هل نحن "شباب" على قارعة الجهل ؟!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لا نريد أن نوجه التهم جزافا للنشء الجديد، لكنه رغم ذلك متهم بالجهل والسطحية وقلة بل انعدام الثقافة.

ويعزو البعض سبب هذا الابتعاد عن الثقافة إلى إيقاع العصر السريع، وتعدد الملاهي التي تشغل الشباب عن الكتاب، كالقنوات الفضائية والإنترنت مثلا، وكأن لكل شيء ضريبة حتى لو كان التقدم نفسه.

والسؤال، لماذا هذا الجفاف الثقافي عند الشباب؟

ونترك الإجابة للشباب أنفسهم.
لا وقت للثقافة

"السبب وبكل بساطة يتمثل في أننا لا نجد الوقت الكافي حتى نلتفت إلى تثقيف أنفسنا، وأضف إلى ذلك أن وقتنا لا يسعنا لاستذكار الدروس المفروضة علينا في المراحل التعليمية" ، هذا ما قاله أحدهم

ويضيف الآخر:

"لا أجد سبباَ لذلك، إلا أن تلك الفئة من الشباب يقضون الجزء الأكبر من وقتهم في وسائل اللهو والترفيه، مما يعني عدم تبقي الوقت الكافي إلا للدراسة المفروضة في المراحل التعليمية".

****************

بعض الشباب لا يزال يمسك بحقه في تثقيف نفسه رغم كل شيء ويقول أحد الشباب :

"أنا وأصدقائي وفي خلال فترات الراحة في المدرسة نتوجه إلى المكتبة بشكل مباشر وبدون تفكير لأننا نعلم مسبقاَ أن ما نلزم بدراسته لا يكفي لكي يوصف الشخص بالمثقف، أما بالنسبة للآخرين الذين يهملون من هذه الناحية فلا أجد أي مبرر لهم في قضاء ذلك الوقت الكبير في قيل وقال بلا فائدة تذكر".

ويضيف: "الكتب هي المصدر الوحيد الأساسي للثقافة الذي أملكه، وبعض برامج التلفاز العلمية بين الحين والآخر، وأعتقد أن ذلك يفي بالمطلوب".

الدافع الأسري يرى أحد الشباب أن دور الأسرة مهم في هذا المجال، ويقول:

"يحثني أبي منذ طفولتي على أن أتثقف بجميع الوسائل الممكنة، حيث كان يقوم بالمداومة على إعطائي القصص التي تنمي الفكر والخيال، وجعلني أقرأ الصحف بطريقة مشوقة، فلقد كان يفتح الصحيفة لي على مواضيع مثيرة بالنسبة للطفل إلى أن أصبحت من مدمني قراءة الصحف بجميع أبوابها، وهذا صنيع لن أنساه لوالدي"

]ويضيف:" تعتمد مدى ثقافة الشاب على الطريقة والوسيلة التي تم تلقيه للتربية بها، فالشخص الذي نشأ عند أب جاهل قطعاَ سيختلف عن شخص نشأ عند دكتور في علم ما".

******************
]حكم جائر يرى التربويون أنه من الخطأ القول بأن معظم الشباب يفتقد إلى الثقافة بشكل تام، بل تتفاوت درجات الثقافة من شاب لآخر، وذلك لا يعني عدمها

