبارة عن مقتطفات من كتاب( كيف تكون مربيا إيجابيا) للكاتب منصور بن موسى السني
واليكم أولى مقتطفاتنا.

سياسة النفس الطويل

هناك حقائق أساسية لو فهمها المربي لوصل بسلوكه الى درجة كبيرة من ضبط النفس، وطول البال في مواجهة مشكلات الطفل ومنها مايلي:

1- ان المعايير والمبادئ في عالم الطفل تختلف عن المعايير والمبادئ في عالمنا نحن الكبار ، والتي اكتسبناها عبر عشرات السنين وإن التربية في احدى معانيها هي تعديل وتنقية السلوك والسلوك لا يتعدل بطريقة آلية وانما يتعدل عندما تتعدل المعايير والقيم التي تحكمه ولذا فان السعي الصحيح لتعديل سلوك الطفل يكون بمحاولة الاقتراب رويدا رويدا من معاييرنا وقيمنا

2- ان الخطأ هو طبيعة الأطفال ، فالأطفال يمرون بمراحل متدرجة من النمو ، يكتشفون فيها العالم من حولهم يقلدون عالم الكبار بخيره وشره ويجربون مكتسباتهم من الحواس والعضلات ويحاكون الكبار ، يحبون المغامرة والاكتشاف لا يستطيع وعيهم ان يلم بالصواب كما نفهمه نحن الكبار .

3-ان مشكلات الاطفال الفردية لا يمكن ان تنتهي بين يوم وليلة وانما تتطلب زمنا يطول ويقصر حسب شخصية الطفل وظروفه وبيئته .

الإيحاء الإيجابي للطفل
إن الطفل إذا قلنا له أنت ولد خبيث -أنت شقي – أنت غبي -أنت ضعيف …..) فإنه سوف يقبل هذه الآراء كأنها صورة حقيقية عن نفسه ، وسوف يعمل فيه هذا الوصف ، وبالعكس إذا قلت لطفلك إن الولد الطيب الممتاز مثلك لا يفعل

ذلك – أنت ولد شجاع خلوق مؤدب رائع ذكي ……) فإن هذا يعطيه الإيحاء الإيجابي المناسب .

إن المخاوف التي تساور الطفل مرجعها الكبار ، فعندما نقول للطفل أنت لا تخاف من النوم في الظلام ) فإن هذا يوحي إليه فورا أنه لابد أن يكون هنالك شئ يخيفه من الظلام .
ومن ثم وجب علينا اتباع الايحاء الايجابي مع الطفل ، ونبتعد عن مناقشة الامور المتعلقة بالطفل على مسمع منه ، الا اذا احتوت المناقشة على قدوة حسنة وايحاء سليم يقوده الى التأثير الايجابي في حياته وسلوكه

شعور الطفل بالسأم والضجر
إن الطفل العاطل غالبا ما يكون ميالا للضرر ولذلك ترى الكثير من الصغار يخطئون بسبب السأم والضجر ، فإذا لم يجد الطفل شيئا أفضل يعمله فربما دخل في صراع مع أشقائه ، أو ربما قام بتخريب أثاث المنزل أو الالعاب أو الفصل .

والطريقة المثلى في ممعالجة هذه المشكلة هي أن تساعد الطفل على تكوين ميل نحو شئ مفيد . وإشغال وقت فراغه بشئ نافع مثل ( تعلم فن الرسم أو تتعلم فن الخط أو مسابقة أجمل خط أو كتابة مواضيع مادة القراءة في المدرسة بدل المنزل حتى يشرف عليها المعلم بنفسه ويقوم بتوجيهه)





.