كاتب الموضوع | رسالة |
---|
د. محمد راشد عضو مميز
عدد الرسائل : 192 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة السبت فبراير 20, 2010 7:47 pm | |
|
فيكتور فرانكل عالم نفس نمساوي ، كان معتقلاً في أحد معسكرات النازية أثناء الحرب العالمية الثانية وتعرض لألوان وأشكال مختلفة من التعذيب ،
والتي قصها في كتيب صغير بعنوان Man's Search For Meaning وكان يزمع طبع كميات محدودة منه وتوزيعها على الأصدقاء ،
لكنه ـ لقوة ما فيه ـ بيع منه الملايين من النسخ وتُرجم إلى 24 لغة ، وكان أهم ما استوقف فرانكل في حياة المعتقل شيء بالغ الغرابة ،
وهو انهيار أشخاص وصمود آخرين أمام التعذيب والإهانة ، خاصة عندما لاحظ أن هذا الأمر غير مرتبط بالقوة الجسمانية ،
فالضعيف يضيع والقوي يثبت ، بل وجد أن العكس في كثير من الأحيان هو الذي يحدث !
برغم منافاة ذلك لقوانين المنطق ، وبحثاً عن الإجابة بدأفرانكل يدرس المعتقلين المتواجدين معه في ضوء عدة عوامل شخصية منها الصحة والحيويةوهيكل الأسرة والذكاء وأساليب البقاء.
وبعد كثير بحث وتأمل خلص فرانكل إلى حقيقة هامة وهي أن الذي يصمد أمام صعاب الحياة مهما كانت قاسية ، هو الشخص الذي يمتلك داخله عالما خاصا به ،
عالم تظلل أفقه رؤية مستقبليه ، وتلوح في سمائه ـ رغم المصائب التي تحيطه ـ تباشير الأمل والتفاؤل ، إنها الثروة الحقيقية التي لا يستطيعون انتزاعها ،
والتي تُصبر المرء وتهون عليه الآلام والمصائب ، فمن يمتلك بداخله رؤية مستقبلية متفائلة ، فقد امتلك الدافع النفسي الذي يعصمه من الانهيار والتمزق أمام المشكلات والكوارث ،
أما من ضُرب في عالمه الداخلي وشعب إخطبوط اليأس أذرعه فيه فقد صار على مشارف الموت يقينا .
ولا عجب أن يقف العالم الجليل ابن تيمية بثبات وشموخ وقد وعى هذه الحقيقة ليقول لأعدائه ساخرا :
( خاب سعيكم .. ماذا تفعلون بي ،إن سجنتموني فسجني خلوة ، وإن أبعدتموني فنفيي سياحة ، وإن قتلتموني فموتي شهادة في سبيل الله ، يا مساكين إن جنتي في صدري ، وصدري لا سلطان لأحد عليه سوى الله ) .
وفي هذا تغنى شيخنا يوسف القرضاوي في سجنه ساخرا من تضييق الخناق عليه قائلا :
سدوا على الباب كي أخلو إلى كتبي فلي في الكتب خير خدين وخذوا الكتاب فإن أنسي مصحفي أتلوه بالترتيل و التلحين و خذوا المصاحف، إن بين جوانحي قلباً ينور يقينه يهديني الله أسعدني بظل عقيدتي.. أفيستطيع الخلق أن يشقوني؟
ـ فاسعد يا صديقي بجنة قلبك ، وأحطها بالعناية والرعاية ، والجأ إليها إذا ما تكالبت عليك الفتن والخطوب ، كن رجلاً مسقبليا ،
طموحا ، ممتلئ على الدوام بالِبشر والتفاؤل ، متأكدا بأن الله يخبئ لك المزيد من الفرح والسرور ،
بداخلك يا صاحبي تجد السعادة والطمأنينة ، فلا تبحث عنهما في غير موضعهما .
إشراقة : الجنة لكل من يحمل الجنة بداخله… هنري وارد بيتشر
انتظرونا المرة القادمة مع لا تخدعنك المظاهر
| |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
عدد الرسائل : 192 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة السبت فبراير 20, 2010 7:53 pm | |
| لا تخدعنك المظاهر
في كتابه ( أعط الصباح فرصة ) يحكي الأستاذ عبدالوهاب مطاوع ـ رحمه الله ـ قصة طريفة كان شاهدا على أحداثها ، وخبرها أن أحد أصدقاءه ذهب لإجراء جراحة مؤلمة ،
وكان الأستاذ مطاوع حاضرا معه ، وكانت تلك الجراحة ـ في ذاك الوقت ـ تصيب المرء بآلام فظيعة ، يصرخ منها أشد الرجال قوة واحتمالا كالأطفال الصغار ، فقام الصديق بإجراء الجراحة وتبعه مريض آخر لديه نفس الداء ،
يقول الأستاذ مطاوع ( وكان مع المريض الآخر أخاه ، فما أن استيقظ هذا المريض واستعاد الشعور إلا وداهمته الآلام المبرحة ، فأخذ يصرخ بشدة طالبا النجدة ، فانزعج الأخ بشدة وذهب إلى الطبيب فطمئنه إلى أن هذه الأعراض طبيعية ،
وسيظل هكذا حتى الليل وسيأتي لإعطائه حقنة مروفين ، فذهب الأخ لطمأنة أخاه فوجد صراخه قد على واشتد ، فعاد أدراجه إلى الطبيب يستجديه أن هناك خلل ما في العملية ،
ولم يتركه إلا وقد أحضره معه ، فقام بتوقيع الكشف عليه وأخبره ثانية إلى أن هذه الأعراض طبيعية وسيصرخ هكذا حتى حلول المساء ! .
وذهب الطبيب ولم يتوقف صراخ وتوسل الأخ المريض ، وعندما بلغت الحيرة مداها عند الأخ المرافق ، تذكر صديقي ، فحدثته نفسه أن يذهب إليه في الغرفة المجاورة ليرى هل يتألم مثل أخاه فيطمئن إلى أن هذا الألم طبيعي ، أم أن هناك مشكلة يحاول الطبيب إخفائها ! .
وجاء إلى صديقي المريض ولم أكن وقتها في الغرفة ، فاستأذن فوجد صديقي يرقد ساكنا ويطالعه بهدوء ، فسلم عليه فرد عليه السلام ،
وقال له : كيف حالك يا أستاذ فلان ؟
فأجابه صديقي في هدوء : الحمد لله ! .
فقال له ، كأنما يتأكد من مخاوفه : هل أنت بخير ؟
فأجابه صديقي في وقار : نعم والحمد لله ! .
فعاد يسأله من باب المجاملة والتعاطف ، خاصة وقد وجده وحيدا في غرفته : هل تريد شيئا قبل أن أنصرف
فأجابه صديقي بنفس الوقار والهدوء : نعم .. أريد أن أموت !
فلم يستطع الرجل من أن يمنع نفسه من الانفجار في هستريا من الضحك ،
وقال لصديقي : يبقى خير ! . ثم ربت على رأسه مشجعا ، وهو في قمة الابتهاج بعدما تبددت مخاوفه .
وفي الممر التقينا وروى لي ما حدث وضحكنا معا ، وسألني أين كنت فرويت له أنني كنت في مكتب الطبيب المقيم للمرة العاشرة منذ الصباح أرجوه أن يأتي معي ليطمئن صديقي إلى أن كل شيء على ما يرام ،
بعد أن ظل يصرخ بلا توقف ويستغيث بلا انقطاع ، فإذا كنت قد وجدته حين زرته ساكنا لا يصرخ فليس معناه أنه لا يتألم ، بل يتألم إلى حد العجز عن الصراخ والعويل ، وما هي إلا لحظات ويعاود الصراخ مرة أخرى ! .)
وفي هذا الموقف درس غاية في الأهمية وهو ألا ننخدع بالمظاهر ، فُرب ضاحك والألم يعتصر كبده اعتصارا ، وآخر هادئ الجنان لكن السعادة والحبور تحمله على جناحيها وتطير به في عوالمها .
وكم انخدعنا في أشخاص كنا نظن أنهم سعداء منبهرين بابتسامة مرسومة على شفاههم ، وأناقة بادية عليهم ..
لكننا عندما سبرنا أغوارهم وجلسنا واستمعنا إليهم وجدنا حياتهم أتعس بكثير مما نظن ، وأنهم مساكين حقا
فلا يخدعنك يا صديقي ضحكة ضاحك ، ولا مظاهر كاذبة .
وعش في الحياة ناظرا دائما للجوهر لا للمظهر .
ولا تحكم على أحد قبل أن تسبر أغواره جيدا .
إشراقة : لا تنخدع بضحكهم فإنهم لا يضحون ابتهاجا وإنما .. تفاديا للانتحار !!! .
فولتير
إالى اللقاء مع الفكرة القادمة وهي الحياة في سبيل الله
| |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
عدد الرسائل : 192 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة السبت فبراير 20, 2010 7:56 pm | |
| الحياة في سبيل الله
يقول الشيخ محمد الغزالي ـ رحمه الله ـ :
( إنني أريد إفهام المؤمنين أن الحياة في سبيل الله كالموت في سبيل الله جهاد مبرور، وأن الفشل في كسب الدنيا يستتبع الفشل في نصرة الدين، إن السلبية لا تخلق بطولة؛ لأن البطولة عطاء واسع ومعاناة أشد ) .
وتالله لقد صدق وأصاب بدقة ومهارة بالغة أحد أهم الثغرات في حياة المسلمين ! .
فلدى المسلمون للأسف الشديد توترا في المزج بين حياتهم الدنيوية والأخروية ،
بالرغم من أن الهدف الأهم لخلق الإنسان في الشريعة الإسلامية بعد عبادة الله هو إعمار الأرض ، ونشر الخير والجمال والفضائل فيها ،
إلا أننا نجد وللأسف الشديد أن المسلمون في مؤخرة ركب التميز ويعيشون على هامش الحياة معتمدين على ما يستوردونه ، متكلين على ثروات بلدانهم الطبيعية ، متناسين دورهم الريادي في الحياة .
شيء مخزي أن يكون أبناء الإسلام عالة على غيرهم ، والأكثر خزيا أن يلصق هذا بالورع والزهد ! .
فعش يا صديقي حياتك في سبيل الله ، كن نجما بارزا في دنيا الناس ، تألق وارتفع لتُري العالم كيف يكون المسلم الحق .
قدم للإنسانية إنجازا يكتب باسمك ، أعد للحياة شيئا من عبق ابن سينا أو ابن البيطار ، أو ابن رشد .
كن الطبيب الماهر ، أو المهندس العبقري ، أو عالم الذرة الفذ ،أو الموظف الأمين ،أو العامل المجتهد .
استمتع يا صديقي بنعم الله ، فما خلق الله الجمال إلا لنستمتع به ، شريطة أن نؤدي ثمن النعمة من شكر واعتراف بفضل الله علينا .
( الموت في سبيل الله )
مصطلح جهادي يتملك المسلم الصادق حال الشدة والمغالبة ومحاربة من يريد التعرض إلى ديننا ومعتقدنا ،
لكننا اليوم في اشد الحاجة إلى تغليب مصطلح ( الحياة في سبيل الله ) ، يجب أن تفكر وتتأمل قارئي الحبيب عن الطريقة المثلى التي يجب أن تعيش بها الحياة .
