alhamdullah.alafdal.net
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدى
alhamdullah.alafdal.net
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجى التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة المنتدى
سنتشرف بتسجيلك
شكرا
ادارة المنتدى
alhamdullah.alafdal.net
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

alhamdullah.alafdal.net


 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
ازرار التصفُّح
 البوابة
 الصفحة الرئيسية
 قائمة الاعضاء
 البيانات الشخصية
 س .و .ج
 ابحـث
تصويت
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 57 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 57 زائر

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 3184 بتاريخ الأحد يناير 01, 2017 6:01 am
المواضيع الأخيرة
» عدنا والعود احمد
معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Emptyالأربعاء سبتمبر 25, 2019 11:57 pm من طرف عطر المساء

» سيرة رسولنا الكريم عليه افضل الصلاة واتم التسليم
معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Emptyالسبت أبريل 15, 2017 12:40 pm من طرف عطر المساء

» الرسم على الجدران
معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Emptyالسبت أبريل 15, 2017 12:37 pm من طرف عطر المساء

» رساله شهر رمضان
معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Emptyالسبت أبريل 15, 2017 12:35 pm من طرف عطر المساء

» اهلا رمضان
معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Emptyالسبت أبريل 15, 2017 12:31 pm من طرف عطر المساء

» الصراحه الفتاة رفعت ضغطي وانا بقرأ
معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Emptyالجمعة نوفمبر 25, 2016 12:09 am من طرف عطر المساء

» دعاء الشرب من ماء زمزم
معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Emptyالجمعة نوفمبر 25, 2016 12:07 am من طرف عطر المساء

» قصيده لمظفر النواب عن فلسطين
معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Emptyالجمعة نوفمبر 25, 2016 12:06 am من طرف عطر المساء

» محاضره ابكت الملايين لنبيل العوضي
معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Emptyالأربعاء نوفمبر 23, 2016 11:30 pm من طرف ماجد الشرفاء


 

 معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
um_okba
مشرفة منتدى اسلاميات
مشرفة منتدى اسلاميات
um_okba


الجنس : انثى عدد الرسائل : 1609
السٌّمعَة : 197
نقاط : 8457
تاريخ التسجيل : 03/03/2009

معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Empty
مُساهمةموضوع: معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟   معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Emptyالخميس يناير 07, 2010 1:43 am



قرأت في كتاب (مدارج السالكين) لابن القيم: "يحكى عن بعض العارفين: دخلت على الله من أبواب الطاعات كلها، فما دخلت من باب إلا رأيت عليه الزحام، فلم أتمكن من الدخول، حتى جئت باب الذل، والافتقار، فإذا هو أقرب باب إليه، وأوسعه، ولا مزاحم فيه، ولا معوق، فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته: فإذا هو سبحانه قد أخد بيدي، وأدخلني". (مدارج السالكين). فما هو الذل، والافتقار، المقصود هنا الذي يوصل لهذا المقام العظيم؟ يعني: هل يوجد في عبادة بعينها أكثر من أي عبادة؟ فوالله محتاجون، ضعفاء إيماناً. والله المستعان.

الجواب:
الحمد لله..

أولاً:الحكمة من خلق الإنسان هي: عبادة الله وحده لا شريك له، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].

وأركان العبادة هي: كمال الذل والخضوع، مع كمال المحبة، لله تعالى.

قال ابن القيم رحمه الله:
وعبادة الرحمن غاية حبه ** مع ذل عابده هما قطبان
وعليهما فلك العبادة دائر ** ما دار حتى قامت القطبان (النونية: ص 35).

وقال ابن القيم رحمه الله أيضاً:
"
والعبادة تجمع أصلين: غاية الحب، بغاية الذل والخضوع, والعرب تقول: "طريق معبَّد" أي: مذلَّل، والتعبد: التذلل والخضوع، فمن أحببتَه ولم تكن خاضعاً له: لم تكن عابداً له, ومن خضعت له بلا محبة: لم تكن عابداً له، حتى تكون محبّاً خاضعاً."
(
مدارج السالكين 1 / 74 ).


