um_okba مشرفة منتدى اسلاميات
الجنس : عدد الرسائل : 1609 السٌّمعَة : 197 نقاط : 8457 تاريخ التسجيل : 03/03/2009
| موضوع: المصطلح الغائب من حياة الطفل العربي السبت يونيو 20, 2009 7:47 pm | |
| الأطفال عماد المستقبل ومنجم الفكر.. لهم عناية خاصة ولعقولهم اهتمام بالغ.. فالطفولة تعتبر من أهم مراحل البناء الفكري وأفضل المراحل العمرية لتعليم واكتساب المهارات، علمية كانت أو معرفية.. لذا فكثير من المؤسسات التي تخطط لتلك المرحلة العمرية سواء كان الطفل بالمنزل أو المدرسة تركز على إكسابه مهارات من خلال الوسائط التربوية. وتمثل مكتبة الطفل إحدى هذه الوسائط التي عن طريقها يتم تربية وتنشئة الطفل.. فإذا أسسنا بناءه على أساس العلم والمعرفة فقد ضَمِنّا مستقبلاً مشرقاً وجنود فكر وقلم..
إن إنشاء مكتبات للأطفال معناه اعتراف الدولة بهم كأفراد في المجتمع لهم حقوق، وفي نفس الوقت نهدف إلى الحفاظ على مكانة الكتاب كوعاء من أوعية المعلومات التثقيفية.
ولكن الحقائق والإحصاءات تفاجئنا بأن طفلنا العربي لا يلاقي الاهتمام المطلوب في هذا المجال، بعكس دول الغرب التي جندت الطاقات لبناء حيل واعٍ يحمل من العلم الكثير...
ولذا فإن فكرة الاهتمام بعقل الطفل وتحويل طاقاته إلى جهود ذات منفعة؛ أمر يحتم إيجاد أهداف سامية تعتمد على الدين والعرف. ومن ذلك: العمل بجد لإنشاء مكتبة للطفل لتغذي فكره وتنمي عقله وتنشّط خياله وتربي وجدانه ومشاعره وتهذّب نفسه...
لذا يجب على المتخصصين بالتربية العمل على إعداد مكتبة نموذجية للطفل لتكون في متناول يده.
والقيام بإعداد كتب الأطفال ليس أمراً سهلاً إنما يمثل صعوبة بالغة أمام المؤلفين والناشرين، إذ يجب أن ينطبق على الكتاب مواصفات خاصة بالمضمون والإخراج حتى يكون مناسبا للطفل، يجذبه وهذا يتطلب قابليته؛ بمعنى أن الطفل يقبل على قراءته ويفهم مادته...
وللتربويين كذلك معايير يجب أن تتوفر في كتب الأطفال، حيث يرون أن كتاب الطفل، شأنه شأن كتاب الكبار، ينقسم إلى شكل ومضمون؛ والشكل ببساطة يتضمن كل الأشكال المادية لمصادر المعلومات التي يتعامل معها الكبار، فهناك مصادر معلومات تقليدية مثل الكتاب، المرجع، ومصادر غير تقليدية كالأقراص الالكترونية، وهذه الأشكال نضع فيها المضمون وهو المعرفة البشرية التي تغطي المراحل المختلفة للطفل؛ لأن ما يناسب مرحلة قد لا يناسب المراحل الأخرى، كذلك لابد من مراعاة الفروق بين الجنسين ذكراً كان أم أنثى...
ومن هذا المنطلق على الوالدين أن يعوّدوا أبناءهم على القراءة منذ سن الرابعة ابتداءً بالصور والتعبير عنها مروراً بالقصص الهادفة، ونهاية بالكتب العلمية عند كبرهم... وذلك بتوفير مكتبة في المنزل بها عدد من الخيارات الجاذبة والهادفة. ويكون لهذه المكتبة مكان ثابت في المنزل، أو تكون متنقلة. كما يجب الاهتمام بتطوير مكتبات المدارس.
