[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] منذ صغري كانت تجذبني الفراشات
فكنت أجلس بالساعات لمراقبتها
تطير من زهرة الى أخرى بكل رقة ونعومة
تمتص رحيقها وتطير وكأنها لا تمل
فكنت أرى نفسي بها فهي جميلة الشكل رقيقة
لا تؤذي ولا تجرح تتهافت بنفسها على ما هو جميل وملون
وكأنها تعشق الجمال والألوان
كم كانت الفراشة تشبهني وأنا لا أعلم
فهي رغم جمالها ورقتها الا أنها قوية
تستطيع الهروب بسرعة من الأخطار ولكنها كثيرا
ما تسقط عند نسمة هواء
نعم ....فنسمة هواء قد تكسر جناحها فلا تقوى على الطيران
وتبقى جريحة طريحة الأرض الى أن تموت
هي تجمع بين الضعف والقوة بين الجمال والحزن
كما أنها غبية
وكنت أرى فيها غبائي ...نعم غبائي لأن الألوان أحيانا تجذبها
فلا تحذر الخطر فيكون مقتلها عند من ظنت أنه قد يحميها
كما أنها لا تتعلم من درسها الأول ...فلو كتب الله لها الحياة
مرة أخرى لرجعت لنفس عادتها تندفع بطيبتها لقاتلها
دون أن تحذر .....كنت ألومها على ذلك
ولكني كنت أنسى دوما لوم نفسي
كنت أعاتبها لغبائها
وأنسى غبائي أنا
كم كنت وما زلت أشبهك أيتها الفراشة
بضعفك...وبقوتك المنسية...وبغبائك القاتل وبطيبتك التي لم تخلق لهذا الزمن
تتعلقين بمن لا يستحق لمستك
بمن تنتظري من أن يقبلك في فمك لعله يسقيك الرحيق
فاذا به يقبلك قبلة الموت وأنت غافلة لا تعلمين