فتحقيق الذل إذاً يكون بتحقيق العبودية لله تعالى وحده، والعبد ذليل لربه تعالى في ربوبيته، وفي إحسانه إليه
.

قال ابن القيم -رحمه الله-:
"
فإن تمام العبودية هو: بتكميل مقام الذل والانقياد، وأكمل الخلق عبودية: أكملهم ذلاًّ لله، وانقياداً، وطاعة، والعبد ذليل لمولاه الحق بكل وجه من وجوه الذل، فهو ذليل لعزِّه، وذليل لقهره، وذليل لربوبيته فيه وتصرفه، وذليل لإحسانه إليه، وإنعامه عليه؛ فإن مَن أحسن إليك: فقد استعبدك، وصار قلبُك معبَّداً له، وذليلاً، تعبَّدَ له لحاجته إليه على مدى الأنفاس، في جلب كل ما ينفعه، ودفع كل ما يضره."
(
مفتاح دار السعادة 1 / 289 ).

قد يظهر الذل في عبادة أعظم منه في عبادة أخرى, وأعظم العبادات التي فيها عظيم الذل والخضوع لله هي: الصلاة المفروضة, والصلاة ذاتها تختلف هيئاتها وأركانها في مقدار الذل والخضوع فيها، وأعظم ما يظهر فيه ذل العبد وخضوعه لربه تعالى فيها: السجود
.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"
لفظ (السجود)، فإنه إنما يستعمل في غاية الذل والخضوع، وهذه حال الساجد."
(
جامع الرسائل، رسالة في قنوت الأشياء1 / 34 ).

ثانياً:
أما الافتقار إلى الله فهو مقام عالٍ يصل إليه العبد من طرق كثيرة، لعل أبرزها: العبودية، والدعاء، والاستعانة والتوكل.

1.
فإذا تحصَّل العبدُ على مقام الذل لربه تعالى: ظهر مقام الافتقار، وعلم أنه لا غنى له عن ربه تعالى، بل صار مستغنٍ بربه عن غيره، فكمال الذل، وكمال الافتقار: يَظهران في تحقيق كمال العبودية للرب تعالى.

قال ابن القيم رحمه الله:
سئل محمد بن عبد الله الفرغاني عن الافتقار إلى الله سبحانه، والاستغناء به، فقال: "إذا صح الافتقار إلى الله تعالى: صحَّ الاستغناء به، وإذا صح الاستغناء به: صحَّ الافتقار إليه، فلا يقال أيهما أكمل: لأنه لا يتم أحدهما إلا بالآخر".

قلت: الاستغناء بالله هو عين الفقر إليه، وهما عبارتان عن معنى واحد؛ لأن كمال الغنى به هو كمال عبوديته، وحقيقة العبودية: كمال الافتقار إليه من كل وجه، وهذا الافتقار هو عين الغنى به.
(
طريق الهجرتين ص 84 ).

2.
ومما يظهر فيه مقام الافتقار إلى الله تعالى: الدعاء، وخاصة بوصف حال الداعي، كما قال موسى عليه السلام
: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، وكما قال تعالى عن أيوب عليه السلام: {وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ} [الأنبياء:83], وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم رحمتك أرجو، فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين، وأصلح لي شأني كله، لا إله إلا أنت» [رواه أبو داود وحسنه الألباني].


قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"
والمقصود هنا: الكلام أولاً في أن سعادة العبد في كمال افتقاره إلى ربه، واحتياجه إليه، أي: في أن يشهد ذلك، ويعرفه، ويتصف معه بموجب ذلك، من الذل، والخضوع، والخشوع، وإلا فالخلق كلهم محتاجون، لكن يظن أحدهم نوع استغناء، فيطغى، كما قال تعالى: {كَلَّا إِنَّ الْإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ ﴿٦﴾ أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى} [سورة العلق:6-7]"
(
مجموع الفتاوى1 / 50 ).