إن القراءة تعد رافداً مهماً للرقي والتحضر... بل قبل ذلك هي وسيلة للوعي والتلقي، ومن هذا المنطلق نحتاج إلى أن نعرف أهميتها وخطورة غيابها..
وكنظرة عاجلة لحركة نشر كتب الأطفال في العالم نجد أن طفلنا العربي يعيش على هامش الاهتمامات، يستقي علمه غالباً من فلم كرتوني مصنوع بفكر ومكونات غريبة عن بيئته ومعتقده وثقافة مجتمعه ليولد جيل يعاني من العنف والمشكلات الاجتماعية الخطيرة..
في ضوء هذه الحقائق المحبطة تأتي الأرقام لتخبرنا بأبعاد المشكلة بشكل مقارن ومحزن، تقول الأرقام:
* الطفل الأمريكي: نصيبه من الكتب في العام 13260 كتاباً. * الطفل الإنجليزي: نصيبه من الكتب في العام 3838 كتاباً. * الطفل الفرنسي: نصيبه من الكتب في العام 2118 كتاباً * الطفل الإيطالي: نصيبه من الكتب في العام 1340 كتاباً * الطفل الروسي: نصيبه من الكتب في العام 1485 كتاباً في العام
أما الطفل العربي فلا نكاد نجد له رقما ولو هزيلا يمثل نصيبه في عالم الكتب فالمكتبة العربية شبه خالية من كتب الأطفال حيث بلغ عدد كتب الأطفال الصادرة في أحد الأعوام 322 كتاباً فقط، بالرغم من أن لدينا أكثر من 54 مليون طفل يمثلون 42% من العدد الكلي للسكان في العالم العربي.
وتشير إحصائية منظمة التربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) إلى أن متوسط قراءة الطفل في العالم العربي لا يتجاوز 6 دقائق في السنة.. ليكون مجموع ما تستهلكه كل الدول العربية مجتمعة من ورق ومستلزمات الطباعة أقل من استهلاك دار نشر فرنسية واحدة!
وثمة تجربة قامت بها إحدى الأخوات: فقد وضعت في أحد أركان المنزل كرسياً مريحاً وله وسادة للقدمين ومزود بإضاءة موضوعة بجانبه ويعرف هذا الكرسي في وسط العائلة بكرسي القراءة، وإلى جانبه وضع جدول ليقوم الأب بوضع مواعيد لحجز الكرسي للقراءة وبجوار الكرسي كان هناك منضدة وضع عليها الكثير من الكتب المتنوعة والمجلات.
ومما تقدم.. أفلا نرتب أهدافنا من جديد، لنكوّن جيلاً واعياً يرتكز عقله على المعلومة؟
ــــــــــــــ المرجع/ مجلة حورية العدد 8 جمادى الأولى 1427هـ
| |
|
tala مشرفة منتدى عالم الطفوله والاسره
الجنس : عدد الرسائل : 501 العمر : 54 السٌّمعَة : 57 نقاط : 6600 تاريخ التسجيل : 06/03/2009
| موضوع: رد: المصطلح الغائب من حياة الطفل العربي الثلاثاء يونيو 23, 2009 2:43 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
أساليب ترغيب الطفل في القراءة
1- القدرة القارئة : وهذا إذا كان البيت عامراً بمكتبة ولو صغيرة تضم مجموعة كتب . (هنا ممكن يخدمك في استبيانك هل يوجد مكتبة بالبيت ) 2-توفير الكتب والمجلات : من قصص ومجلات وكتب محببه للأطفال . 3-تشجيع الطفل على تكوين مكتبة صغيرة : وهي عبارة عن الكتب الملونة والجذابة والمشوقة . 4- التدرج مع الطفل في قراءته : على سبيل المثل كتاب مصور ثم صورة وكلمة وهكذا .. 