الرافعي في وحي القلم ينبهنا أنه
( إن لم نزد شيئا في الدنيا كنا نحن زائدين عليها ) ،
وما أكثر من أتو وأثقلوا الحياة بهمومهم ومشاكلهم بدون أن يضيفوا شيئا ، مسيئين لسيرتهم .. ودينهم ! .
نعم ودينهم أيضا ، فالعالم اليوم غير قابل لتصديق مقولة أن ديننا العظيم ينجب أبناء فشلة ،
رصيدنا للأسف الشديد من الإنجاز والبحث العلمي ، بل ومن الخلق الحسن والسلوك الطيب فقير جداً .
أعلم أن المشكلة ليست في الإسلام ، وأن ديننا جميل .. رائع .
الإسلام بضاعة رائجة مطلوبة ، خاصة في حياتنا المادية القاسية التي نعيشها اليوم ،
لكننا للأسف أسوء مندوبي مبيعات لتلك البضاعة ، فشله في الترويج لكنوزنا الكثيرة والتي لا تحتاج إلا لمن يطبقها كي تنطق معرفة نفسها .
عش يا صديقي حياتك في سبيل الله .. فإنه الجهاد .. وأي جهاد .
إشراقـــة : يخطئ من يظن أن غاية الحياة هي القيام بأعمال دينية بحته فقط ، فإن من غاية الحياة أيضا الحصول على السعادة التي أرادها لنا الله بطرق مشروعة فمن يطلبها بوسائلها الشريفة فإنما يحقق أيضا إرادة الله .
الأديب الروسي : تولوستوي
انتظرونا مع الخوف من الحرية
| |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
عدد الرسائل : 192 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة السبت فبراير 20, 2010 7:59 pm | |
| ------------------------------------------------
الخوف من الحرية
هل يتصور أحد أن هناك من يخشى الحرية ويُغلق دونها باب قلبه! ؟
للأسف كثر هم من يخافون الحرية ويحذرونها وذلك لأنها تضعهم وجها لوجه أمام اتخاذ القرار وتحديد المصير .
كثر ـ ويا للعجب ـ يرهبون النجاح والتفرد ، ويركنون إلى حائط الدعة والخمول طلبا لهدوء نسبي .
فللنجاح متطلبات ودوافع وتكاليف ، وللحرية ضريبة . وليس كل البشر قادرين على تحمل تلك الضرائب والتكاليف .
هناك من يرهب النجاح خوفاً من أن يرفع هذا النجاح طلباته وتوقعاته من نفسه وكذلك طلبات وتوقعات المحيطين به منه.
وهناك من يخشى الحرية لأنها تزيد من إحساسه بالمسؤولية ، وتُحمله تبعات قراره .
وليس هناك أدل على ذلك من ذهاب كثير من العبيد الذين حررهم ( إبراهام لينكولن) ـ محرر العبيد في أميركا ـ إلى سادتهم طالبين الرق ، رافضين حياة الحرية !! .
وذلك لأنهم قد تعودوا على الحياة بدون فاعلية ، بل هناك من لم يتخذ طوال حياته قرارا واحداً ، حتى وإن كان بسيطاً هيناً .
والحرية كما يُطلق عليها الأديب الأيرلندي جورج برنارد شو هي ( مرادف للمسئولية )، ولذلك يفزع منها معظم الناس.
نعم ..إنها المسؤولية عزيزي القارئ ما يخشاه كثير من الناس ، فإن من يتحملون تبعات قرارهم في شجاعة ،
ويقفون بشموخ أمام تيارات الحياة المختلفة بحلوها ومرها هم فقط الأحرار.
فلا يتملكك العجب إذن حينما ترى صديقك لا تحركه حماسة شديدة رغم ما يملك من موهبة أو قوة ما ، فإنه يرهب الحرية والنجاح .
ولا تعجب كذلك حينما ترى إنسان متواضع في قدراته ، لكن باله لا يهدأ أو يستقر أمام جموح طموحه الشديد ، فإنه حرٌ من صُلب أحرار .
ما أريد قوله يا صديقي أن بيننا مبدعين وعباقرة ، لكن قلوبهم راضية بقيود الرق والاستعباد ، لذا لا يسمع بهم أحد ، ويموتون في صمت .
وعلى الجانب الآخر هناك بسطاء أحرار ، يسمع بهم العالم ، ويسطرون بجرأتهم وإقدامهم أسمائهم في سجل التاريخ .
فكن حراً ، مقداماً ، مبادراً . أخبر قلبك أنه حرٌ ، لا يعرف الضيم أو الاستعباد .
ولا تخشى من اقتحام الصعب ، أو منازلة المستحيل ، فلا مستحيل أمام الأحرار .
إشـــراقة : معروف في تاريخ الرجال أن الهمم الكبيرة تدوخ أصحابها وأن القلوب الحية تكلف الأجساد ما لا تطيق .
محمد الغزالي
انتظرونا مع فكرة لا تستصغر نفسك
| |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
عدد الرسائل : 192 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة السبت فبراير 20, 2010 8:02 pm | |
| لا تستصغر نفسك
يُحكى عن المفكر الفرنسي ( سان سيمون ) ، أنه علم خادمه أن يوقظه كل صباح في فراشه وهو يقول
( انهض سيدي الكونت .. فإن أمامك مهام عظيمة لتؤديها للبشرية ! ) .
فيستيقظ بهمة ونشاط ، ممتلئً بالتفاؤل والأمل والحيوية ، مستشعراً أهميته ،
وأهمية وجوده لخدمة الحياة التي تنتظر منه الكثير .. والكثير ! .
المدهش أن ( سان سيمون ) ، لم يكن لديه عمل مصيري خطير ليؤديه ، فقط القراءة والتأليف ،
وتبليغ رسالته التي تهدف إلى المناداة بإقامة حياة شريفة قائمة على أسس التعاون لا الصراع الرأسمالي والمنافسة الشرسة .
لكنه كان يؤمن بهدفه هذا ، ويعد نفسه أمل الحياة كي تصبح مكانا أجمل وأرحب وأروع للعيش .
فلماذا يستصغر المرء منا شأن نفسه ويستهين بها !؟ .
لماذا لا نضع لأنفسنا أهدافاً في الحياة ، ثم نعلن لذواتنا وللعالم أننا قادمون لنحقق أهدافنا ،
ونغير وجه هذه الأرض ـ أو حتى شبر منها ـ للأفضل .
شعور رائع ، ونشوة لا توصف تلك التي تتملك المرء الذي يؤمن بدوره في خدمة البشرية والتأثير الإيجابي في المجتمع .
ولكن أي أهداف عظيمة تلك التي تنتظرنا !! ؟
سؤال قد يتردد في ذهنك عزيزي القارئ .
وأجيبك ـ وكلي يقين ـ بأن كل امرء منا يستطيع أن يجد ذلك العمل العظيم الرائع ، الذي يؤديه للبشرية .
إن مجرد تعهدك لنفسك بأن تكون رجلا صالحا ، هو في حد ذاته عمل عظيم .. تنتظره البشرية في شوق ولهفة .
أدائك لمهامك الوظيفية ، والاجتماعية ، والروحانية .. عمل عظيم ، قل من يؤديه على أكمل وجه .
العالم لا ينتظر منك أن تكون أينشتين آخر ، ولا أديسون جديد ، ولا ابن حنبل معاصر .
فلعل جملة مهاراتك ومواهبك لا تسير في مواكب المخترعين و عباقرة العلم .
لكنك أبدا لن تُعدم موهبة أو ميزة تقدم من خلالها للبشرية خدمات جليلة .
يلزمك أن تُقدر قيمة حياتك ، وتستشعر هدف وجودك على سطح هذه الحياة ، كي تكون رقما صعبا فيها .
وإحدى معادلات الحياة أنها تعاملك على الأساس الذي ارتضيته لنفسك ! .
فإذا كانت نظرتك لنفسك أنك عظيم ، نظرة نابعة من قوة هدفك ونبله . فسيطاوعك العالم ويردد ورائك نشيد العزة والشموخ .
أما حين ترى نفسك نفرا ليس ذو قيمة ، مثلك مثل الملايين التي يعج بهم سطح الأرض ،
فلا تلوم الحياة إذا وضعتك صفرا على الشمال ، ولم تعبأ بك أو تلتفت إليك .
قم يا صديقي واستيقظ ..!
فإن أمامك مهام جليلة كي تؤديها للبشرية .
إشــراقة : عندما تطمح في شيء وتسعى جاداً في الحصول عليه ، فإن العالم بأسره يكون في صفك .
باولوكويلو
انتظرونا مع حاصر قلقك
| |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
عدد الرسائل : 192 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة السبت فبراير 20, 2010 8:07 pm | |
| حاصر قلقك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
القلق داء عضال ، يهجم على النفس فيخنقها ، ولا يدعها إلا ركام وأطلال .
ولقد بحث ذوي الألباب والأفهام عن دواء لهذا المرض الفتاك ، وأفنوا أعمارهم في تتبع آثاره ودوافعه ،
باحثين عن الطريقة المثلى لزهقه والتغلب عليه ، يحكي الباحث الأميركي ديل كارنيجي حكايته مع هذا المرض
ويقول: (عشتُ في نيويورك أكثرمن سبع وثلاثين سنة , فلم يحدث أن طرق أحدٌ بابي ليحذِّرني من مرض يدعى القلق ,
هذا المرض الذي سبب في الأعوام السبعة والثلاثين الماضية من الخسائر أكثرمما سببه الجدري بعشرة آلاف ضعف ,
نعم لم يطرق أحدٌ بابي ليحذرني أنَّ شخصاً من كلِّ عشرة أشخاص من سكان أمريكا معرّض للإصابة بانهيار عصبي مرجعه في أغلب الأحوال إلى القلق!!.) .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وأمضى كارنيجي حياته في مساعدة البائسين ، صرعى القلق والاضطراب ،
إلى أن خلص في الأخير إلى روشتة ذهبية نصح بها كل من يبحث عن دواء للقلق
وهي: انشغل دائما ، واهرب من فخ الفراغ ..
لا تحزن علي ما فات..لا تبالغ في الخوف والاهتمام بما سيأتي..
ويؤكد منهجه هذا قائلا: إن من مبادئ علم الطبيعة..
أن الطبيعة ضد الفراغ وأنك لو ثقبت مصباحا كهربائيا مفرغا من الهواء..
فإن الهواء يتسلل إليه علي الفور ويملأ كل فراغه، وكذلك العقل فهو إذا خلا مما يشغله تسللت إليه الهموم وتمكنت منه.
يتفق مع كارنيجي المفكر الأيرلندي جورج برنارد شو حيث يجيب على سؤال عن القلق والتعاسة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وكيفية التغلب عليهما بقوله : (إن سر الإحساس بالتعاسة والاضطراب هو أن يتوافر لديك الوقت لتتساءل هل أنت شقي أم سعيد ! ) .
تؤكد هذه النظرية تجربة عاشها أحد الجنرالات أثناء أحد الحروب حيث وجد نفسه فجأة وحيدا بين ثلوج القطب الجنوبي
فيقول : في الليل قبل أن أطفئ المصباح لآوي إلى فراشي كنت أرسم لنفسي سيناريو لعمل الغد ،
فأخطط في خيالي جدولا
فأقول : سأقتطع ساعتين لتنظيف الثلوج من أمام خيمتي ، وساعة أخرى لعمل نفق خلف الخيمة ،
وساعة لعمل منضدة للطعام ، وساعتين لإصلاح الزحافة .. ، ولا أدع لنفسي دقيقة فراغ واحدة .