3.
ومما يظهر فيه مقام الافتقار إلى الله تعالى: حين يستعين العبد بربه ويتوكل عليه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"
إذا تبين هذا: فكلما ازداد القلب حبّاً لله: ازداد له عبودية، وكلما ازداد له عبودية: ازداد له حبّاً، وفضَّله عما سواه، والقلب فقير بالذات إلى الله من وجهين: من جهة العبادة الغائية، ومن جهة الاستعانة والتوكل، فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا ينعم، ولا يسر، ولا يلتذ، ولا يطيب، ولا يسكن، ولا يطمئن، إلا بعبادة ربه وحبه، والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات: لم يطمئن، ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده، ومحبوبه، ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرَح، والسرور، واللذة، والنعمة، والسكون، والطمأنينة.
وهذا لا يحصل له إلا باعانة الله له؛ فإنه لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله، فهو دائماً مفتقر إلى حقيقة: (إياك نعبد وإياك نستعين)."
(العبودية ص 97 ).

والعبد مفتقر إلى الله تعالى في كل شيء، في خلقه ووجوده وفي استمراره وحياته، وفي علومه ومعارفه، وفي هدايته وأعماله، وفي جلب أي نفع له، أو دفع أي ضرر له، وهذا هو معنى: (لا حول ولا قوة إلا بالله).

نسأل الله تعالى أن يغنينا بالافتقار إليه.
والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عطر المساء
مشرفة منتدى الادب العربي
مشرفة منتدى الادب العربي
عطر المساء


الجنس : انثى عدد الرسائل : 989
العمر : 42
السٌّمعَة : 122
نقاط : 7476
تاريخ التسجيل : 01/05/2009

معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟   معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Emptyالأحد يناير 10, 2010 6:42 am

موعظة في الافتقار إلى الله
شيخ الإسلام ابن تيمية
نقلا من كتاب الهدية في مواعظ الإمام ابن تيمية ص 64 – 71


العبد مفتقر دائماً إلى التوكل على الله والاستعانة به ، كما هو مفتقر إلى عبادته فلابد أن يشهد دائماً فقره إلى الله ، وحاجته في أن يكون معبوداً له ، وأن يكون معيناً له، فلا حول ولاقوة إلاّ بالله ،ولا ملجأ من الله إلاّ إليه0

والمؤمن يجد نفسه محتاجاً إلى الله في تحصيل مطالبه ،ويجد في قلبه محبةً لله غير هذا،فهو محتاج إلى الله من جهة أنّه ربّه، ومن جهة أنّه ألهه قال تعالى{إيّاك نعبد وإيّاك نستعين} فلابد أن يكون العبد عابداً لله، ولابد أن يكون مستعيناً به ؛ ولهذا كان فرضاً على كل مسلم أنْ يقوله في صلاته0

وهذه الكلمة بين العبد وبين الرب، وقد روى عن الحسن البصري- رحمه الله- أنّ الله أنزل مائة كتاب وأربعة كتب، جمع سرّها في الأربعة، وجمع سرّ الأربعة في القرآن، وجمع سرّ القرآن في الفاتحة، وجمع سرّ الفاتحة في هاتين الكلمتين{إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}ولهذا ثنّاها الله في كتابه في غير موضع من القرآن كقوله{اعبدهُ وتوكّل عليه} وقوله :{عليه توكلت وإليه أُنيب}وقوله: { ومن يتّق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكّل على الله فهو حسبه}

العبد كلما كان أذل لله وأعظم افتقاراً إليه وخضوعاً له؛ كان أقرب إليه وأعزّ له، وأعظم لقدره، فأعظم الخلق أعظمهم عبودية لله0

وأما المخلوق فكما قيل:احتج إلى من شئت تكن أسيره، واستغن عمن شئت تكن نظيره، وأحسن إلى من شئت تكن أميره000

فاعظم ما يكون العبد قدراً،وحرمة عند الخلق إذا لم يحتج إليهم بوجه من الوجوه،فإن أحسنت إليهم مع الاستغناء عنهم ؛ كنت أعظم ما يكون عندهم، ومتى احتجت إليهم-ولو في شربة ماء- نقص قدرك عندهم بقدر حاجتك إليهم، وهذا من حكمة الله ورحمته، ليكون الدين كلّه لله، ولا يشرك به0