5-مراعاة رغبة الطفل القرائية : على سبيل المثال القصص التي يحب قراءتها قصص حيوان. طيور 6-المكان الجيد : داخل البيت مع الإنارة الجيدة . 7- الوقت الذي تحب طفلك يقرأ فيه : وهذا يخصصه الوالدين .. 8- توصيات من الوالدين .. هل هناك توصيه بقراءة كتاب معين ..؟! 9-الفرص في المناسبات وإستغلالها بالقراءة .. في الأعياد والمناسبات الدينية والرحلات والإجازة والسفر وهكذا ... 10-هوايات الطفل لدعم حب القراءة : بمعنى إن الأطفال لهم هوايات مثال .. الألعاب الإلكترونية تركبب وفك الألعاب وقيادة الدراجة والرسم وغيرها ... 11- مشاهدة التلفزيون مع القراءة : من خلال متابعة برنامج معين .. 12- هل الوالدين يلعبون مع الأطفال بألعاب قرائية : على سبيل المثال : كتابة كلمات معكوسة وهو يقرأها بالشكل الصحيح .. وكذلك ان تطلب منه قراءة اللوحات المعلقة بالشوارع أو تطلب منه كتابة قوائم ترغب في شرائها من محلات التموينات ..وغيرها .. 13- المدرسة ومتابعة ولي الأمر لقراءة الطفل : من خلال المتابعة باستمرار لكيفية تدريس القراءة لأطفالك تتعرف أكثر على الطرق التي يتعبها المعلم للتدريس .. 14 - طفلك والرحلات المدرسية وأصدقاؤه والقراءة . 15- السيارة وقراءة طفلك : احرص على توفير المجلات والقصص داخل السيارة . 16-طفلك والشخصيات التي يحبها والتي يمكن أن تجعله يحبها . وذلك من خلال تزويده ببعض الكتب عن شخصيات يمكن أن يحبها وان يتعلم المزيد عن شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم .والشخصيات البطولية في التاريخ الإسلامي . .. 17- عود طفلك على قراءة الوصفات .. 18-القصص والمجلات المشوقة وملاحقة الأطفال : لاحق أطفال بالقصص الجذابة والمشوقة بجوار التلفاز وأماكن اللعب .. 19- أفراد أسرتك والقراءة : تحدث مع الأسرة عن المقالات والكتب التي قرأتها وخصص وقتاً للحوار والنقاش فيها ..وذلك بوجود أطفالك . 20- الطفل ومسرح القراءة : أن الأطفال يقرؤون بسهولة عندما يفهمون مايقرؤون لذا اختر الأدورا في القصة واجعل طفلك يصبح أحد الشخصيات ..ويقرأ الحوار الذي تنطق به . 21- قطار القراءة يتجاوز أطفالك : لاتيأس أبداً فمهما بلغت سن أطفالك ومهما كبروا يمكنهم ان يتعلموا حب القراءة ولكن ان توفر لهم القصص والمجلات والتي تلبي أحتياجاتهم
المصدر : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
um_okba مشرفة منتدى اسلاميات
الجنس : عدد الرسائل : 1609 السٌّمعَة : 197 نقاط : 8457 تاريخ التسجيل : 03/03/2009
| موضوع: رد: المصطلح الغائب من حياة الطفل العربي السبت مارس 20, 2010 8:32 pm | |