ولو لم أفعل ذلك ، لكن الثمن حياتي .. أو عقلي .
ولقد أثبتت الإحصائيات أن حالات الانتحار تقل كثيرا أثناء الحروب وذلك لشعور الناس أن هناك مهمات وتحديات يجب عليهم مواجهتها ،
ويضعف لديهم الشعور بالفراغ ووحشة الوقت .
إن الانشغال بمهامك العظيمة صديقي القارئ ،
والتركيز على أدوارك في الحياة والاهتمام الخالص بها ، كفيل بألا يسلمك إلى القلق والتوتر والضغط العصبي .
والإنسان منا كلٌ لا يتجزأ ، لديه احتياج روحاني ، ومادي ، واجتماعي ، وجسدي ، فإذا ما رتبت حياتك ،
بحيث تعطي لكل جانب من جوانب حياتك حقها من الاهتمام والعناية والدأب والعمل ، فثق يقينا أن القلق لن يطرق باب قلبك أبدا .
لن يرضى الله عنك إذا انقطعت في مسجد ساجدا راكعا ، مهملا واجبك تجاه الناس والإنسانية ،
كما لن يرضى عنك ـ كذلك ـ إذا ما هجرت جانبه ، ونسيت حقه عليك ، وانشغلت بالكسب المادي فقط .
إن الروشتة العظيمة للتغلب على القلق ،
أن تضع لنفسك أهداف سامية وتنشغل بالوفاء بها ،
أن تحاصر جيوش ( التوتر ، وضيق الصدر ، والاكتئاب ) قبل أن تهجم عليك ، أو تقترب من أسوار حياتك .
الراحة في أن تعيش حياة متزنة ، معطيا لكل ذي حق حقه ،
ناثرا من عرق جهدك على أرض أحلامك ما يكفي لإنعاش بذور الطمأنينة والرضا وراحة البال بداخلك.
اشراقة : قلة الحركة تثمر الشك والخوف.
كثرة الحركة تثمر الثقة والشجاعة.
إذا أردت قهر الخوف، لا تقبع في بيتك مفكرا فيه،
بل اخرج واشغل نفسك .
ديل كارنيجي
انتظرونا مع فكرة لعبة المال
| |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
عدد الرسائل : 192 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة السبت فبراير 20, 2010 8:11 pm | |
| لعبة المال
كلنا يطمح في أن يملك أطراف الدنيا بين يديه .
ومعظمنا يوجز كل أحلامه وأمانيه ومنتهى غايته وأمله في المال ، ويرجع بؤسه وألمه واضطراب حياته إلى قلة موارده المادية .
يقول أحد من أفنوا حياتهم في جمع المال ، الملياردير الأمريكي الشهير( بول جيتي) :
( إن المال لا يستطيع شراء الصحة ولا السعادة ولا الحنان ولا سهولة الهضم ) ! .
ما أخطر ( لعبة المال ) ، والتي تجبرنا أن نصرف جل تفكيرنا واهتمامنا وجهدنا في الحصول عليه ، ظانين أننا في النهاية سنمتلك السعادة التي نطمح إليها .. وهيهات .
لن يستطيع أحد إنكار ما للمال من أهمية وقوة ، أو إغفال ما له من تأثير وسحر ، وأنه يدعم بلا شك من يريد أن يكون سعيدا . لكنه أبدا ليس جوهر السعادة ومنبعها ،
وليس هناك أبسط من أن تقلب ناظريك في الحياة لترى كثر من أصحاب الملايين ، تخاصمهم السعادة ، ويرافقهم البؤس والشقاء في كل خطوة من خطواتهم .
نعم هناك أغنياء سعداء ، لكنك لو فتشت لديهم لوجدت المال عنصرا ضئيلا جدا في منظومة السعادة ، وأن المحرك الأول ،
والمحور الأهم هو الرضا والقناعة وطمأنينة النفس وهنائها .
والرسول ، يخبرنا بسر خطير من أسرار لعبة المال ، من فقهه وأحسن فهمه وإدراكه كان في السباق متصدرا ،
يقول : (من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، ثم أتته الدنيا وهيراغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولن يأته منالدنيا إلا ما قُدر له ) .
وليس المقصود بـ (الآخرة همه) هو ترك الدنيا وزهد الحياة ، وإنما في الارتقاء في الطلب والترفع عن الركض اللاهث خلف الدرهم والدينار ،
فإحدى حكم الأيام أن الدنيا وزينتها كالمرأة اللعوب تأتيك إذا ما أعطيتها ظهرك ، و تجافيك إذا أقبلت عليها في لهفة وشوق .
وكلما كان المرء منا شديد الثقة في الله ، مطمئنا إلى أن رزقه لن يذهب لغيره ، مدركا لفلسفة الرزق ،
متيقنا بأن نعم الله لا يمكن النظر إليها من الزاوية المادية فحسب ، كلما كان نصيبه من كعكة السعادة أوفر .
وما أجمل قول نبي الرحمة ، وهو يهيب بكل جازع أن يهدأ ويستكين ، ويطمئن جنانه إلى أن نصيبه من الرزق لن يأخذه غيره ، وأنه آتيه لا محالة ،
إذ يقول : (ليس الغنى عن كثرة العرض إنما الغنى غنى النفس. وإن الله عز وجل يؤتي عبده ما كُتب له من الرزق ، فأجملوا في الطلب ، خذوا ما حل ودعوا ما حرم ) .
ما أشد ما يعتصر قلبي من ألم وحزن وأنا أرى صديقا لي ، أوتي من نعيم الدنيا الشيء الكثير ،
فهو في عيون أقرانه الأغنى والأكثر نفوذا ، والأسعد حظا .
لكن قلبه يقطر ألما وهو ينظر للأطفال وقد حُرم من الإنجاب .
وأكاد أجزم أنه لن يتواني لحظة في التضحية بما لديه من نعم الحياة ،
من أجل كلمة ( أبي) يرددها على سمعة طفل من صُلبه .
حمدا لله ، على قلب ينبض ، وعين ترى النور ، ويد تصرف الأمور ، وقدم تحملنا إلى حاجتنا بدون مساعدة من أحد .
حمدا لله على زوجة نأوي إليها ، وبيت يضمنا بين زواياه ، وعمل يكفينا مذلة السؤال .
الحمد لله على ستره الجميل ، وعطائه الجزيل ، وكرمه الممدود .
هل تريد أن تدرك يا صديقي سر المال ؟ .
سل من قُطعت يده ، بكم يشتري يداً ؟.
ومن فقد قدما ، بكم يشتري قدما ؟.
ومن حُرم الأبناء بكم يشتري طفلا ؟
ستعرف وقتها ، أن تأنقك في الحياة ، ومشيك مختالا بصحتك الوارفة ،
هازا زراعيك في الهواء ،
رافعا رأسك في ثقة لا يقدر بثمن .
وأن لعبة المال .. لا يربح فيها أحد .
إشراقة :
إن رجلاً بلا مال هورجل فقير، ولكن الأفقر منه ـ إذا أردنا أن نغوص نحو الأعماق ـ رجل ليس لديه إلاَّ المال .
د. عبدالكريم بكار
انتظرونا فى المرة القادمة مع فكرة الحقيقة
| |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
عدد الرسائل : 192 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة السبت فبراير 20, 2010 8:15 pm | |
| الحقيقة
دائما ما يرفض غروري الاقتناع بأن الحياة ستمضي طبيعية جدا ، حينما أرحل عنها وأوارى التراب ،
صعب على نفس أحبت الدنيا وتعلقت بها أن تؤمن أن الحياة لن تتوقف دقيقة أو حتى ثانية من أجل رحيله ،
فالكون دائر ، والبشر ماضون ، وكلٌ على حاله ..
كل ما هنالك أنني لست موجود .. قد يقف البعض حزنا علي لبرهة من الزمن ، لكنهم سيمضون إلى أعمالهم ومشاغلهم ، وكل ما يربطني بهم .. ذكرى .
وتالله إنها الحقيقة التي نحتاج أن نذكر بها نفوسنا بين حين وآخر ..
فمهما كبرنا وعلونا وحزنا من المكانة والرفعة والشرف ، إلا أن الحياة لن تتخبط بدوننا وتضطرب .
والقبور مليئة بأشخاص خيل لهم الغرور والكبر أن الحياة لن تمضي بدونهم ،
وها هي الحياة تسير بروتينها المعهود ، وهم مجرد تاريخ سابق ،
يدلل عليه شاهد رخامي مكتوب عليه اسم ولقب وتاريخ وفاة .
وخير لي ولك قارئي الحبيب أن ندرك أن الدنيا مزرعة الآخرة ، فحينها سنطفئ جزع النفس الطامحة في الخلود ،
ونطمئنها أن هناك حياة أروع وجنة عرضها السموات والأرض .
سنرتاح كثيرا حينما يقر في وجداننا أن تلك الحياة والتي لا نود مفارقتها ، ليست سوى صورة خادعة براقة ،
وأن النعيم الحق ، والخلود الدائم ، في جنة لا تنال إلا برضوان الله وطاعته .
سنزهد وقتها في طلب الخلود ، وسنجتهد في غرس بذور الخير هنا ، كي نرى ثماره يانعة هناك ،
ونجد السير هنا كي نرتاح هناك .
كان أبو بكر -رضي الله عنه- يقول: "لا تغبطوا الأحياء إلا على ما تغبطون عليه الأموات" .
فهل يمكن أن نغبط ميتاً على مال ورثه ، أو أراضٍ خلفها ، أو عقار يتقاسمه ورثته في سعادة وحبور ..!؟
إن ما نغبطه عليه حقا هو عمل عظيم يعيش بعد موته ينافح عنه ، ويدخل معه قبره ليؤنسه إذا ما ذهب عنه أهله وأصحابه .
إن العقل الإنساني متى ما وُهب الحكمة ، سيدرك جيداً أن الدنيا بطولها وعرضها ظل زائف ،
وأن التعامل الأمثل معها لا يكون إلا في تسخيرها من أجل الأعمال العظيمة التي توضع في صندوق الحسنات والأعمال الطيبة .
وأنظر معي لقول وليم جيمس ـ أبو علم النفس الحديث ـ إذ يقول ( إن الاستغلال العظيم للحياة هو أن نقضيها في عمل شيء ما يبقى معنا بعد الحياة ) .
طف بعقلك في المشرق والمغرب ، ولن تجد حكيما أو فيلسوفا ، إلا وأدرك تلك الحكمة ووعاها ..
أن الدنيا مزرعة الآخرة .
بعد كل هذا .. أعود لأسأل نفسي ثانية : هل ستستمر الحياة بعد موتي ؟!
و أجيب بطمئنينة بال : نعم ستستمر بكل تأكيد .
لكنني لن أجزع لذلك ، طالما أحمل معي زادي من التقى واليقين والعمل الصالح .
إشراقة : سر على الأرض هونا فقد عاشت هذه الأرض بدونك ملايين السنين ، وأغلب الظن أنها سوف تفعل ذلك مرة أخرى .
محمد عفيفي انتظرونا مع انتقي خلانك
| |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
عدد الرسائل : 192 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة الأحد مارس 07, 2010 5:35 pm | |
| انتقي خلانك من منا يستطيع العيش بلا أصدقاء وخلان وندماء ! .
