feras hammad
عدد الرسائل : 6 السٌّمعَة : 0 نقاط : 5741 تاريخ التسجيل : 02/03/2009
| موضوع: ولماذا " المؤمن القوي " .. هو خيرٌ من " المؤمن الضعيف " ؟ الأحد مارس 08, 2009 6:29 am | |
| ولماذا " المؤمن القوي " .. هو خيرٌ من " المؤمن الضعيف " ؟
عُني الإسلام أكثر ما عُني .. بتكوين الشخصية القوية القادرة على إنتاج " أفعال " و " كوادر " و " أخلاق " ..! فبتلك الشخصية .. – وبها فقط - .. تقوى الأمم .. تتقدم ... وتتسع لها الآفاق .!
وشأن الإسلام في ذلك .. شأن أي " منهج " يراد له أن يكون فاعلاً ومفعّلاً في حياة الفرد والمجتمع .. أيا كان ذلك الفرد وأيا كان ذلك المجتمع ..
وما من ريب .!
ولذا جاء في أثر النبوّة أن " المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف " ...و " المؤمن القوي " هنا .. لا يؤخذ منه معنى " القوة البدنية " فقط .. بل ربما كان هذا المعنى - مع الإقرار بصحته وضرورته – جانبيا .. إذا ما أخذ في الإعتبار المعنى " الأكثر شمولية " و " استيعاباً " .. ألا وهو " القوي في شخصيتهِ : في حضوره / في تأثيره / في تحمله لغوائل الدهر وأذى الخلق / في مقاومته للظلم وللظالمين / في علمه / وفي عمله .! " ..
وكيف لا .. تكون القوّة في هذا المعنى ... و رسالة " الرحمة " المحمدية - على صاحبها أفضل صلاة وأتم تسليم - .. إنما قامت على ذلك .. واستندت عليه . متمثلة في شخص محمد صلى الله عليه وسلم .!
وكيف لا تكون القوة في هذا المعنى .. وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. أن يعزّ الله دينهُ بـ " أحد العمرين " ..!
وكيف لا تكون القوة في هذا المعنى .. وقد عمدت " التربية الإسلامية " .. أول ما عمدت على " إنتاج القادة " .. من بعد " نير الاستعباد والسلبية " .. ونشر " الحرية " تحقيقاً لـ " حقيقة " .." العبودية " " الحقّة "..! / بأن لا تكون الا لله .!
وللأسـف .!
يُخطيء الكثير من الناس .. حينما يصوّر خلق " التواضع " .. بانكسارٍ في " سحنته " أو بـ " موات ذليل " في قوله وفعله .!
ويخطيء آخرون .. حينما يصورون خصلة " الزهـد " .. في " ثياب متمزقة " .. و " حذاء رثّ " .!
كما ويخطيء غيرهم في تصوير الوقار .. بتجهّم في الوجه .. أو بجفاف في الملامح .!
ويخطيء غيرهم وغيرهم .. حينما يعلنون بمظاهرهم صور مشوهة للأخلاق والتعاملات ... وما أكثر " الأخطاء " حين نعدّها " ..!
ووالله ما كان هناك " أتقى " .. ولا " أزهد " .. ولا " أخشع " .. من رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكان مع ذلك كلهِ " قوياً " "عزيزاً " .. " عاملاً " .. " مُنتجاً " ...حسن الوجه والمظهر .. سمح السجايا .. بسّام لمحيا ! ، صلى الله عليه عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عنه الغافلون وسلم تسليما كثيرا ..
وهذا " الخطّاب " – رضي الله عنه وأرضاه – ../ ذلك الذي خطّ " الخشوع " على وجهه كتابه ..! وذلك الذي مآثرهُ في الزهد أوضحَ من أن تُحكى ..!
هو هو .. الذي أخذ على عاتقهِ همّ تربية " الشخصية المسلمة العزيزة في ذاتها " – بعد ان كان لها قدوة وانموذجاً حيّا - / وكيف لا ؟ .. وقد سبق إليه العلم .. أن أمّة قوامها " من السلبيين " - من الضعفاء و المستضعفين - .. هي أمّه مآلها إلى منتهى حالها .!