| صفات كتاب الطفل لا شك في أن للكتاب أهمية كبيرة بالنسبة إلى الطفل، ونحتاج - لنتعرف إلى هذه الأهمية - إلى كثير من البحوث والدراسات، ولكن يمكننا القول إن كتاب الطفل يعوّد الطفل على التأمل والتفكير في نفسه وفيما حوله، ويدفعه إلى طرح الأسئلة عن كل شيء، كما أن الغاية المرجوة من الكتاب هي الحفاظ على الارتباط الدائم بين نمو الطفل الجسدي ونموه العقلي والإدراكي، بما يضمن حمايته من أي انقطاع قد يصيب نمو شخصيته وهو ينتقل من مرحلة إلى أخرى فالكتاب يغرس في قلب الطفل السمات الإنسانية النبيلة ويمكّنه من تطوير قدرته على تذوق الجمال ويمنحه كثيراً من المعرفة والأخلاق، إضافة إلى ترفيهه وإدخال السرور على قلبه. وإذا اعتاد الطفل على صحبة الكِتاب فإن خياله سيتوسع ويتخطى الظروف الراهنة، فهو عندما يقرأ قصة مثلاً فإنه يتابع البطل الذي يواجه المصاعب ويتخطاها فيطمئن الطفل عندما يرى مصاعبه الخاصة تحل من خلال هذا البطل، كما يعد الكتاب بالنسبة إلى الطفل وسيلة للتعبير عن النفس تأخذ أشكالاً عديدة فنية وكتابية وجسدية وشفوية ونفسية، والطفل أمام الكتاب يتصرف كيفما يشاء، يحلم ويتأمل وهو يتنقل بين فصول الكتاب، ويقرأ متى يشاء كخطوة أولى نحو الاستقلالية. * صفات كتاب الطفل:علينا أن نجعل الطفل يحب الكتاب ويعتاد القراءة، ولكن بموازاة ذلك علينا أن نحسن اختيار الكتاب الذي سنقدمه إليه من حيث مناسبته للمرحلة العمرية التي يعيشها الطفل بما يضمن أن نثير داخله التشويق والجاذبية والتفاعل مع محتويات الكتاب، ويمكن أن نقول أن انتقاء كتاب الطفل النموذجي محكوم بعدة صفات يجب أن يتحلى بها هذا الكتاب:
1 - الموضوعية:يجب أن تكون مادة الكتاب موضوعية كأن تتضمن فكرة أو موقفاً أو تجربة أو معلومات مفيدة تتسم بالواقعية والصدق، كما يجب أن يكون لدى المؤلف شيء ذو قيمة يريد أن يوصله إلى الطفل، بحيث يرضيه ويجذبه ويجعله يتفاعل مع مادة الكتاب مهما كان شأنها، ونؤكد هنا على سمة الصدق التي سيكون لها أثر كبير في نظرة هذا الطفل إلى العالم الذي نقدمه إليه في الكتاب كما هو، بدون أقنعة ودون ادعاءات لا يمكن تحقيقها، كما يجب أن ينبع الكتاب عموماً من صلب العمل التربوي، الذي يهدف إلى تنمية معارف الأطفال، وتقوية محاكماتهم العقلية، وإغناء حسهم الجمالي والوجداني. 2 - المرحلة العمرية:لا بد أن يكون كتاب الأطفال مناسباً للمرحلة العمرية التي يمر بها الطفل، حتى يتمكن هذا الطفل من قراءة الكتاب بيسر واستيعاب مضامينه وأهدافه وإسقاطها على حياته الخاصة والحياة العامة حوله، وبهذا يكبر حبُّه للكتاب والمطالعة ويميل إلى اقتناء الكتب، فلكل مرحلة عمرية سمات وخصائص معينة لغوية وعقلية واجتماعية وغيرها، فالكتاب الذي يناسب طفلاً في السابعة لا يناسب آخر في العاشرة مثلاً، وبعض الناشرين يضعون السن الموجه إليها الكتاب على الغلاف، لذلك لا بد من أخذ كل ذلك بعين الاعتبار عند الكتابة للأطفال وعند اختيار الكتاب المناسب للطفل.
3 - الجانب المادي والفني:فيما يتعلق بشكل الكتاب من حيث الطباعة والرسوم والإخراج والألوان الزاهية ليكون هذا الكتاب مثيراً لذائقة الطفل ويبعث الثقة في نفسه، ولاسيما الرسوم التي تجذب الأطفال وتتيح لهم فهم العالم بصورة أفضل، كما تسهم في تنمية الذائقة الجمالية والفنية عند الأطفال.