أي بهجة للحياة إن خلت من أصدقاء يشاركوننا إياها ، نأنس بهم ونؤنسهم ،
نعطيهم ونأخذ منهم ، نهب إليهم لنشكو قسوة الأيام وتقلبات الدهر .
وقد أفرد الفلاسفة والحكماء في سمات الخليل ، وعددوا له صفات يجب أن يتحلى بها ، قبل أن نركن إليه ونسمه بالوفاء .
لكنني أحببت أن أحذرك يا صديقي من صنف من الأصدقاء ، يهبط معهم الواحد منا ولا يرتفع ، ينغصون عليه حياته ، ويصبغون أيامه بلون داكن قاتم كئيب .
نعم .. هناك صديق قادر في جلسة واحدة على تعكير صفو أيامك بآرائه المعوجة ،
وتضييق صدرك بشكوكه السوداء ، وخلق مساحة من التشاؤم في نفسك بقدرة عجيبة خارقة ! .
وهذا الصديق تعرفه بأوصاف عدة فهو كاره للبشر بصفة عامة ، قد يكون ناجح في عمله أو غير ذلك ،
لكنه يقيننا أفشل الخلق في علاقاته الاجتماعية ، لا يستفيد منه من يعرفه شيئا سوي تسميم روحه بالعداء للبشر..
وسوء الظن فيهم...وتوقع الشر قبل الخير منهم، إلي جانب تشويه القيم وإنكار فضائل الآخرين..
إننا حينما نتحدث مع أشخاص متشائمون يحدث شيء عجيب ، حيث تختفي دائما أي بوادر للأمل وتنتشر فوق الرؤوس سحب التشاؤم واليأس ،
و لا تجود القريحة بأي شيء من التفاؤل أو المرح أو الأفكار والخطط الجديدة المبدعة .
فاهرب من هذا الصنف يا صاحبي وابتعد عنه ، وابحث عن ذلك الصديق الذي تحلق معه في آفاق الجمال ،
الذي يبث فيك كل حسن ، ويلهب مشاعرك دوما بكريم طباعه وأخلاقه .
ابحث عن الصديق الذي عناه الكاتب الأمريكي إيمرسون بقوله :
إنني أنشدُ صديقا يحرك حماستي وتفاؤلي تجاه الحياة ، ويشجعني علي أن أصنع ما أستطيع صُنعه،
ولست أريد صديقا يثبط عزيمتي بخمود روحه ويأسه من كل شئ فأنكص عن أداء ما أستطيع أداءاه لو تحليت بصفة الحماس!.
ومما روي عن يوليوس قيصر أنه لم يكن يستقبل في بلاطه سوى أصحاب الوجوه الضاحكة المستبشرة ،
وكان حجته في ذلك أن الابتهاج عدوى كما أن الاكتئاب عدوى كذلك ! .
فانتقي أصدقائك يا صاحبي ، ولا تلقي بنفسك في فلك امرء متشائم ، سيء الطلعة والطالع .
فيضيق عليك حياتك الرحبة ، ويغطي عينيك عن رؤية جمال الكون وروعته .
إشــراقة : ابتعد عن صغار الناس الذين يقللون من شأن طموحاتك، لأن عظماء الناس هم من سيجعلونك تشعر أنك قادر على تحقيق ما هو أكثر من طموحاتك هذه.
مارك توين . إلى اللقاء مع الفكرة القادمة والتي بعنوان ليس مستحيل أن تكون مليونيرا .. | |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة الأحد مارس 07, 2010 5:37 pm | |
|
كريستوفر و ليندا زوجان مُحبان ، تزوجا وعاشا سنوات زواجهما الأولى في كفاح مع الحياة ومصاعبها . وعندما قرر الزوجان القيام بمشروع خاص صغير نصحهما أحد الأصدقاء بأن يشتريا بكل مدخراتهما أجهزه طبية خاصة بعمل الأشعة للمرضى ، وأخبرهما أن كريستوفر يستطيع بمهارته الشخصية تسويق تلك الأجهزة والحصول على أرباح خيالية . وبناءً على نصيحة الصديق اشترى الزوج الأجهزة ، وأصبح أمام عمله الجديد ! . وللأسف لم يستطع كريستوفر بيع جهاز واحد طيلة الثلاث أشهر الأول ! ، واكتشف كم كان غر ساذج عندما اشترى جهازا قد انتهى زمنه ، وأن الشركة التي صنعته ، قد طرحت بديلا عنه أفضل منه في الإمكانات وأقل منه في الثمن !! . وتعرضت الأسرة لكارثة اقتصادية حقيقية ، وتراكمت عليها الديون ، مما دعا بالزوجة أن تعمل في عملين متتاليين يقضيان على ساعات يومها بالكامل . وحاول الزوج التخلص من الأجهزة بأي ثمن كي يستطيع إعالة زوجته وطفله ذو الخمسة أعوام فلم يستطع ، وشيئاُ فشيئاً ومع تدهور الأحوال وازدياد الديون ،أصاب الزوجة اليأس فقررت أن تهجر زوجها ، و لم يستطع الزوج المحطم عمل شيء ليحافظ على أسرته الممزقة سوى الاحتفاظ بالطفل معه بالرغم من ظروفه السيئة ، وتتركه زوجته وتزداد الأمور سوء .. لم يستطع كريستوفر دفع إيجار المنزل ، فطردهما صاحب البيت ، ليجد نفسه وطفله في الشارع مشردين ضائعين ،
ينامان في الحمامات العامة ودور الإيواء ، بل وفي أوقات كثيرة في أقسام الشرطة . وفي وسط هذا الجو المشحون القاتم ، قرر كريستوفر أن يقبل تحدي الحياة ! ، فبدأ في بث الأمل والتفاؤل في نفسه و صغيره ( كريس) ، ثم أخذ في تحديد مصيره !!! . فتش كريستوفر في حقيبة أحلامه ، فوجد حلما طالما راوده في صحوه ومنامه ، وهو العمل في سوق الأوراق المالية ! . وبالفعل تقدم لدورة تدريبية في إحدى شركات البورصة ، التي أعلنت أن الأول في الدورة سيتم توظيفه فيها ، لكن المشكلة الكبرى أن فترة التدريب ثمانية أشهر بدون أجر . قرر كريستوفر حينها أن يفعل المستحيل ،
أن يستنفر كل نقطة عزم وإرادة وقوة في وجدانه ، يعمل نهارا ويذاكر ليلا ! . الرجل الذي فشل في العمل يريد أن يعمل ويدرس !!!!! . ثمانية أشهر من التحدي ، يخرج كريستوفر راكضا في الصباح ليلحق بالعمل ، ويركض في الظهيرة ليلحق بالدورة التدريبية ، ويركض في المغيب لإحضار طفله من المدرسة ، ويركض مساء كي يهنأ ببعض الضوء في الملجأ ليذاكر عليها قبل أن يطفئوا الأنوار ... ترى هل أنهى كريستوفر دورته ، وفاز بالوظيفة ؟ هل انتهت آلامه وأحزانه ومشاكله ، وصار لديه بيتا يأويه هو وطفله ؟ أي شخص اليوم يتسنى له زيارة نيويورك يستطيع زيارة شركة (CEO of Christopher Gardner International ) ، والتي يملكها كريستوفر الابن ، ويستطيع أن يرى بنفسه حجم الأعمال والأرباح التي تدرها الشركة . لقد نجح كريستوفر في الاختبار وفاز بالمركز الأول ، ولم يتوقف طموحه ، فتدرج في عمله ، وخطا خطوات واسعة ، حتى كون ثروة تقدر بالملايين ! . إنها العزيمة التي لا تعترف بيأس ، والطموح الذي لا تهزه رياح التعب ، والإيمان بقوة الهدف ، والسعي إليه . لن تكون في بؤس كريستوفر ، وبالتأكيد لم تعاندك الأيام كما عاندته . هل نمت في حمامات عامة ، أو ملجأ للمشردين ؟ هل هجرتك زوجتك يأسا من حالتك ؟ هل تخبطت وطفلك في الشوارع تبحثون عن ركن دافئ يقيكم برد الشتاء وأعين الشرطة ؟ في أقسى درجات الشدة والمعاناة واليأس ، قرر بطلنا أن يكون مليونيرا .. ونجح . في أحلك فترات عمره وأشدها قسوة قرر أن يكون شيئا ذو قيمة .. وأصبح . هدفك الواضح .. تصميمك الراسخ .. صبرك الجميل .. إيمانك بالله .. ثقتك في قدراتك . هي أدواتك كي تصبح مليونيرا إن أحببت . ومهما كان موضعك أو موقفك من الحياة .. تستطيع أن تفعلها كما فعلها كريستوفر . إشـــراقة : شر المال ما لزمك الإثم في كسبه وحرمت الأجر في إنفاقه... جعفر بن يحيي انتظرونا مع الفكرة القادمة حصريا في رمضان
| |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة الأحد مارس 07, 2010 5:39 pm | |
| ليس هذا هو رمضان الذي أعرفه ..!
أو لأكن أكثر دقة وأقول " ليس هؤلاء ضيوف رمضان اللذين أألفهم" !.
أين ضيوف رمضان القدامى المخلصين ..
صوت الشيخ محمد رفعت يصدح قبل المغرب، مبشرنا بفرحة الإفطار، وقبلها بشارة بالقبول والثواب ..
أين حديث الشيخ الشعراوي أجلس أمامه ـ طفلا وشابا ورجلا ـ في استمتاع وهو يفسر بعض أيات من كتاب الله الحكيم ..
أين روح الطفولة التي كانت تدفعنا لنحمل فوانيس رمضان ونركض في سعادة والأهل ينهروننا ألا نصنع ضجة أمام المسجد فنوشوش على المصليين في التراويح ..
أين دفء العائلة التي كانت تلتف حول مادة طعام شهية، لكن دون تبذير ..
لم يكن في رمضان الذي فارقني منذ زمن "حصريات" ..
لم يكن فيه 40 مسلسل ..
لم يكن فيه إفطار راقص، أو سحور على التخت الشرقي ..
لم نكن في حاجة لأن " نسأل مجرب من رمضان اللي فات" عما يمكن أن نضيع فيه رمضان، فلم يكن حرصنا على خسارة هذا الشهر ملحا كما هو الآن ..
لم أكن محتاجا لأن أصل الليل بالنهار كي أفوز بالكعكة الكبرى من البرامج والمسلسلات ..
كنا في الماضي ننتظر رمضان شهرا كاملا، فلا عجب أن يكون أول يوم فيه، أقرب للقاء العشاق والمحبين .
اليوم يأتي رمضان ويمر وينتهي دون أن نشعر به ..
وبحثا عن رمضان هذا العام قررت أن أفعل ما تمليه علي شقاوة الطفولة ..
هذا الفانوس " بشمعة" أمامي، لا أخفيكم سرا بحثت عنه كثيرا حتى وجدته ..
وهذه اسطوانة الشيخ محمد رفعت تصدح في جهاز الكمبيوتر ..
وتلك بعض حلقات من تفسير الشيخ الشعراوي، على اسطوانات كنت أحتفظ بها منذ زمان جاء وقت سماعها ..
لكن تبقى شيء أخير لم أفعله، أستسمحكم في الذهاب للنيل من ذلك المزعج الصغير ..
ولكن أين .. أين ..
