1- العصر الحجري :
استطاع عديد علماء الآثار و المؤرّخين و الجيولوجيينبدايةمن سنة 1930 اكتشاف آثار (أواني و أدوات و أسلحة حجريّة وآلات صنعت من العظام) تدل على وجود الإنسان بمنطقة الجنوب الغربي إلى ما يزيد عنمائة و خمسين ألف سنة مضت في المثلّث الذي يمسح قابس ، قفصة ،توزر.
منذ أربعة آلاف سنةقبل الميلاد (عصر المنتجين المربّين بالمغرب العربي) : اكتشفت آثار تعود إلى هذاالعصر كالخزفيات و الرّسوم المنقوشة على الصّخور خصوصا بكهوف جبل المليحي قرب مدينةتمغزة حاليّا.
منذ ألفي سنة قبل الميلاد تسرّبت إلى الجهة خصائص العصر البرنزي منها التي لها مساس بالثقافة الميغالية التي تميّزت باستعمال الحجارة الضّخمة والغيران الصّخرية و الحوانيت وهي القبور المحفورة في الصّخر.
2- توزر البربرية :
من المؤكد أنّأوّل من سكن الجريد في هذا العصر الحجري المتقدّم هم البربر و يذهب عثمان الكعّاكإلى أنّ البربر قوم من قحطان هاجروا من اليمن إلى المغرب في عصور متقدمة و كانواسكّانه الأوّلين. و أسّس البربر مدينة توزر وهي كلمة بربرية و بقي أهلها يتكلّمونالبربرية إلى القرن السّادس للهجرة. ثمّ من القبائل البربريّة التي سكنت الجريد نجد :
و كان لباس البربريتركّب من برنس صوفي و من " قندورة " و من " قرق " يحتذونه في أرجلهم ، و هذاالنّمط من اللّباس مازال متداولا إلى يومنا هذا.
كما عرفت توزر علىامتداد الأحقبة عدّة أجناس منهم من استقرّ بها نهائيّا ومنهم من مكث بها لفترة ورحل ، و تزاوجوا بحيث أصبح من الصّعب تفريق الإنتماءات القبليّة. و هذا ينطبق علىالفينيقيين و هم أمّة قحطانية من بني طنعان سكنت لبنان ثمّ نزحت إلى افريقيّة وأسّسوا دولتهم العظيمة عاصمتها بعد " أوتيك " - " قرطاج " و منها تولّت تنظيمالقوافل التّجارية البرّية و اتّخذت توزر مركزا هامّا للتّجارة الصّحراوية بواسطةالإبل و جعلت منها بوّابة على السّاحل الإفريقي لجاب العبيدبالأخصّ.
3- توزر الرّومانية :
احتلّ الرّومانفعليّا مدينة توزر عام 33 ق.م وسمّوا هذه المنطقة " افريقيا الجديدة " ثمّ أبقوهاتحت حكم بربري و مراقبة مأمورين رومان يرجعون بالنّظر إلى "البروقنصل" كما بادروابتشييد قلاع تسمّى "ليمس" و التي أصبحت بعد الفتح العربي أربطة لتشديد المراقبة علىعقد الصّحراء. و قد لعبت توزر دورا حضاريا في هذا العهد حيث كانت تمرّ منها عدّةطرق أساسية تربط بين الصّحراء و قفصة و حيدرة ، و كانت مركزا تجاريّا و اقتصادياكبيرا يبدأ بتجارة التّمور وينتهي بتجارة الرّقيق المجلوب من السّاحل الإفريقي. كما مدّ الرّومان طريقا تربط بين قابس وتبسّة فب اتجاه تلابت فالشّبيكة فتمغزةفتوزر وهي طريق مراقبة من طرف الحاميات العسكرية الرّومانية ، و طريقا آخر يربط بينواحة غدامس وتوزر وينتهي بسجلماسة.