أخيراً فإن الأطفال هذه الأيام أصبحوا يستخدمون الحاسوب فظهرت الكتب الإلكترونية المخصصة لهم، وهنا يجب أن نختار هذه الأشكال الإلكترونية بعناية، كموسوعات الأطفال والقواميس والأطالس وبعض القصص والألعاب التي تشجع على القراءة والبحث عن المعلومات، لكن على الآباء أن ينتبهوا بحيث يجب أن لا تطغى الكتب الإلكترونية على قراءة الكتب التقليدية.
كما يجب أن يشمل كتابُ الطفل النموذجي معارف عمليةً وأدبية وفنيّة وتاريخية، وقيماً ومهارات وقدرات، إضافة إلى انفتاحه على الروافد الثقافية المختلفة، ويجب أن يراعي جنس الطفل، فللذكور ما يلائمهم، وللإناث ما يلائمهنّ، إضافة إلى الثقافة المشتركة بين الجنسين، ومن الملاحظ أن كتاب الطفل النموذجي يتجه إلى الطفل الفرد، ولكنه يسعى إلى أن يكون شاملاً الجماعةَ كُلَّها، ومن ثَمَّ فهو فردي وجماعي في آن معاً، كما أن كتاب الطفل النموذجي متكامل يضع أمامه حاجة الطفل العربي إلى النموّ العقلي والاجتماعي والانفعالي والجسدي، وحاجته إلى روح الجماعة والعمل المشترك، وإلى التدريب على المحاكمة والنقد والتحليل والتركيب والتعبير.
ولا بد من أن يسهم كتاب الطفل النموذجي في تربية الطفل على الإبداع، فيساعده على رياضة ملكاته البشرية بحيث يُصبح أتمَّ نشاطاً واستعداداً للإنجاز، ومن خلال هذا الكتاب يجب أن نشجِّع الطفل على المشاركة الواسعة في حياة مجتمعه ووطنه وأمتّه، وأن ندفعه إلى الإسهام في تطوّرها الإيجابي وفي التعامل طواعيَةً مع الوسيط المحيط به، فيتأثّر به ويُؤثّر فيه، يُكيّفه ويتكيّف معه، مما يُسهم في تجانس المجتمع وتضامنه وقدرته على التقدُّم.
إن الكتاب الجيد المقدم إلى الطفل غذاءٌ لعقله ولروحه معاً، وفي المقابل يسهم الكتاب الرديء في إفقار روح الطفل وعقله، وإذا كان أدب الأطفال ليس تسليةً وإنما هو غذاء؛ فإن عليه ألا يقصر في حق سمات التنشئة الإنسانية التي تقدم الكتاب بشروط يتقبلها الأطفال وتترك لهم حيزاً من المشاركة يسهم فيه الأطفال بحدسهم وموهبتهم.
من أجل ذلك تسهم كتب الأطفال في إيجاد صيغ ثقافية جديدة تتلاءم مع اهتمامات الأطفال ومع طبيعة العصر في آن معاً، ولذلك يجب بذل الجهود كافةً، سواء داخل الأسرة أو خارجها، من أجل تعويد الأطفال على المطالعة في سن مبكرة وتعزيز قيمة الكتاب عندهم حتى تصبح المطالعة عادة متأصلة لديه، وهذا يعدُّ بحقٍّ مطلباً تربوياً مهماً في عصرنا الراهن وما يتسم به من زخم معرفي في شتى المجالات. . | |
|
um_okba مشرفة منتدى اسلاميات
الجنس : عدد الرسائل : 1609 السٌّمعَة : 197 نقاط : 8457 تاريخ التسجيل : 03/03/2009
| موضوع: رد: المصطلح الغائب من حياة الطفل العربي السبت مارس 20, 2010 8:39 pm | |
| أبناؤنا والقراءة، ترغيبًا ورقابة يتفق المربون وأهلُ العلم على أن القراءة نافذةٌ رحبة، يطلُّ من خلالها النشء على عوالمَ ثقافية جديدة تُغني معارفهم، وتُثري مداركهم، وتُعمِّق وعيهم، وترتقي بخبراتهم، وتُضيف إلى عمرهم أعمارًا. كيف لا وهم يطالعون فيما يقرؤون خلاصةَ تجارِب المؤلفين، وزبدةَ خبراتهم في الحياة التي عاشوا أحداثَها وتقلَّبوا في متغيراتها سنين طويلة؟! أما الذين لا يقرؤون فهم محرومون من تلك الخيرات، وأمةٌ لا تقرأ هي حتمًا أمةٌ لا تفهم!!