أظنكم توافقوني على أن خزانة الملابس هي أفضل موقع يمكن أن يرقد فيه جهاز التلفاز حتى انتهاء الشهر .. أليس كذلك ؟انتظرونا مع الفكرة القادمة بعنوان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] | |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة الأحد مارس 07, 2010 5:41 pm | |
| تآلف مع النقد
حالة استنفار قصوى تتملك المرء منا حينما يتم توجيه نقد إلى ذاته .
فكلنا ننظر إلى النقد على أنه اعتداء على شخصيتنا ، ومحاولة شريرة لإبراز عيوبها .
لذا نشمر الساعد ، ونتأهب في شراسة لسحق أي معتدٍ على ذواتنا .
والحقيقة يا صديقي أننا جميعا ـ وبلا استثناء ـ بشر غير معصومين ، وأن النقد هو الذي يرفعنا ويقربنا من إنسانيتنا ، هو وحده القادر على شحذنا كي نطور من أنفسنا ونستدرك أخطائنا ، هو الذي ينقينا ويدفعنا إلى الكمال والمثالية .
لكن معظمنا يخشى النقد لتوهمنا أن النقد يخبرنا والآخرين أننا أقل مما نحن في الحقيقة ، أو لأننا نرى النقد جرح لكرامتنا،
أو لأن النقد سيدفعنا إلى تغيير وضع ما لا نريد تغييره ، أو لأن الناقد غير مقبول لدينا ، أو لأننا ـ في حقيقة الأمر ـ نمتلك من الغرور ما يجعلنا لا نقبل توجيه من أحد ! .
انظر معي لأكرم وأكمل خلق الله محمد ، في غزوة بدر ، حينما أتاه الخباب بن المنذر ليخبره في أدب أن المكان الذي خيموا فيه ليس استراتيجيا ، وأن لديه خطة وتصور أفضل من الخطة الحالية !! .
إنه استدراك على القائد ، وأي قائد .. أعظم خلق الله ، فما الذي فعله الحبيب .
استمع إلى صاحبه حتى إذا ما انتهى ، أمر جنوده بتنفيذ أوامر الخباب بن المنذر .
القلوب العظيمة يا صديقي تقبل النقد بهدوء نفس وبساطة ، فتنظر فيه بروية وتدبر ، فإن كان إيجابيا حقيقيا شكر صاحبه وأجزل له الثناء ، وإن كان نقدا جائرا ظالما أفحم الناقد بهدوئه وصبره وحلمه .
يقول عمر بن الخطاب : (رحم الله امرَأً أهدى إليّ َعيوبي) ، إنه ينظر إلى النقد على أنه هدية ، وهذا عُمق وحكمة ودراية ،وحينما نستعرض كتب التاريخ وأحوال العظماء فإننا لن نجد عظيما أو نابغة معتدا برأيه صاماً أذنه عن قبول النقد والتقويم.
إن الأشجار الضخمة اليانعة عندما ترفض التكيف مع مستجدات المناخ ، وترفع أغصانها عاليا في كبر واعتزاز غير عابئة بنداءات الطبيعة ، تموت وتلفظها الحياة .
يراها الناس فيُخدعون بشموخها وعلوها . وهي في حقيقة الأمر ليست سوى جماد لا حياة فيها ، يجب أن تُقطع لتكون منضدة أو كرسي أو خشب للمدفأة !! .
فليكن صدرك واسعا ، وروحك سمحة ، واقبل النقد باسم الثغر سعيد ، اسكب على أعصابك ماءً باردا ضد النقد الجائر الظالم .. وستجد أن حياتك أصبحت أكثر هدوءا وسكينة ونضج .
إشـــراقة : لكي تتجنب النقد لا تعمل شيئا، ولا تقل شيئا، ولا تكن شيئا
ألبرت هابارد انتظرونا فى المرة القادمة مع طالب بحقك في الاسترخاء | |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة الأحد مارس 07, 2010 5:43 pm | |
| دخل عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز ذات يوم على أبيه وهو في نوم ضحى
فقال: «يا أبت إنك لنائم وإن أصحاب الحوائج لقائمون ببابك؟!»
فقال: يا بني إن نفسي مطيتي.. فإن جهدتها قطعتها.. ومن قطع المطية لم يبلغ الغاية.
واليوم وفي زحمة الحياة وضغوطها، ظن كثير ممن أسرتهم مشاغل الدنيا أن إهمال الراحة والاسترخاء والاستجمام دليل على جديتهم في امتلاك زمام الأمور،
وأنتج هذا نوعاً من الأمراض التي لم تكن موجودة قبل ذلك مثل (الاضطراب، والتوتر، والانفعال الزائد، وغيرها من الأمراض النفسية التي تتولد من الضغوطات المختلفة)،
مما دعا علماء النفس إلى التأكيد على أهمية أن يأخذ المرء مساحة من الاسترخاء والراحة تتناسب طرديا مع المجهود الذي يبذله.
وشدد المختصون على خطورة الاندماج اللاواعي في طاحونة الأعمال التي لا تنتهي، ودعوا إلى أهمية أن ينظر المرء إلى وقت الراحة والاسترخاء بنفس ذات النظرة ـ الهامة ـ التي يرى بها أعماله ومشاغله.
إن الراحة والاسترخاء ليسا ترفا، ولا يجب أن ننظر إليه على أنه وقت آخر ضائع، بل يجب أن نضع له مكانا في قائمة أعمالنا، ونكافح من أجل أن نقتنصه في زحمة الحياة.
إن ضحايا التوتر والشد العصبي لكثر.. وجل أمراض السكر وضغط الدم تتأتى من انهماك المرء المبالغ فيه في العمل، والتركيز التام في مشكلاته وتفاصيله.
ولقد توقفت متأملاً أمام رسالة بعث بها نابغة العرب الأديب مصطفى صادق الرافعي إلى أحد أصدقائه يشكو فيه انغماسه التام في العمل مهملا لدقائق الراحة والاسترخاء
قائلا: (أنا لا أزال بين مريض وصحيح، وقد كان مرضي إنذارا لي من طبيعتي فلو تماديت في العمل لهدمت نفسي هدما لا يرمم، ولا بد لي من ترك دماغي وشأنه سنة كاملة، لا يكون همي فيها إلا الرياضة والهواء، حتى يتجدد ما اندثر ويشتد ما ضعف، ولعل الله يعقب بعد عسر يسرا).
ما أجمل هذا الوصف، وما أعمق تفسير الرافعي لتلك المشكلة التي ألمت به.
وعلى الجانب الآخر فإن الاسترخاء يعطي نتائج إيجابية عالية، نرى ذلك جليا في رد رئيس وزراء بريطانيا القوي (وينستون تشرشل)
والذي قاد بلاده للنصر في الحرب العالمية الثانية على سؤال عن كيفية الصمود أمام الاكتساح الألماني والذي أطاح بمعظم دول أوربا في بداية الحرب،
فأجاب: بالنوم ساعة واحدة بعد الظهر!.
وعلل ذلك بأنه رجل يعرف جيدا كيف ينظم وقته، ويقتنص ساعة يوميا يسترخي فيها، ويصفي فيها ذهنه من المشاغل والمشاكل، فلا يضطر ـ تحت الضغط ـ إلى اتخاذ قرارات مشوشة غير منضبطة تضر بلاده
فتعلم يا صاحبي كيف تنظم وقتك جيدا، وتحتفظ لنفسك بساعة أو أكثر تريح فيها ذهنك، وتعيد إليه صفاءه ونقاؤه.
حاول أن تكون للرحلات الترفيهية أهمية في جدول أعمالك.
نمي هوايتك التي تستمتع بممارستها، والجأ إليها حين تشعر بالإنهاك والإجهاد.
استنشق من هواء هذا الكون بعمق، فاتحا ذراعيك، معانقا الكون بأسره قبل أن تسقط أسيراً لأمراض لا يداويها إلا الله.
لا بأس على المسلم أن يلهو ويمرح ويتفكه، على أن لا يجعل ذلك عادته وخلقه، فيهزِل في موضع الجد، ويعبث ويلهو في وقت العمل.
عمر بن عبد العزيز انتظرونا مع عصفور السعادة | |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة الخميس مارس 11, 2010 2:41 am | |
| عصفور السعادة
زار أحد الشباب وكان اسمه ( جبر) إحدى المدن ، وقرر مضيفوه أن يطوفوا به البلدة ترحيبا بمقدمه ، وفي نهاية الجولة مروا قريبا من المقابر ،
فدنا (جبر) من شاهد إحدى القبور فوجد مكتوبا عليه : هذا قبر فلان بن فلان ولد سنة 1910 وتوفي سنة 1975 ، وعاش 7 سنوات ،
ومر على شاهد آخر فوجد مكتوبا عليه هذا قبر فلان بن فلان ولد سنة 1922 وتوفي عام 2000 وعاش 4 سنوات !! .
ومر على ثالث ورابع ، وكل شاهد مكتوب عليه تاريخ ميلاد وتاريخ وفاة ، وحساب للسنوات التي عاشها صاحب القبر لكنها غير دقيقة ،
فتساءل عن السر ، فأخبروه أنهم يحسبون لمن مات عدد السنوات التي عاشها بعدد الأيام السعيدة التي قضاها في الحياة ويُسقطون تلك الأيام التعيسة والحزينة فلا تستحق أن تُحسب من عمره ، لأنه لم يعشها أو يستمتع بها !!.
فهذا مثلا عاش 65 عام ، لكنه لم يسعد طوال هذه الأعوام سوى سبع سنوات فقط ، لذا يكتبوا هذه السنوات السبع على أنها كل ما عاشه هذا الرجل ! .
هنا التفت إليهم ( جبر) مبتسماً في مرارة وقال : إذن يا أصدقائي رجاءً إذا واتتني المنية في أرضكم هذه أن تكتبوا على قبري : ( هذا قبر جبر .. من بطن أمه إلى القبر) !! .
إن أهل هذه المدينة فطنوا إلى أن عداد السنين لا يسجل إلا تلك اللحظات الجميلة السعيدة ، وأن لحظات الشقاء يجب إسقاطها من ذاكرة الأيام غير مأسوف عليها .
ولا أقصد باللحظات الجميلة لحظات المتعة المختلسة ، أو الاستغراق التام في لذات الحياة بلا حسبان أو تدبير ، وإنما أقصد تلك اللحظات التي يسعد فيها المرء حقا ، ويفخر بها على الملاء .
حتى الكبوات والملمات إذا ما استئسد المرء أمامها وواجهها بشجاعة ، تصبح فيما بعد ذكرى حسنة تدلل على شجاعته وقوته وحسن تصرفه وتدبيره ويذكرها عداد اللحظات السعيدة .
لكن الكثيرون منا للاسف ، ما يلبثوا يصبغون أيامهم بفرشاة رمادية داكنة ، ويخاصمون السعادة في إصرار غريب ، فهم يتهيبون القدر وكأنه ينصب لهم فخاً ، ويخاصمون الحياة وكأنها تحاربهم ، ويرفضون أي دعوة للتفائل والمرح .
إن هناك من أدمن التشاؤم والحزن ، وطوقه القلق والخوف حتى أذعن لهما ، وأعطاهم ناصيته يحركونها كيفما شاءوا في دروب سوداوية كئيبة .