وكل ما يحتاج إليه الشاب هو الطريق لإظهار ما لديه وتنميته. فالواقع يقول: إن لكل شاب مجالا فكريا جانبيا يبدع فيه، وهذا هو التجسيد الصحيح للثقافة
كما أن للشاب جوانب من الثقافة يخفق فيها دائما،َ وهي الجوانب الثقافية التي تحتاج إلى مطالعة دائمة، والسبب في ذلك عدم إعطاء نفسه وقتا للراحة، من المرح والاندفاع للهو والترفيه عن النفس.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : أحييكم بتحية الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
اللهم وفقنا وعلّمنا من لدنك علما إنك أنت العزيز الحكيم ..
قال تعالى في سورة الذاريات : ( وما خلقت الجنّ والإنس إلا ليعبدون ) ، فالله عز وجل هو خالقنا وهو الذي أنعم علينا كل هذه النعم التي لا تعد ولا تحصى ( وآتاكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها إن الإنسان لظلوم كفار ) – سورة إبراهيم - ، وبيّن لنا الطريق الحق وبيّن لنا الطريق الباطل وأرسل لنا أنبيائه ورسله وكتابه الحكيم حتى لا تكون لنا على الله حجةً يوم القيامة ومن ثمّ وترك لنا الخيار في ذلك حيث قال جلّ في علاه في سورة الكهف التي كلكم تحفظونها إن شاء الله: ( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر.. ).

انظروا يا إخوة ما أبدع خلق الله سبحانه ! هل من خالق غير الله أنّى يؤفكون ! الشمس والقمر كل يجري في مستقر له ، كل شيء خلقه الله بمقدار سبحانه ، انظر إلى نفسك وتأمل في خلق الله ، وفي أنفسكم أفلا تبصرون ! كيف القلب ينبض ؟ كيف يضخ القلب الدم إلى جميع أنحاء الجسم ؟ كيف نفكر ؟ كيف نحرك أيدينا ؟ كيف نرى ونسمع ونحسّ ؟ سبحان الله ، صنع الله الذي أتقن كل شيء !

فسبحان الله ! لماذا لا نبقَ دائما مع الله عز وجل ونتّبع هدي نبيه صلى الله عليه وسلم ! ونحن نعلم أنّ هذه الدنيا حياة فانية زائلة ، لن تستمر طويلا ! فما هي إلا بضع سنين بل وربي لحظات لا نشعر بها ، فلا ندري متى تأتينة المنية – أسأل الله العظيم أن يطيل في أعمارنا وأعماركم جميعا - ، فالموت قد يأتي فجأة وفي وقت لا تتوقعه ، فأسأل الله العظيم حسن الخاتمة يا رب .

مما أزعجني وآلمني وأحزنني ما أراه يوميا في الطرقات وفي الجامعات وفي كل مكان بصفة عامّة ، فالكثير من المسلمين اليوم ابتعدوا عن الإسلام ابتعادا كثيرا ، ابتعدوا عن الله سبحانه ، نسوا الله فنسيهم .

فمثلا لو عَمِلنا إحصائية على مجرد الصلاة ، كم من شبابنا ونسائنا شباب ونساء هذه الأمّة يحافظون على الصلاة ؟ من فينا يحرص على صلاة الفجر على وقتها ؟ مَنْ مِنْ شباب اليوم لا يدخن ؟ من فينا يحرص كل الحرص على أن لا تصدر من فمه كلمة تغضب الله عز وجل ؟ من منّا لا يستمع إلى الأغاني التي تدعو إلى الفجور ؟ من فينا يحرص على نصح الآخرين ؟ من فينا يدعو دائما لأهل فلسطين ويتذكرهم ؟ من منا يقرأ شيء من القرآن يوميا ؟ من ومن ومن ! أسئلة لا تنتهي ..

لماذا يا إخوان يحدث ذلك بالأمة الإسلامية ؟ لماذا ابتعدنا عن هدي الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ هل بسبب التكنولوجيا ؟ أم بسبب التجربة وحب الاطلاع ؟ أم بسبب التكبر على الله ؟ أم هو كسل ؟ وإن كان أيٌّ من ذلك ، فهل هذا عذر حقا ؟ هل يُسمح لنا بأن نعصِ الله عز وجل بسبب التقدم والعولمة ؟ بالتأكيد لا ، فهذا ليس بعذر أبدا ،فهناك من يعيشون في دول غربية وأجنبية ولكن مع ذلك ولله الحمد متمسكين بدينهم تمسكا حقيقيا ! إذا كنت حقا تؤمن بأن الله حق وأن رسوله حق وكتابه حق والبعث حق والجنة حق والنار حق ، فستبقى دائما مع الله عز وجل تخاف من عذابه وعقابه وترجو رحمته وجنانه .