أماّ من النّاحيةالمعمارية فلم يترك الرّومان آثارا كثيرة و لكنّ أهمها:
سد واد الصابون ببلادالحضر.
بئر مربعة مبنية بصناديق كبيرة فيالصخر و هي موجودة في فضاء جامع القصؤ ببلد الحضر.
بعض الأعمدة التي رفعت الآن كانتموجودة داخل الواحة.
بعض المنازل بالهوادف و ببلاد الحضرلها زوايا و أركان بها قطع من الرّخام و الصّناديقالرّومانية.
تمثال نصفي بدون رأس وهو معروض الآنبالمتحف المحلّي بتوزر.
عدة قنوات بجر عباس تحتوي بضفافهاصناديق حجرية رومانية.
بعض القطع النّقدية و الخزف و مصنوعاتمن المرمر تمّ العثور عليها بمنطقة راسالعين.
و تعرف توزر في عهدالرّومان باسم توزوروس "Thuzurus"
4 - توزر المسيحية :
شهد الجريد أثناءالحكم الرّوماني كغيره من المقاطعات المستعمرة دخول المسيحية عن طريق المسيحيينالفارّين من اضطهاد الإمبراطور "نيرون" و قد فعلوا ما في وسعهم لبث تعاليم هذاالدين و التبشير به بالحسنى في الوسط البربري الجريدي و المعمرين الرومان لكن هذاالدين بقي محصورا في قلة و ذلك لأن الجالية الرومانية قليلة و جلها يتركب من الجندالذين لم يهتموا كثيرا بالمسيحية. كما أنّ البربر حافظوا على وثنيتهم الممزوجةبالأرواحية.
وقد انقسم المسيحيونبالجريد إلى شيعتين : الكاثوليك التي يتزعمها الفيلسوف القديس أوغستينوس المغاربي وشيعة دوناتوس و التي تزعمها الأسقف اسيليكس.
و قد شيدت بتوزرعديد الكنائس من أهمها "كنيسة توزر" و قد شيّد العرب على أنقاضها جامع القصر ببلادالحضر.
5- توزر في العهد الإسلامي :
أهمّ فترة للمدينةيمكن الحديث عنها هو العهد الحفصي في القرن السّابع للهجرة ، الثالث عشر ميلادي حيثعرفت مدينة توزر أخصب الفترات بدءا بأهمّ حدث سياسي و المتمثل في استيلاء ابن أبيعمار عليها و على سائر ربوع الجريد و ذلك سنة 681 هـ /1282م. أما على المستوىالإجتماعي ، فقد كانت التركيبة السكنية للمدينة تضمّ ثلاثة عناصر :
بقايا روم كانوابإفريقية قبل الفتح الإسلامي ، ثمّ اعتنقوا الإسلام للحفاظ علىممتلكاتهم.
عرب مسلمون وفدوا منالجزيرة العربية إبان الفتح الإسلامي.
يهود نزحوا من فلسطين وسوريا و المناطق المجاورة على اثر هلاك ملكهم جالوت على يد النبي داود عليهالسلام.
و قد ذهب العلامة ابن الشباط للقول أن العنصر الثالث المكون للمجتمع التوزري يمثله البربر نافيا وجود اليهود و النصارى. فيما اتجه رأي روبارت برانشفيك إلى تقسيم أهالي توزر إلى قسمين : أباضية من أصحاب ابن أباض من جهة و وهبية نسبة إلى عبد الله ابن وهب.
قد عرف أهل المدينة بالتقى و الورع و قد جاء في صلة إبن الشباط ان توزر "بلاد عبادة و زهادة لوجود المياه في كل المواضع و تيسير الأقوات في كل الأوقات" و قد إستند بالإضافة الى خبرته إلى ما تضمنه أحد تصانيف جالينوس بأنهم "مفرطوا الذكاء و الفطنة و الإدراك في العلوم شأنهم في ذلك شأن سكان الإقليم الثالث و من أعلامه بطليموس بالإسكندرية و شأن أهالي الإقليم الخامس ومنهم أفلاطون وأرسطوطاليس"
عرفت توزر في هاته الفترة أزهى مراحلها حيث شيدت الإقامات داخل البساتين الخضراء المحيطة بالمدينة . كانت أكبر مدن الجريد التونسي في العهد الحفصي فهي قاعدة البلاد الجريدية على حد تعبير التيجاني و هي أم أقاليم بلاد قسطيلية "كبيرة و شريفة" على حد تعبير أبي العباس الدلائي و ذهب اليعقوبي إلى حد القول بأن "المدينة العظمى يقال لها توزر".
هذه المدينة لها أربع أبواب و سور مبني بالحجر و الطين , و كان بها في بداية أيام بني حفص حمام و جامعان تقام بهما صلاة الجمعة أحدهما يمثل أهم المعالم و تحفة معمارية مميزة و هو الجامع الكبير و صومعته ذات الاربعة قباب , على شاكلة جامع عقبة إبن نافع بالقيروان وذلك لما للمدينتين من ترابط وصلات ثقافية تعود الى أيام العلامة التوزري أبي زكرا يحي الشقراطسي و ابنه أبي محمد عبد الله الشقراطسي.
و فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي فقد كان للمدينة أهمية بالغة , و نقل عن ابن الشباط عن الدلائي هذا نصه :"توزر أهم أقاليم قسطيلية . بها أسواق عامرة وأرياض كثيرة . و هي حصينة منيعة و ذلك لقرب الصخر من سورها , و في بساتينها جميع الثمار حاشا قصب السكر . و تميز توزر إفريقية بالتمر يخرج منها في أغلب الأيام الف جمل (محملة) و أكثر من ذلك فيفترق في نواحي إفريقيا . وبها أترج خارج عن الحد في عظم خلقه و خطيبه و كثرة مائه , و بها الترنجبين و المحيطي و الأملج".
المواقع التاريخية و الأثرية :
الآثار الرومانية:
- منطقة كستيليا : مدينة رومانية
- سد واد الصابون بمنطقة الهوادف
- بئر مربعة مبنية بصناديق كبيرة من الصخر و هي موجودة في فضاء الجامع الكبير ببلد الحضر
- بعض المنازل بالهوادف و ببلاد الحضر لها زوايا و اركان بها قطع من الرخام أو الصناديق الرومانية
- تمثال نصفي بدون رأس و هو معروض الآن بالمتحف المحلي بتوزر
- عدة قنوات بجر عباس تحتوي بضفافها صناديق حجرية رومانية
الآثار الاسلامية:
- المدينة العتيقة
- الجامع الكبير ببلاد الحضر المعروف تاريخيا بجامع القصر كان يؤمه العلماء والأدباء من المشرق و المغرب من أساتذته خاصة آل الشقراطسي و الشيخ رمضان , و محمد بن منصور , كما ذاع صيت ابن الشباط , و الطولقي , و أبي محمد عبد الله بن يعقوب , و عبد الرحمان التوزري , و ابن الصائغ و ابن مكدول. و في سماء الأدب نذكر خاصة أبوزكريا يحي الشقراطسي واضع المديحية النبوية "القصيدة الشقراطسية في مدح خير البرية" , و أبي علي عمر بن منصور بن إبراهيم صاحب رائية "خير البلاد لمن أتاها توزر ..... يا حبذا ذاك الجنان الأخضر" و كذلك إبن الكردبوس مؤلف "الاكتفاء في تاريخ الخلفاء" وغيرهم ...
- الزاوية القادرية بوسط المدينة
- جامع سيدي عبيد الأخضر بمدخل المدينة الشمالي
- جامع الفركوس : أحد الفروع الزيتونية موجود بوسط المدينة
- مدرسة الباي : جامع سيدي بن غلاب بالهوادف