إن السعادة كعصفور جميل ، ما يلبث يحط على كتف من ناداه ، ليغرد له أنشودة البهجة والمرح ، لا يشترط أن تكون غنياً أو قوياً أو ذو سلطة ونفوذ كي يحط على كتفك .
إن شرطه الوحيد أن تكون راغباً حقا في سماع أنشودته الجميلة ، أن تفتح ذراعيك متفائلاً ، مبتسماً ، راضيا بما كتبه الله عليك ، غير متذمر أو شاكي .
إن عصفور السعادة يطير فزعاً إذا ما لاحظ سحب التشاؤم والخوف والقلق تلوح في الأفق .
يهرب بلا استئذان .. ولا يعود قبل أن تشرق شمس التفاؤل من جديد وتصفو سماء الواحد منا .
إننا يا صديقي نستيقظ بعد فترة وإذا بالعمر وقد سُرق منا ، وعداد السنين لا يحوي إلا على لحظات معدودة من السعادة ، ونأسف على حياة ضاعت دون أن نحياها حقاً .
إشراقـــــة : عندما ينغلق باب للسعادة، ينفتح غيره، لكننا نحملق في الباب المغلق لفترة طويلة تلهينا عن الانتباه لذاك الذي انفتح من أجلنا. هيلين كيلر
انتظرونا مع الفكرة القادمة ما تخشاة أفعلة
| |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة الخميس مارس 11, 2010 5:45 pm | |
| كان حادثا عنيفا ذلك الذي تعرضت له بسيارتي أثناء ذهابي إلى مدينة الإسكندرية ، لكنني خرجت سالما ، شاكرا لله كريم تدبيره ولطف قضائه ، وبطبيعة الحال ظلت السيارة أيامً في ورشة التصليح كنت خلالها أتنقل في سيارات الأجرة ، واستمر هذا الحال ما يقارب الشهر. وعندما استلمت السيارة وجلست على عجلة القيادة وقدتها لكيلومترات بسيطة إلا وأحسست بالخوف والرهبة والارتباك ! . وتدافعت إلى ذهني فجأة ذكريات الحادث السيئة بأدق تفاصيله ! . فتوقفت على جانب الطريق ، حازما أمري للعودة إلى البيت وإلغاء الموعد ، والذي كان مقدرا له مع الدكتور إبراهيم الفقي ، لكنني فكرت هنيهة
وقلت لنفسي : تالله لو عدت الآن فلن أستطيع القيادة مرة أخرى ، فلأستعن بالله ولأطرد مخاوفي ، ولأنتبه جيدا . وانطلقت بسيارتي مرتعد الأوصال ، فكانت أضواء السيارات التي تنعكس على مرايا سيارتي كأنها أشباح تطاردني بإصرار ، لكنني وبعد فترة عاد إلي هدوئي وثباتي ، وأطلقت للسيارة العنان مختالا بصمودي في وجه مخاوفي ، ولله الحمد على ذلك . وعندما حكيت هذا الأمر للدكتور إبراهيم ، قال لي : جميل أن لا تدع مخاوفك تتغلب عليك ، إذا خشيت شيئا فتسلح بالمعرفة واهجم عليه ،
ذكرني كلام الدكتور الفقي بقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ( إذا هبت أمراً ، فقع فيه فإن شدة توقيه أعظم مما تخاف منه ) ،
فآثار أقدام الدب ـ كما يقول المثل الانجليزي ـ أكثر إفزاعاً من الدب نفسه . إن الخوف أشد ضراوة وتأثيرا من الموت ، إن الموت يأتي مرة واحدة فيضع كلمة الختام لحياتنا ، أما الخوف فيقتلنا مرات ومرات ، يمزق أفئدتنا بوحشية وقسوة ، ويظل يطاردنا دائما ،
ونحن واقعين في أسره لا حول لنا ولا قوة ، نراقب الآخرين في حسرة ونحسدهم على ثبات الجنان والطمأنينة التي ينعمون بها . وفي مدرسة علم النفس ينصح المختصون من يعاني من الخوف بمصارحة النفس ومواجهة بواعث الخوف ، بأن يعري المرء نفسه بلا حرج ، ويضع يده على مكامن الداء ويبدأ بمواجهة غول مخاوفه ورهبته . نعم هناك حالات يكون فيها الخوف مرضي ، والحالة تحتاج إلى مساعدة مختص ، وإشراف نفسي ،
لكن بالنسبة للغالب الأعم من البشر فيمكنني القول أن تمتعهم بالشجاعة يتأتى من خلال المواجهة ومصارحة النفس ، والتسلح بالمعرفة والإرادة .
فلا تستسلم لخوفك يا صديقي وهاجم ترددك ورهبتك ، استشر أصحاب الخبرة والمعرفة إذا ما عراك حادث أخذ من روحك مأخذا ، وكن مع الله دائما .. ولا تبالي .
إشراقة : افعل أكثر شيء تخشاه وتخافه، وسيموت الخوف داخلك. مارك توين. انتظرونا مع الفكرة القادمة الطريق المؤلم | |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة الخميس مارس 11, 2010 5:50 pm | |
| إن طريق أصحاب الضمائر الحية شاق جدا، ودرب الصالحين مليء بالعوائق والأشواك. يسير الواحد منهم حاملا بين جنبيه خير الدنيا كله، ويقابله الناس بالجحود والنكران، يضمد جراحهم، ويربت على ضعفائهم وهم يتحينون الفرصة لهدمه وتمزيقه!. في مجال العمل نجد أن ذو الخلق والأمانة في تعب ونصب، في العلاقات الاجتماعية نجد أن صاحب الصدر الواسع والقلب الدافئ مُعرض دائما للصدمات والمواقف المفجعة.
رجال الله دائما في نصب وكمد.. وكدح على طول الطريق
لكنني إذ أقلب ناظري يمنة ويسرة، وأطالع طريق الحق محفوف بالأشواك، وأن سالكيه مليئين بالجراح، وتتخطفهم الآلام والمواجع، أعود وأنظر إلى طريق الباطل، وأدقق النظر في درب الخيانة والخسة فأجده غير هين هو الآخر وليس بالسهل اليسير!!. نعم طريق الغواية وعر مليء بالشراك الخادعة الغدارة، يكلف سالكيه ضرائب باهظة، ويذيقهم من صنوف العذاب ألوان. أرى ذلك فيرتاح فؤادي ويهدأ جناني المضطرب. ففوق نعيم الله الخالد، وجزائه الأخروي، نجد أنه ـ جل اسمه ـ لم يدع أصحاب الباطل يرتعون في نعيم متواصل، ويتقلبون على سرر الهناء والطمأنينة طويلا.
وما أبلغ قول سيد قطب رحمه الله، إذ يقول: (إن للذل ضريبة كما أن للكرامة ضريبة. إن ضريبة الذل أفدح في كثير من الأحايين. وإن بعض النفوس الضعيفة ليخيل إليها أن للكرامة ضريبة باهظة لا تطاق، فتختار الذل والمهانة هرباً من هذه التكاليف الثقال، فتعيش عيشة تافهة رخيصة، مفرغة قلقة تخاف من ظلها، وتفرق من صداها، يحسبون كل صيحة عليهم، ولتجدنهم أحرص الناس على حياة هؤلاء الأذلاء يودون ضريبة أفدح من تكاليف الكرامة، إنهم يؤدون ضريبة الذل كاملة، يؤدونها من نفوسهم ويؤدونها من أقدارهم، ويؤدونها من سمعتهم ويؤدونها من اطمئنانهم، وكثيراً ما يودونها من دمائهم وأموالهم وهم لا يشعرون). فإن آلمك طريق الحق يا صديقي فعزاؤك أن طريق الباطل وعرٌ مخيف، وإن أجهدك حِملُ الكرامة، فتأكد من أن حملة الذل في نصب وإرهاق.
نعم إن من يبيعون ضمائرهم يفرحون ردحاً من الوقت عندما يقبضون الثمن، لكنهم يبكون دماً عندما تلفظهم الحياة، ويهيمون على وجوههم في دروب الألم والعذاب.
الحق وحملته فقط هم من ينعمون على طول طريق، برغم آلامهم وأحزانهم ومصائبهم، فإن اليقين الحي الذي يهبهم الله إياه يعمل عمله في زرع برد الطمأنينة ودفء السعادة بداخلهم.
ورغم اختلاف الناس في تعريف السعادة، إلا أنني أأومن أنها تدور في فلك الحق والفضيلة وترتع في صدور أصحاب المبادئ الحية والمواقف المشرفة. فسر يا صديقي في طريق الحق غير عابئ بالأشواك والشظايا.. فنقطة دمِ في طريق الحق أشرف عند الله من أرواح تزهق في دروب الباطل. انتظرونا مع الفكرة القادمة والتي بعنوان الذكاء وحده لا يكفى | |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة الخميس مارس 11, 2010 5:59 pm | |
| صنفين من الناس ليس لهم وزن في أعيننا !! .
صِنفٌ قد جعل من حياته مشاع ، فأدق أسراره معروفه للجميع مهما كانت خطيرة وخاصة .
فهو يثرثر بلا تردد عن مشاكله الشخصية ، وأحلامه القادمة ، والشكوك التي تعتل بصدره ، ولا يجد حرجاً من بسط حياته على الملأ ليروا جميعا أدق معالم حياته ! .
وصنف آخر على النقيض يبالغ في التعتيم ، ويتعامل مع أحداث حياته المختلفة مهما كانت دقيقة على أنها أسرار عسكرية شديدة السرية ! .
أما الأول فقد كشف أسراره ، وأرانا أبعاد شخصيته ، وخبايا أيامه ، مما جعل سحره يخبو ، فالشخص الذي لا يمتلك مساحة من الغموض والخصوصية ، لا يعيره الناس بالا ، ولا يحسبون له حسابا ، ويصبح هوانه في عيونهم أمرا محتوما .
فالغموض يحيط المرء منا بمساحة من السحر والجاذبية ، ويكسبه عمقا وقوة في عيون الآخرين .
ولله در أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه إذ يصف الرجل الهمام بقوله :
صَبوراً على صَرْفِ اليالي ودرئِها ... كَتوماً لأسرارِ الضميرِ مُداريا له هِمَّةُ تعلو على كُلِّ همةٍ ... كما قد علا البَدرُ النجومَ الداريا
أما الصنف الذي يبالغ في التعتيم فهوغير محبب لدى الناس ، وذلك لأن لدى البشر حاجة فطرية لمعرفة بعض جوانب الشخص الذي تتعامل معه ، وتأنف من المرء الذي يصدهم عن دخول حياته ومحاولة كشف شخصيته .
فحاول يا صديقي أن توازن بين كلا الأمرين ، أن تكون لديك أمور شخصية وخصوصيات لا يقربها أحد ، وفي المقابل اسمح للآخرين بمعرفة جزء من أسرارك التي لا مانع من كشفها ومعرفتها .
والتوسط دائما هو لب الفضيلة .
إشـــراقة : من ليس له سر، ليس له سحر... محمد زكي عبد القادر
انتظرونا مع كن جبلا
| |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة الإثنين مارس 29, 2010 4:36 pm | |
| كن جبلايقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله : ( إن مصاعب الحياة تتمشى مع همم الرجال علوًّا وهبوطًا) .
كثيرا ما توقفت أمام كبوات الحياة التي تقابلني ساخطاً ، متسائلا ـ في جهل ـ لماذا توجه لي دائما الحياة ضربات قوية ، أترنح من ثقلها وشدتها .