ولهذا قال حاتم الأصم- لما سئل: فيم السلامة من الناس؟ قال-: أن يكون شيئك لهم مبذولاً، وتكون من شيئهم آيساً0

إن المخلوق ليس عنده للعبد نفع ولا ضرر، ولا عطاء ولا منع، ولا هدى ولا ضلال، ولا نصر ولا خذلان، ولا خفض ولا رفع ، ولا عزّ ولا ذلّ ، بل ربّه هو الذي خلقه ورزقه وبصّره وهداه ، وأسبغ عليه نعمه ، فإذا مسّه الله بضر فلا يكشفه عنه غيره ، وإذا أصابه بنعمة لم يرفعها عنه سواه ، وأما العبد فلا ينفعه ولا يضره إلاّ بإذن الله000

ونظيره في الدنيا منْ نزل به بلاء عظيم ، أو فاقه شديدة ، أو خوف مقلق ،فجعل يدعو الله ويتضرّع إليه حتى فتح له من لذّة مناجاته ما كان أحب إليه من تلك الحاجة التي قصدها أولاً ، ولكنه لم يكن يعرف ذلك أولاً حتى يطلبه ويشتاق إليه0

والقرآن مملوء من ذكر حاجة العباد إلى الله دون ما سواه ، ومن ذكر نعمائه عليهم ، ومن ذكر ما وعدهم في الآخرة من صنوف النعيم واللذات ، وليس عند المخلوق شيء من هذا0

واعلم أن فقر العبد إلى الله000ليس له نظير فيقاس به ، لكن يشبه بعض الوجوه حاجة الجسد إلى الطعام والشراب، وبينهما فروق كثيرة0

فإن حقيقة العبد قلبه وروحه ، وهي لا صلاح لها إلاّ بإلاهها الله الذي لا إله إلاّ هو ، فلا تطمئن في الدنيا إلاّ بذكره ، وهي كادحة إليه كدحاً فملاقيته ،ولابد لها من لقائه ، ولا صلاح لها إلاّ بلقائه0

ولو حصل للعبد لّذات أو سرور بغير الله ، فلا يدوم ذلك ، بل ينتقل من نوع إلى نوع، ومن شخص إلى شخص ، ويتنعم بهذا في وقت وفي بعض الأحوال ، وتارة أخرى يكون ذلك الذي يتنعم به والتذ{كذا في الفتاوى ، ولعلّ الصواب:"ويلتذ"} غير منعم له ولا ملتذ له ، بل قد يؤذيه اتصاله به ، ووجوده عنده ، وضره ذلك0

وأما إلهه فلابد منه في كل حال ، وكل وقت ، وأينما كان فهو معه ، ولهذا قال إمامنا إبراهيم الخليل –صلى الله عليه وسلم –{لا أحب الآفلين} وكان أعظم آية في القرآن الكريم{الله لا إله إلاّ هو الحي القيّوم}0

وكل من علّق قلبه بالمخلوقات أن ينصروه أو يرزقوه أو أن يهدوه خضع قلبه لهم ، وصار فيه من العبودية لهم بقدر ذلك ؛ وإن كان في الظاهر أميراً لهم مدبراً لهم ، متصرفاّ بهم ، فالعاقل ينظر إلى الحقائق لا إلى الظواهر ، فالرجل إذا تعلّق قلبه بامرأة ولو كانت مباحة له يبقى قلبه أسيراً لها تحكم فيه وتتصرّف بما تريد ، وهو في الظاهر سيدها لأنه زوجها ، وفي الحقيقة هو أسيرها ومملوكها لاسيما إذا دَرَتْ بفقره إليها ؛ وعشقه لها ، وأنّه لا يعتاض عنها بغيرها ، فإنّها حينئذ تحكم فيه بحكم السيد القاهر الظالم في عبده المقهور ، الذي لا يستطيع الخلاص منه ، بل أعظم ، فإن أسْرَ القلب أعظم من أسر البدن ، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن ، فإنّ من استُعْبِدَ بدنه واسترق لا يبالي إذا كان قلبه مستريحاً من ذلك مطمئناً ، بل يمكنه الاحتيال في الخلاص 0 وأما إذا كان القلب الذي هو الملك رقيقاً مستعبداً مُتيّماً لغير الله فهذا هو الذلّ والأسر المحض ، والعبودية لما استعبد القلب0