.

لماذا اليوم الكثير من الشبّان و الفتيات والناس أجمع – إلا من رحم ربي – ابتعدوا عن شرع الله عز وجل ؟
إخواني وإخوتي ، نحن لا نريد أن نكون مسلمين فقط لأننا وُلدنا مسلمون ! نحن نريد أن نكون حقا مسلمين لأن الإسلام هو دين الله ، وهو الدين الحقّ الوحيد الذي سيقبله الله عز وجل يوم القيامة حيث قال تعالى : " ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " ، نحن في نعمة كبيرة أنعمها الله علينا لم نشعر بها ألا وهي أننا ولدنا مسلمون ، حمدا لك يا ربّاه ، سبحان الله الكثير من غير المسلمين كانوا يبحثون عن الحقيقة سنوات فدرسوا جميع الأديان حتى يجدون الحقيقة ووجدوها بعد دراسة معمقة في الإسلام ، ثم بدؤوا يطبقون شرعه ويجتنبون نواهيه ، ونحن يا إخوة ولدنا مسلمون ولا نطبق شرع الله عز وجل ؟؟! نريد أن نتعلم شرع الله ونتبعه ونجتنب نواهيه ، نريد عندما يسألنا أيا من أعداء الله أن نجاوب عليه بثقة لأننا مقتنعين بالإسلام حقّ الاقتناع ، لأننا مسلمون عن قناعة ، لكن للأسف كثير من شبابنا اليوم لا يعرف ولا يحفظ شيء من القران الكريم او من سنة النبي صلى الله عليه وسلم .

بُعدٌ عن الله ، وعصيانه، ضياع للصلاة ، تدخين ، شباب وفتيات يسمعون الأغاني – حيث تكاد توجد في كل مكان - ، هجرٌ للقران الكريم ولسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ضياعٌ للأوقات ، تشبه النساء بالرجال وتشبه الرجال بالنساء عن طريق لبس السنسال وغيره ، عدم احترام بعضنا للبعض ، الكلام الفاحش والبذيء ، الغيبة والنميمة .. ولا حول ولا قوة الا بالله!!

بالتأكيد يا إخوتي أن هناك فئة في مجتمعنا والحمد لله الله يحرسها ويثبتها ما شاء الله قمة في الأدب والأخلاق ، قمة في طاعة الله عز وجل ، قمة في إتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم ، روعة في احترام الآخرين ، قمّة في الحياء والخجل .. ولله الحمد . لكن لماذا لا يكون الجميع كذلك ؟ لماذا لا يكون مجتمعنا مجتمعا إسلاميا حقا ؟! لماذا ابتعد الكثير من شباننا اليوم عن الله عز وجل ؟ لماذا الأغلبية ليسوا كذلك ؟
فلنعد إلى الله عز وجل ولينصح كلٌ منّا الآخر ولنكن يدا واحدة ولنحترم بعضنا البعض ونتعامل على أساس المودة في الله عز وجل ، ولنفشِ السلام بيننا فالسلام من أسباب التقارب والتحابب في الله عز وجل ، ولا حرج أن يسلم المرء على كبير أو صغير رجال أم نساء كما في حديث أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت : " مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في جمع نسوة فسلم علينا ) .

دائما ثق بنفسك وابق مع الله وتوكل عليه هو حسبك ونعم الوكيل والنصير فستتغير للأفضل ان شاء الله وسوف تستطيع أن تُغير الآخرين بإذن الله .

وفي النهاية أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يغفر لي ويرحمني وجميع المسلمين يا رب ، ويوفقنا في ديننا ، ويهدينا جميعا لأقرب من هذا رشدا ، وأن يعز الإسلام والمسلمين ويردهم إلى دينهم ردا جميلا يسيرا .

جزاكم الله خيرا

.