أتساءل ويتساءل معي الكثيرون ممن لا يفقهون فلسفة القضاء والقدر ، لماذا تضرب العواصف العاتية حياة أشخاص ، بينما تمر كالنسيم على أشخاص آخرين .
لكنني حينما تجولت في سيرة الحبيب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]توقفت كثيرا أمام أحب البشر إلى رب البشر والمصائب تنهال عليه ، فقومه يكذبونه وهو الناصح لهم ، وأصحابه يُقتلون أمام عينيه ، ويُتهم في عِرضه وشرفه . وهو أشرف وأكرم وأفضل خلق الله .. فلماذا يحدث هذا لأحب خلق الله إلى الله ؟؟ .
حينها أدركت أن الصواعق لا تضرب إلا قمم الجبال الشامخة ، وأن المنحدرات لا تذهب إليها إلا المياه الراكدة المحملة بالأوساخ ، وأن المرء يبتلى على قدر دينه كما بين الحبيب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
إن الحياة تُعطي لكل واحد من روادها ما يطيق على حمله ، والقيام به ، وكلما على المرء وارتفع كلما وجهت له الحياة أقوى وأعنف ما لديها .
إن العظماء يولدون من أرحام أمهاتهم ، والحياة تتربص بهم ، توجه لهم كل يوم صيحة حرب ، أو نذير معركة .
إن الصك الذي يجب أن يُوقع عليه كل طموح ، هو التزام بالصمود والشموخ أمام مشكلات الحياة ومصائبها ، والاستئساد أمام ما توجهه له من بلايا وعوائق .
فكن جبلا يا صديقي .. ولا ترهبنك ضربات الصواعق العاتية ، فقد ثبت في تاريخ الأبطال أن النصر في الحياة يحصل عليه من يتحمل الضربات لا من يضربها .
إشراقة : إن أثقال الحياة لا يطيقها المهازيل، والمرء إذا كان لديه متاع ثقيل لم يستأجر له أطفالا أو مرضى أو خوارين، إنما ينتقي له ذوي الكواهل الصلبة والمناكب الشداد!! كذلك الحياة؛ لا ينهض برسالتها الكبرى، ولا ينقلها من طور إلى طور إلا رجال عمالقة وأبطال صابرون.محمد الغزالي انتظرونا مع الفكرة القادمة بعنوان الطيور المهاجرة | |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة الإثنين مارس 29, 2010 4:42 pm | |
|
ألم تسأل نفسك يوما وأنت تنظر للسماء لماذا تهاجر الطيور على شكل 7 ..؟!
ما أكثر الأشياء التي ألفناها ولم نعرف لها سببا ! .
العلم يخبرنا إلى أن كل طير عندما يضرب بجناحيه يعطي رفعة إلى أعلى للطائر الذييليه مباشرة ,
وعلى ذلك فإن الطيران على شكل الرقم 7 يمكن سرب الطيور من أن يقطعمسافة إضافية قد تصل إلى ضعف المسافة التي يمكن أن يقطعها فيما لوطار كل طائر بمفرده ! .
وإذا ما خرج أحد الطيور عن مسار الرقم7 فإنه يواجه فجأة بسحب الجاذبية وشدةمقاومة الهواء,
لذلك فإنه سرعان ما يرجع إلى السرب ليستفيد من القوة والحمايةالتي تمنحها إياه المجموعة
سبحان الله حتى الطيور عرفت أن العمل الجماعي له أولوية ،
وأن التعاون يخلق قوة ويوفر في الوقت والجهد والإمكانات .
ستفن كوفي يقول (الكل اكبر من مجموع أجزاءه ، لأن نتاج العمل من أجل المجموع سيكون أكبر وأكثرمن مجرد حاصل جمع نتاج أعضاءه.فمن خلال التعاون الخلاق يصبح 1+1=4 أو 7 وربما 1500 !! ) (*)
والمؤمن ضعيف بنفسه قوي بإخوانه ، ولقد دلت التجربة على أن الفتور والسأم يزور الفرادى ،
أكثر مما يزور المجموعات ، وأن همة المجموعة أكبر وأكثر استقرارا من همة الفرد .
ومهما آذاك الناس ، فلن تُعدم صديق وأخلاء مخلصين ، ترتمي في كنفهم ، تتناصحون ، وتتعاهدون على العطاء والخير .
وفي بيتك ليكن عملك جماعيا ، فبدلا من أن تصلي وحدك نادي زوجتك وأبناءك، شجعا بعضكما إن غركم دفء الكسل ولذة القعود ،
اجعل من أسرتك فريق فعال لكم مشاريعكم الخاصة البسيطة ( سواء مادية أو دعوية أو ثقافية) ،
اقرأو سويا كتاب وناقشوه ، راجعوا الورد القراءني ، اشتركوا في نشاط رياضي .
حاول دائما يا صديقي أن تجنح إلى جماعة تأخذ بيدك للخير ، ولا تسلمك إلى الكسل والفتور وقلة الحماسة .. وحلق مع الطير في جماعة .
إشـــــراقة : قد يكون المرء وحده أحمق أحياناً... ولكن لا حماقة تغلب العمل الجماعي... مارك تواين
انتظرونا مع هز ظهرك وارتفع | |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة السبت مايو 01, 2010 6:44 am | |
|
ذات يوم والفلاح عائد إلى بيته ،
بعد يوم حافل بالعمل ، وحصانه يمشي بجواره
وعلى ظهره شيئاً من ثمر أرضه ،
وإذا بالحصان يفزع فجأة ويركض نحو بئر عميقة
ويسقط فيها ، أسرع الفلاح ليطالع فرسه
الذي يئن في البئر والهلع يملاء جنانه ، فكر الفلاح في حيلة يخرج بها حصانه ،
فأعيته الحيلة ، فقرر بعد مهلة من التردد
أن يترك الحصان في البئر ،
بل لقد اهتدى إلى ما هو أبعد من ذلك ،
فالبئر جافة ، وقد يؤذى منها فلاح آخر
ويسقط فيها إحدى حيواناته ،
فلما لا ينادي جيرانه من الفلاحين ، ويردم البئر ،
ويكون بذلك دفن الحصان بدلاً من أن تفوح
رائحته النتنة بعد موته ،
وفي نفس الوقت تخلص من تلك البئر التي لا فائدة منها .
وهكذا نادى المزارع جيرانه,
وطلب منهم المساعدة في ردم البئر ،
وأخبرهم بمراده من ردمه والفائدة المرجوة من ذلك فوافقوه .. وبدأو العمل .
وما هو إلا وقت قليلا إلا وبدأ التراب
ينهال على ظهر الحصان القابع في البئر بلا حيله .
لم يمر وقت طويل حتى أدرك الحصان حقيقة ما يجري ,
وأيقن أنه هالك لا محالة
فارتفع صهيله في فزع وخوف ،
لكنه تأكد أن القوم قد أبرموا أمرهم ولن يعودوا فيه ،
حينها قرر أن يدبر أمراً هو الآخر ! .
وبينما القوم مستمرون في إلقاء الأتربة
في البئر بلا توقف ،
وإذا بصوت الحصن ينقطع تماماً ، فلا عويل ولا صراخ ،
ولا صهيل ألم وخوف . فقرر المزارعون بعد فترة أن يتوقفوا ليلقوا نظرة على الحصان
الذي اختفى صهيله تماما ،
وحينها رأى القوم مشهدا عجيبا !! .
فحينما كان المزارع ورفاقه منهمكون
بإلقاء التراب على الحصان ،
كان الحصان مشغولا بهز ظهره كلما سقطت عليه الأتربة ،
فيلقيها أرضا ويرتفع بمقدار
سنتيمترات إلى الأعلى .
واستمر الحال على هذا المنوال ،
هذا يرمي بالأتربة والأوساخ ،
وذاك يلقيها من فوق ظهره ويرتفع فوقها ،
ورويدا رويدا وجد الجميع الحصان
وقد أصبح قريبا من النور ،
وبدلا من أن تغرقه القاذورات وتدفنه ،
اتخذها مسوغا ليرتفع فوقها وينهض من خلالها ،
إلى أن صار حراً ، والفضل يعود إلى ما كان يظنه شراً خالصا ! .
ولك يا صديقي أتوجه بخاطرة ،
فكم نحن بحاجة إلى أن نهز ظهورنا
لنُسقط مشاكل الأيام ، ونريح الظهر من عبء حمل يوجعه .
الأيام ما تفتر تلقي على ظهورنا بمشكلات وأوجاع
لا عد لها ولا حصر ، ويكون الحل الوحيد
حيال تلك المصائب التي تنهال على ظهورنا هو هز الظهر والارتفاع فوقها .
ليس الأمر مثاليا أو صعب التحقيق ،
الحياة يا صديقي تختبرك ،
فإما أن تحني رأسك وظهرك وتنتظر أن تدفنك ، وإما أن تكافح وترتفع سنتيمترات قد تكون قليلة ، لكنها ثابته وواثقة ،
والنور سيأتي حتما حينما تتغلب على القدر الكافي
من المشكلات التي ترتفع بك عاليا .
إشـــراقة :معظم الأشياء الجدير بالتنفيذ في هذا العالم تم إعلان أنها مستحيلة
انتظرونا مع الفكرة القادمة بعنوان لا تمثل دور الشهيد
| |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة السبت مايو 01, 2010 6:47 am | |
| لا تمثل دور الشهيد .!
هناك من البشر أصناف تهوى تقمص دور البطل الشهيد فهم
ـ حسب زعمهم ـ يعطون في زمن كثر فيه الغدر ، ويغفرون في واقعٍ غلب عليه .!