قال : [ " ليس خيركم من عمل للآخرة وترك الدنيـا أو عمل للدنيا وترك الآخرة ولكن خيركم من أخذ من هذه ومن هذه . وإنما الحرج في الرغبة فيما تجاوز قدر الحاجة وزاد عن حد الكفاية ..." ] *
و [ لم يكن أبغض إليه ممن يتوانى ليقال : أنه متوكل على الله .. أو يتراءى بالضعف ليقال أنه : ناسـك .. أو يفرط في العبادة ليقال : انه زاهد في الدنيـا ...
فكان يقول : " ان المتوكـل الذي يُلقي حبّهُ في الأرض ويتوكّل على الله " و " لا يقعد احدكم عن طلب الرزق ويقول : اللهم ارزقني .. وقد علم ان السمـاء لا تمطر ذهبا ولا فضّة .. وأن الله تعالى يرزق الناس بعضهم من بعض " ..
وكان – رضي الله عنهُ - يضرب من يتماوت ويستكين ليظهر التخشّع في الدين .. فنظر إلى رجل مُظهر للنسـك متماوت .. فخفقة – أي ضربه – بالدرّة وقال " لا تُمِـتْ علينا ديننا أماتكَ الله " .!
وأشاروا له إلى رجـل يصوم الدهر فضربهُ وهو يقول : كُـل يا دهر ! .. كُل يا دهـر ! ينهاهُ عن الصوم الذي يعوقه عن معاشه ولا يوجبه عليه الدين ..
وكلما رأى شـاباً منكّسا رأسه صاح به : " ارفع رأسك فإن الخشـوع لا يزيد على ما في القلب فمن أظهر للناس خشوعاً فوق ما في قلبه فإنما أظهر للناس نفاقاً إلى نفاق " ] | |
|
tala مشرفة منتدى عالم الطفوله والاسره
الجنس : عدد الرسائل : 501 العمر : 54 السٌّمعَة : 57 نقاط : 6606 تاريخ التسجيل : 06/03/2009
| موضوع: رد: ولماذا " المؤمن القوي " .. هو خيرٌ من " المؤمن الضعيف " ؟ الإثنين مارس 09, 2009 4:11 pm | |
| كن عضواً في جمعية الأسود ولا تكن رأساً في قطيع النعاج.
قد تبدو ضعيفاً؛ لأنك قرّرت أن تكون كذلك فعشْ كما تريد، لكن لا بد أن تعلم أن بإمكانك أن تصبح قوياً، وأن تتخلى عن شعورك بالضعف.
تأمّل وردك اليومي في الصباح والمساء:"اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل و الجبن والهرم والبخل ... " ( 1 ) إنه يؤكد لك أن القوّة مطلب وإلا فلا قيمة للحياة.
ومجيء تكراره في اليوم مرتين دليل على أن الجبن والخور والاستكانة والاستسلام والانهزامية والذلّ، وجميع المفردات في قاموس الضعف مرفوضة في حياة الأقوياء؛ فأنت كائن لم تُخلق لتكون مسلوب الإرادة بارد الهمّة.
تأمّل في البعوضة:إنها لا تبدو بالنسبة لك شيئاً مذكوراً؛ لكنها أقوى منك حين تبدو ضعيفاً عاجزاً، إنها تكافح ولا تكلّ أو تملّ في البحث عن منفذ في جسدك، فما بالك تسقط من أول جولة!
إن القوّة مصدر للثقة، والثقة لا تتواجد إلا في قلوب الأقوياء.
وعندما حارت ملكة سبأ في كتاب سليمان جاءها الجواب واثقاً: (قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ) [النمل:33]
والشاهد قولهم : والأمر إليك فانظر ماذا تأمرين؟ فنحن على استعداد وثقة لفعل ما تشائين، والسبب أننا أولو قوّة وبأس شديد.
إن عليك ألاّ تتردّد في الانتساب "لعضوية نادي الأقوياء" ، فلديك عملاق ينام بين جنبيك؛ فابحث عنه حتى لا تموت، وأنت تعيش بين الأحياء!