وعبودية القلب وأسره هي التي يترتب عليها الثواب والعقاب؛ فإن المسلم لو أسره كافر؛ أو استرقه فاجر بغير حق لم يضره ذلك إذا كان قائماً بما يقدر عليه من الواجبات ، ومن استعبد بحق إذا أدى حق الله وحق مواليه له أجران ، ولو أكره على التكلم بالكفر فتكلم به وقلبه مطمئن بالإيمان لم يضره ذلك ، واما من استعبد قلبه فصار عبداً لغير الله فهذا يضره ذلك ،ولو كان في الظاهر ملك الناس0

فالحريّة حريّة القلب ،والعبودية عبودية القلب ، كما أنّ الغنى غنى النفس قال النبي – صلى الله عليه وسلم –{ليس الغنى عن كثرة العرض ، وإنما الغنى غنى النفس} وهذا لعمرى إذا كان قد استعبد قلبه صورة مباحة ، فأما من استعبد قلبه صورة محرمة: امرأة أو صبي ، فهذا هو العذاب الذي لا يدان فيه0 وهؤلاء من أعظم الناس عذاباً وأقلّهم ثواباً ، فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلّقاً بها ، مستعبداً لها اجتمع له من أنواع الشر والفساد ما لا يحصيه إلاّ ربُّ العباد ، ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى ، فداوم تعلّق القلب بها بلا فعل الفاحشة أشدّ ضرراً عليه ، ممن يفعل ذنباً ثمّ يتوب منه ويزول أثره من قلبه ، وهؤلاء يشبهون بالسكارى والمجانين0 كما قيل:

سُكْران سُكْر هوى ، وسُكْر مُدامَةٍ .......... ومتى إفاقة منْ به سُكْرانٍ

ومن أعظم أسباب هذا البلاء إعراض القلب عن الله ، فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله والإخلاص له لم يكن عنده شيء قطّ أحلى من ذلك ، ولا ألذّ ولا أطيب ، والإنسان لا يترك محبوباً إلاّ بمحبوب آخر يكون أحب إليه منه أو خوفاً من مكروه ، فالحب الفاسد إنما ينصرف القلب عنه بالحب الصالح ، أو بالخوف من الضرر 0 قال تعالى في حق يوسف:{كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنّه من عبادنا المخلصين} فالله يصرف عن عبده ما يسوءه من الميل إلى الصور والتعلّق بها ، ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله0 ولهذا يكون قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله والإخلاص له تغلبه نفسه على اتباع هواها، فإذا ذاق طعم الإخلاص وقوى في قلبه انقهر له هواه بلا علاج ، قال تعالى:{إنّ الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر} فإن الصلاة فيها دفع للمكروه وهو الفحشاء والمنكر ، وفيها تحصيل المحبوب وهو ذكر الله ، وحصول هذا المحبوب أكبر من دفع المكروه ، فإن ذكر الله عبادة لله ، وعبادة القلب لله مقصودة لذاتها0 وأما اندفاع الشر عنه فهو مقصود لغيره على سبيل التبع0

والقلب خلق يحب الحق ويريده ويطلبه ، فلما عرضت له إرادة الشر طلب دفع ذلك ، فإنه يفسد القلب كما يفسد الزرع بما ينبت فيه من الدغل ، ولهذا قال تعالى:{ قد أفلح من زكّاها، وقد خاب من دسّاها} وقال تعالى:{قد أفلح من تزكّى ، وذكر اسم ربّه فصلّى} وقال:{قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم}0 وقال تعالى:{ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحدٍ أبداً} فجعل سبحانه وتعالى غض البصر وحفظ الفرج هو أزكى للنفس ، وبيّن أن ترك الفواحش من زكاة النفوس ، وزكاة النفوس تتضمن زوال جميع الشرور من الفواحش والظلم والشرك والكذب وغير ذلك0