القسوة ، ويصدقون على الرغم من أن الكذب هو العملة الرائجة المطلوبة،
ويظلون يرددون على الآذان قائمة البطولات التي قاموا بها.ويشكون قلة
التكريم وانعدام التقدير.وهؤلاء والله مساكين ، أعوزهم طريق البطولة ،
فطافوا يتمسحون في ترابه البراق إن الأبطال حقا قومٌ يفعلون الخير في صمت
، فلا تعلم أطراف الشمال ، ما أنفقت ، أطراف اليمين ويهبون في جنح الليل
لينثروا من جميل فضلهم قبل أن تراهم عين أو يشعر بهم أحد، أما مرتدي ثوب
الشهادة دون أن يدفعوا تكاليفها.فأناس مرضى لكنهم لا يعلمونأجلس إلى
الواحد منهم فلا يحدثنى سوى عن قلبه الأبيض المرمر ، وذكائه الثاقب ،
اللماح ، وينعي وجوده في زمن أغبر ، لا يعرف قيمة العظماء .ولا يلتفت إلى
العمالقة الأفذاذ، وتالله إن اللسان لا يجري بمديح النفس والإفراد في
محاسنها ،إلا من عيب فيها.وضمور في طموح صاحبها ، وتقزم يواجهه أمام
نجاحات الآخرين وإنجازاتهم ولأنه لا يستطيع الاعتراف بما فيه من عيوب
وثلمات ، فإنه يجد أن الأيسر مؤنه هو .!تمثيل دور العبقري الذي جاء في
الزمن الخطأ لذا أحببت أن أحذرك يا صديقي من أن تسول لك نفسك تقمص دور
الشهيد ، أو أن .تهفوا إلى سماع نغمة المديح وترديد كلمات الثناء
والفضل.فنحن ـ ثبتنا الله ـ قد جبلنا على حب المديح وتزكية النفس ، وإظهار
محاسنها والأفضل والأليق بك أن تقتحم الحياة وتكون أحد أبطالها أو شهداءها
الحقيقيين ، الذين ، يروون بعرقهم ودمعهم بل ودمهم إن تطلب الأمر شجرة
عزتهم وكبريائهم ، دون ضجيج أو صراخ أو صخب .كن رجلاً ، لا يشغل بالك من
صفق لك ممن سخر منك ، فبصرك النافذ يخترق حجب .المستقبل ليستقر على هدفك
وحلمك.. سر إلى هدفك في قوة .. وصمت.. تتعثر فتنهض دون شكوى أو تذمر تنجح
وتعلوا دون صخب أو ضجيج ..فهكذا عرفنا الأبطال .. والعظماء .. وأصحاب
الرسالات الحقة
انتظرونا نع الفكرة القادمة بعنوان دع حبك يعلن عن نفسه | |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة السبت مايو 01, 2010 6:51 am | |
| دع حبك يعلن عن نفسه
أحد أكثر أخطاء هذه الحياة تكرارا ، هو ذلك الخطأ المتعلق بالبوح بالمشاعر والأحاسيس . فمعظمنا يعتقد أنه ما دام يحب شخص ويحمل له مشاعر طيبة ، فإن هذه المشاعر ما تلبث تُعلن عن نفسها بنفسها ، وأن الشخص الآخر إن لم يرها فهو مخطئ ولا يقدر قيمة مشاعرنا النبيلة . وهذا خطأ كبير ، يُحذرنا من الوقوع فيه علم النفس اليوم ، فلا زالت مدارس علم النفس تؤكد على أنه يجب تعليم اللسان البوح بالجميل من المشاعر والأحاسيس ، ويحذرون من الاتكال على أن المشاعر الجميلة الطيبة الساكنة في القلب ستعلن عن نفسها وحدها . أفلاطون ينصحك أن إذا رغبت أن يدوم حبك فأحسن أدبك ، أي اهتم دائما بسلوكك ولتعبر دائما جوارحك عما يسكن قلبك من المشاعر والأحاسيس الجميلة وأعظم من قول أفلاطون قول سيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم ، للرجل الذي أتاه يخبره فيه أنه يحب صاحبه ، فسأله النبي : هل أخبرته ؟ ـ أي هل قلت له أنك تحبه ـ ، وعندما أجابه الرجل بالنفي ، قال له النبي عليه السلام ، إذن اذهب وقل له أنك تحبه ، ثم التفت النبي إلى أصحابه وقال : ( إذا أحب أحدكم أخاه فليخبره إننا نعيش في زمن ندر فيه البوح بالكلم الطيب ، والاعتراف بالجميل من المشاعر والأحاسيس التي تسكن الوجدان . كثير من الأزواج والزوجات يدمنون الصمت تجاه عواطفهم ، وحجتهم ( إنه يعرف أني أحبه ! ) ، ولا يدركان أن المعرفة شيء ، والبوح شيء آخر تماما . قل من تجده من الأصدقاء يخبر صديقه بعمق مشاعره تجاهه ، ورغبته الحارة في أن يراه أفضل وأنجح شخص في الحياة ، وحجته ـ كذلك ـ وهل يحتاج الحب إلى اعتراف ؟! . نعم يحتاج الحب إلى اعتراف وبوح وتأكيد ، تحتاج الأحاسيس الراكدة في عمق الفؤاد أن تسيل كلمات على اللسان لتستمتع بها أذن وقلب المحبوب . النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل هذا ، كان يقول لزوجته عائشة ( حبك كعقدة الحبل ، ثم يخبرها بين الحين والآخر أن العقدة على حالها ، أي أنه لا زال يحبها كأول الأمر ) ، هذا حاله مع زوجته ، ولا يختلف حاله مع أصحابه ، فنراه يقول ( لو كان لي أن أتخذ خليلا ، لاتخذت أبا بكر خليلا ) ، ونراه في إحدى الغزوات يقول ( لأعطين الراية غدا رجل يحبه الله ورسوله ) ثم يعطيها لابن عمه وزوج ابنته علي بن أبي طالب رضي الله عنه . والأمثلة كثيرة ، وعلى هذا الأثر يجب أن نسير يا صديقي ، يجب أن تعبر عن مشاعر الحب التي في قلبك تجاه أهلك وأصحابك ، لا يجب أن تكتم الحب أو تخفيه . لا يجب أن تتعلل بأن الآخر يعرف حقيقة مشاعرك ، إن قلوبنا كقارورة عطر مغلقة ، لن نستطيع أن نشم شذها ونستمتع بها إلا أذا فتحناها وتنسمنا من عبقها ، فافتح قلبك يا صديقي ، وانثر منه على أذن وقلب من تحب . ودع حبك يعلن عن نفسه ..
اشراقه : إن المحب إذا أحب حبيبه تلقاه يبذل فيه ما لا يبذل.
انتظرونا مع الفكرة القادمة بعنوان لتكن سيرتك ناصعة
| |
|
| |
د. محمد راشد عضو مميز
الجنس : عدد الرسائل : 192 العمر : 49 السٌّمعَة : 39 نقاط : 5878 تاريخ التسجيل : 04/09/2009
| موضوع: رد: كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة السبت مايو 01, 2010 6:53 am | |
|
لتكن سيرتك ناصعة
سمعة الإنسان وسيرته الحسنة هي ما يسبقه دائما ويرفعه عاليا . والمرء الذي يتحرك غير عابئ بأن كل خطوة يخطوها هي سطر سيكتب في سيرته ، وقد يصعب محوها امرء لا يعط الأمور قدرها أو قيمتها الحقيقية . إن سمعة المرء وسيرته ، قادرة على رفعه إلى الثريا ، أو إخفاءه في أسفل سافلين ! . واسمع معي لتلك القصة كي تدرك ما أود الذهاب إليه .. تحكي كتب التاريخ الصينية أنه أثناء حرب الممالك الثلاث في الصين عام 265م ، أن الجنرال تشوكو ليانج كان قائدا زائع الصيت ، كانوا يلقبونه ( بالتنين النائم) نظرا لما عرف عنه من مكر ودهاء ، راح هذا الرجل ينمي لدى الجميع أنه أكثر أهل الأرض دهاء وحنكة ، مما جعل فرائص أعدائه ترتعد دائما ، فالسمعة في ميدان الحرب توازي قوة السلاح .. وقد تفوقها . وذات يوم أرسل تشوكو ليانج قواته كلها إلى معسكر بعيد ، وبينما كان يجلس في مملكته الفارغة إلا من مائة جندي يعملون على خدمته ، وإذ بحرسه يخبره فزعا أن هناك قوة معادية من مائة وخمسون ألف جندي يرأسهم أحد ألد أعدائه تقترب من المدينة وتستعد لسحقها على رؤسهم . لم يتوقف ليانج لحظة ليفكر من ذا الذي وشى به ، أو يبكي على المصير الأسود الذي ينتظره ، لكنه أمر جنوده أن يفتحوا أبواب المدينة على مصراعيها ، ثم أمر جنوده أن يرفعوه على أبرز جزء من أسوار المدينة ويختبؤا جميعا ، وقام بدوره بإشعال البخور وشد أوتار عوده والغناء بهدوء واستمتاع ظاهر ، وكأنه عاشق ينتظر ظهور معشوقته . واقترب الجيش الكثيف من أسوار المدينة لكن ليانج لم يتوقف لحظة عن العزف . وعرف الجيش الغازي وقائده شخصية الرجل الجالس أعلى سور المدينة يعزف على وتره غير عابئ بهم ، وبينما الجنود يتحرقون لدخول المدينة المفتوحة الأبواب ، وإذ بقائدهم يأمرهم بالعودة فورا من حيث أتوا ، فالتنين النائم ما يلبث ـ حسب مخاوفه ـ أن ينثر عليهم من لهبه ، فهو رجلاً لا يغلبه في مكره غالب . وعادت الجيوش من حيث أتت ، وقد هزمتها سمعة هذا الماكر المحتال ، دون أن يرفع سيف أو يريق قطرة دم واحدة . هل رأيت قارئي الحبيب ما الذي يمكن أن تفعله سمعة وشهرة الواحد منا . إن أحد أهم مفاتيح نجاحنا في الحياة ، هو مفتاح السمعة الطيبة والسجل الطاهر النظيف ، والسيرة التي تنافح عنا بكل قوة . عندما تطير سمعتك إلى الآفاق لتقول للعالم أنظروا لهذا الرجل ، طالعوا سيرته الطيبة ، توقفوا أمام كرمه وشجاعته وطيب أصله ونبل أخلاقه ، بهذا تكون قد فعلت الكثير . لا أقصد أن تبحث عن ثمن الخير الذي تقدمه على ألسنة الناس ، ولكن أطالبك بأن تنظر إلى أبعد من ذلك . تعال معي ننظر إلى مشهد في سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم ، فعندما بلغ النبي صلى لله عليه وسلم قول المنافق عبد الله بن أبي بن سلول :"والله لئن رجعنا إلى المدينة ليُخرجن الأعز منها الأذل"، قال له عمر رضي الله عنه : يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :"دعه لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه"(صحيح الترمذي)، ومعلوم أن نفاق عبد الله بن أُبي كان نفاق كفر، لكن النبي هاهنا وحفاظا على سمعته ، والتي هي سمعة الإسلام ، توقف عن القصاص عن أحد أشرس المنافقين . كذلك نرى بعد وفاة الحبيب، ورفض كثير من الولايات الاسلامية دفع الزكاة ، فإن أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، قرر أمر غريب وهو إنفاذ جيش أسامة بن زيد والذي كان قد جهزه النبي قبل وفاته ، وبرغم أن كثير من قادة الإسلام وعلى رأسهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان لهم رأي آخر وهو الالتفات إلى حروب الردة ومحاربة من منع الزكاة ، إلا أن أبي بكر وبتصميم عجيب قرر إمضاء الجيش ، فما كان من المنافقين ومانعي الزكاة الذين وصلهم خبر جيش أسامة إلا أن قالوا ( والله إن لم يكن يملك من القوة الكثير ما بعث هذا الجيش الجرار الآن ) ، ورجع إلى حظيرة الإسلام كثير من مانعي الزكاة ، وهنا أيضا كان للسمعة أثر كبير . إن سمعة المرء منا هي أصل رأس ماله ، والناس لا تعرف مكنونات القلوب ، بل تنساق وراء الأخبار المتطايرة ، وتصدق ما تواتر الناس على ترديده . فحارب أخي من أجل أن تظل سمعتك طيبة ، وسيرتك عطرة ، لا تسمح للاهي أو عابث أن يدنسها أو ينال منها .. مهما كلفك الأمر .
اشراقه : يستلزم الأمر 20 سنة لبناء سمعة طيبه، وخمس دقائق لتدمير هذه السمعة ، يستلزم الأمر 20 سنة لبناء سمعة طيبه، وخمس دقائق لتدمير هذه السمعة ،إذا فكرت من هذا المنظور ، فستؤدى أشياء كثيرة بشكل مختلف.
الفكرة القادمة بعنوان لا تضرب جثة هامدة
| |
|
| |
| كتاب أفكار صغيرة لحياة كبيرة | |
|