وبإزاء الوضع المتردِّي الذي تَدَهْدَت إليه أمتنا؛ من عزوفٍ عن المطالعة، واستدبارٍ لجادَّة القراءة، وهِجران للكتاب، وجب على العقلاء كافةً، الغُيُر على أمة {اقْرَأْ} أن يتعاونوا على وضع الحلول النظرية والعمليَّة لتغيير هذه الحالة المزرية التي صِرنا إليها..
وإني لأرى أن أعظمَ ما يَحول بين أبنائنا والكتاب، ويُقيم جدارًا عازلاً بينهما، هو أن لغةَ الكتاب ليست اللغةَ الأمَّ التي اكتسبوها في طفولتهم الأولى، فأبناء العرب في أقطارهم المختلِفة تلقَّوا جميعًا اللهجات العاميَّة في بيئاتهم التي نشؤوا فيها، وحين بلغوا السابعةَ ودخلوا المدارس فوجئوا أن لغةَ الكتاب مباينةٌ لما أَلِفُوه من لسان آبائهم وذَويهم! ومن هنا بدأت الحواجزُ النفسية تُشاد بينهم وبين الكتاب، وكلما أمعنوا في التقدُّم في صفوف الدراسة ازدادت الهوَّة عمقًا، فلغة الكتاب لا تُستخدم إلا عند القراءة والكتابة، أما لغةُ الخطاب والتواصل في المدرسة والبيت والشارع.. فهي لغتُهم الأمُّ التي فُطروا عليها!
وإذا ما أردنا تحبيبَ الكتاب إلى أطفالنا، وجعلَ القراءة عادة لهم، وثقافة راسخة بينهم، فأولُ ما يجب أن نقومَ به هو العودة بهم إلى لغة القرآن، وبلاغة النبيِّ العدنان، ولسان أجدادهم من أهل الفصاحة والبيان..
ولقد خطا أستاذُنا الكبير د. عبدالله الدنان - رائد تعليم الفصحى بالفطرة والممارسة - خطوات واسعةً في هذا المضمار، من خلال تجرِبته الرائدة في إكساب الأطفال العرب -في سنيهم الأولى- اللغةَ العربية الفصيحة، وقد نجحت طريقتُه نجاحًا باهرًا فاق التوقعات، وكان من أُولى ثمرات هذا النجاح ومن أعظمها وأجداها نفعًا = تعلقُ الأطفال الشديدُ بالكتاب، والرغبةُ الوثيقة في القراءة والمطالعة..
إن تطبيقَ هذه الطريقة، وهي التواصل الدائمُ مع الطفل بالعربية الفصحى، هو بلا ريب الحلُّ الأمثل والأنجع لبناء جيل قارئ واع فَهِم مبدع..
ومن لم يتسنَّ له تطبيق تجرِبة الدنان، فعليه أن يعوِّض بأمور أُخرى، أهمها:1- توفير القصص الجميلة الملوَّنة للطفل من نعومة أظفاره، يقلِّبها بيدَيه الغضَّتين، ويتأمل في صورها، حتى يصيرَ الإمساك بها وتقليبُ صفحاتها عادة له.
2- قراءة القصص للأبناء، خصوصًا قُبيل النوم، التي غالبًا ما يحبونها ويتعلَّقون بها.
3- ومع تقدُّم الطفل في العمر يَحسُن اصطحابه بين حين وآخرَ إلى المكتبة ومعارض الكتب، ومساعدتُه في اختيار ما يُناسب عمرَه منها. 4- تخصيص جُزء من مكتبة الأسرة للطفل يضع فيها قصصَه وكتبه، ويُفضَّل أن يكون له مكتبةٌ خاصة به في غرفته.
5- تعويد الطفل ادخارَ جزء من مصروفه لأجل اقتناء القصص والكتب النافعة.
6- جعل القراءة ثقافةً منزلية ثابتة، بأن تُخصَّص ساعة يوميًّا تسمى ساعة القراءة، يجلس فيها أفراد الأسرة يقرأ كلٌّ منهم ما يحب، وفي أحد أيام الأسبوع تكون ساعةُ القراءة جماعية، يشترك فيها الجميعُ في قراءة كتاب واحد.
أما الرقابة على الأبناء فيما يقرؤون: فأنا مع التوسُّع قليلًا في إتاحة الحرية لهم، لأن الكبير منَّا قبل الصغير، إنما تُقبل نفسه على قراءة ما يحبُّ ويجد فيه المتعة. وفي مرحلة من مراحل عمر الأبناء لن يكونَ عندهم الوعيُ الكافي لاختيار الكتاب النافع، فقد يتجه بعضُهم إلى قراءة المجلات المصوَّرة التي لا طائل منها، أو مطالعة قصص المغامرات (البوليسية) التجارية، أو كتب الطرائف والنكت، أو الشغف بمجلات الرياضة والسيارات وغير ذلك..
أقولُ: إن هذه مرحلةٌ مؤقتة يحسُن بالأولياء والآباء ألا يمنعوا أولادَهم من قراءة ما يشتهون فيها، مع النصح لهم وتوجيههم إلى ما هو خيرٌ، برفق وبالتي هي أحسن.
وإن أنسَ لا أنسَ تلك الأيامَ الخواليَ، يوم كنت فتًى في المرحلة المتوسِّطة، وتعلقتُ بقراءة بعض المجلات الرياضية مثل: (ماتش)، و(الوطن الرياضي)، و(أولمبياد الكرة)، وصحيفة (الاتحاد).. كنت أنتظر كلَّ عدد جديد من أعدادها بشوق كبير، وما إن يصير بين يديَّ حتى ألتهمَ صفحاته بعينيَّ وفؤادي، كما يلتهم الجائعُ لذيذَ الطعام!
أجل كنت أقرؤها كلمةً كلمة، وأشارك في أبواب بريد القرَّاء فيها.. كلُّ ذلك جعلني أعتاد القراءة، وآلَفُ الجلوس ساعات متبتِّلاً في محرابها.. وحين بلغت المرحلة الثانوية وازداد وعيي ونَضِجَ فكري استبدلت بأكوام المجلات - التي تكدَّست عندي - سلسلةَ العالم والمفكر الإسلامي د. محمد سعيد رمضان البوطي (أبحاث في القمَّة)، لتكون نَواة مكتبتي الثقافيَّة التي غدت اليوم - بفضل الله - كبيرةً وغنيَّة بنفائس كتب التراث والفكر والثقافة، وصار الكتاب صديقيَ الأمين ورفيقيَ الصادق، لا تكتمل سعادتي ولا تأنسُ روحي إلا بالقرب منه والتواصل معه.
وبعد، فأنا مع إتاحة الحرية للأبناء، على أن تكونَ حريةً واعية منضبطة، ولا مانع من توسيع أُفُقها ما دامت في نطاق المباح والجائز شرعًا.
والله تعالى أعلم وهو الموفِّق والهادي . | |
|