لكن السؤال المهم في الموضوع :كيف نحدّد أشكال هذه القوّة؟
إن أشكال القوّة متنوعة وأبعادها مختلفة، ومن الصعب الحديث عنها جميعاً، ولكن أشير إلى أشهر هذه القوى إجمالاً وتفصيلاً :
فالمال قوّة، والأخلاق قوة تتعادل مع درجة الصائم القائم (2) ، النَسب والجاه والمنصب قوّة، والجمال قوّة، المنطق الجميل قوّة، وحضور البديهة قوّة، الحياء قوّة؛ لأن الحيي يمتنع بسبب حيائه عمّا لا يليق ...
الإخلاص قوّة جبارة وفي قصة يوسف كان وصف الله له بأنه من المخلصين إشارة عظيمة إلى مفعول الإخلاص في التخلّص من أعنف المواقف التي تمرّ بالإنسان (...كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) ( 3 ) .
التسبيح والاستغفار والتقوى وحسن التوكل ... قوى متعددة فهي سبيل إلى الفرج والرزق والعلاج ...دون الحاجة لوسائط بشرية تتقوى بها لتعينك على قضاء حوائجك، وبالتأكيد أنت لا تلجأ في حياتك للواسطة إلا لشعورك بالعجز عن تحقيق ما تريد. يقول تعالى عن يونسفي أثر قوّة التسبيح : ( فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) ( 4 )
وفي قوّة التقوى والتوكل: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ...) ( 5 )
وفي قوّة الاستغفار: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) (4) وفي حديث ابن عباس ( من أكثر الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب) ( 6 ) .
أما المعرفة والعلم فهما قوّة هائلة؛ فالمعرفة بدون أوصاف زائدة تعطيك طاقة لا تتقيد بحدود الزمان أو المكان، وتكسب صاحبها علواً ومنزلة وتمهّد الطريق أمامه للرفعة في الدنيا والآخرة (...يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) ( 7 )
أما المرأة فهي شيء مختلف! فهي متطرفة في القوة ومفرطة في الضعف، ووراء كل رجل عظيم امرأة، وأحياناً: لولاها لكان أعظم!
إنها عالم مؤلف من القوّة والضعف وشيء من التناقض، في جمالها تؤلم قلبك، وفي قبحها توجع رأسك، ولا تبدو مقبولة بغير التطرف، فقد تموت لو اعتدل مزاجها! تحتاجها ساعة، وتحتاجك كل لحظة، ربما تكرهك لكنها لا تطيق البعد عنك، فإن أحبّتك فأنت ملك لها، وعليك أن تستجيب لعشقها بالقوّة!!
[glow=FF9900]إنها قوّة في الخير إذا استقامت، وقوّة في الشر إذا استسلمت! فتأمل! [/glow]
من كل ما سبق أؤكد لك في نهاية المطاف:
إن الأقوياء هم السعداء، والضعفاء هم التعساء!
وإذا أردت القوّة الحقيقيّة فهي القوّة التي لا تحتاج لغيرها كي تتقوى بها.
الهوامش --------------------------------------------- 1- [size=21]الحديث رواه مسلم. كتاب الذكر والدعاء . باب التعوذ من العجز والكسل : 4 /2079، برقم ( 2706 ) . 2- فعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) رواه أبو داود في سننه: 4/252 ، برقم ( 4798 ) . 3- من الآية رقم: (24) سورة يوسف. 4- الآيات رقم (143 ، 144) سورة الصافات. 5- من الآية رقم (2 ،3) سورة الطلاق. 6- الحديث أخرجه : الحاكم في المستدرك ، وقال عنه حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه : 4 /291 ، برقم ( 7677 ) ورواه البيهقي في السنن الكبرى : 6 /118 ، برقم ( 10290 ) . 7 - من الآية رقم (11) سورة المجادلة[/size] المصدر | |
|
ماجد الشرفاء مشرف منتدى الترفيه
الجنس : عدد الرسائل : 1129 العمر : 57 السٌّمعَة : 135 نقاط : 7308 تاريخ التسجيل : 01/03/2009
| موضوع: رد: ولماذا " المؤمن القوي " .. هو خيرٌ من " المؤمن الضعيف " ؟ الإثنين مارس 09, 2009 8:29 pm | |
| جزاكم الله خيرا على هذه المساهمه الغنيه لاننا نستفيد كلما قرانا الموضوع وايضا تزداد الاستفاده من رد الاخت tala المتكامل والغني بالمعاني الراقيه للقوه ومفهومها وفقكم الله تعالى | |
|