وكما أنّ الإنسان مأمور بشهود القدر وتوحيد الربوبية عند المصائب ، فهو مأمور بذلك عندما ينعم الله عليه من فعل الطاعات ، فيشهد قبل فعلها حاجته وفقره إلى إعانة الله له ، وتحقق قوله:{ إيّاك نعبد وإيّاك نستعين}0

ويدعو بالأدعية التي فيها طلب إعانة الله له على فعل الطاعات ، كقوله:{أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك} وقوله:{يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك ويا مصرّف القلوب، اصرف قلبي إلى طاعتك}وطاعة رسولك وقوله:{ ربّنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب} وقوله:{ ربّنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشداً} ومثل قوله:{ اللهم ألهمني رشدي ، واكفني شر نفسي}

ورأس هذه الأدعية وأفضلها قوله:{اهدنا الصراط المستقيم، صراط الّذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضّالين } فهذا الدعاء أفضل الدعية وأوجبها على الخلق ، فإنه يجمع صلاح العبد في الدين والدنيا والآخرة0

وكذلك الدعاء بالتوبة فإنّه يتضمن الدعاء بأن يلهم العبد التوبة ، وكذلك دعاء الاستخارة فإنه طلب تعليم العبد ما لم يعلمه وتيسيره له ، وكذلك الدعاء الذي كان النبي- صلى الله عليه وسلم – يدعو به إذا قام من الليل ، وهو في الصحيح:{اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط المستقيم}0

وكذلك الدعاء الذي فيه:{اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك ، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا} وكذلك الدعاء باليقين والعافية كما في حديث أبي بكر ، وكذلك قوله:{ اللهم أصلح لي قلبي ونيتي0 ومثل قول الخليل وإسماعيل{واجعلنا مسلمَيْن لك ومن ذريتنا أمة مسلمة لك}0 وهذه أدعية كثيرة تتضمن افتقار العبد إلى الله في أن يعطيه الإيمان والعمل الصالح ، فهذا افتقار واستعانة بالله قبل حصول المطلوب ، فإذا حصل بدعاء أو بغير دعاء شهد إنعام الله فيه وكان في مقام الشكر والعبودية لله ، وأنّ هذا حصل بفضله وإحسانه لا بحول العبد وقوته0

ولن يستغني القلب عن جميع المخلوقات إلا بأن يكون الله هو مولاه الذي لا يعبد إلا إياه ولا يستعين إلا به ، ولا يتوكل إلا عليه ، ولا يفرح إلا بما يحبه ويرضاه ، ولا يكره إلا ما يبغضه الرب ويكرهه ، ولا يوالى إلا من والاه الله ، ولا يعادى إلا من عاداه الله ، ولا يحب إلا الله ، ولا يبغض شيئاً إلا لله ، ولا يعطى إلا لله ، ولا يمنع إلا لله ، فكلما قوى إخلاص دينه لله كملت عبوديته واستغناؤه عن المخلوقات ، وبكمال عبوديته لله يبرئه من الكبر والشرك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
houwayda

houwayda


الجنس : انثى عدد الرسائل : 722
العمر : 37
الموقع : tunisia
السٌّمعَة : 17
نقاط : 6197
تاريخ التسجيل : 01/03/2009

معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟   معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟ Emptyالخميس يناير 28, 2010 8:05 am

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
معنى الذل والافتقار وكيف يحققهما العبد المسلم؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحجب العشرة بين العبد وبين الله
» هل شريكة الحياة اختيار من العبد أو قضاء من الله
» اخلاق المسلم
» انا العبد (منقول)
» اقرب ما يكون العبد

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
alhamdullah.alafdal.net :: اسلاميات :: درر متناثرة-
انتقل الى: