بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعه بإحسان إلى
يوم الدين أما بعد:
همسات مهداة من قلب محب للخير لك دافعه الواجب وغروسه عروش الشرع .. هي كلمات أنثرها لك عبر
الثرى لعلها تجد طريقها لجوارحك فتعطر روحك سعادة وتشرق حياتك أملا حروفي قلادة تزين عنقك ولآلئ
تحف وقارك وحياءك وحشمتك هي خطوات لمن تطمح التجمل بالطاعات لترسم لنفسها طريقا من المجد
والنجاح والتميز .
هي نقلات أقدامك الخيرة لتكسبي من حولك بجمال روحك ولتصلي لقلوب أعزائك بدون مساحيق ..
الهمسة الأولى :
وصيتي لك أن تصبري وتحتسبي وتحيطي نفسك بحياة أساسها القناعة وجذورها الكتاب والسنة
وعنقودها الإستقرار والسعادة وهدفها طاعة الله ورسوله ...
الهمسة الثانية :
إعلمي أن جمالك وحسنك وقيمتك ومكانتك في قيمك وفي كونك مسلمة موحدة لله مؤمنة به
متبعة لهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ... فبدون هذا العقد المتماسك سترخصين نفسك وتستنكرين مصابها ..
فهل ترضين أن تجعلي من تلك الدرة المصانة كرة تتقاذفها الأيادي وترمي بها الأهواء..؟
الهمسة الثالثة:
اسعدي بما تملكين وأشرقي مثل إشراقة الصباح لتملئي الدنيا رشدا وطهرا وصفاء ..
الهمسة الرابعة:
إعلمي أنك سلسلة متألقة من الروابط التي تجعل منك مدرسة في بناء الأجيال والمساهمة في
رقي أسرتك والمجتمع ...
وتذكري الأقوال المعروفة في هذا الباب :
إنما الأمم الاخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا
و
الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق
الهمسة الخامسة :
حافظي على نقائي سريرتك وروحك من الأيدي
الملوثة ولا تجعلي من رغباتك سببا لتيهك وانحرافك
.. ولا يغرنك صراخ الإعلام ولا عويل الذئاب واحمي
نفسك من براثين آخر الصرعات التي لفنا بها الغرب
والعلمانيون..
الهمسة السادسة:
إجعلي بسمتك الصادقة طريقا للأفئدة ورسالة تبعثين عبر
تعابيرها الحب والمودة لأقاربك..
الهمسة السابعة:
تفاني بإيجاد قاموس لجميل المفردات واجعلي لسانك
رطبا بحلو الكلام وابني علاقاتك الشرعية بلبنات المحبة
وافتحي أبوابك على مصراعيها لطرد كل مشاعر الحقد
الدخيلة التي لا تشبع ولا تغني ..
الهمسة الثامنة :
اجعلي القرآن ربيع قلبك وجنان يومك وأكثري الإستغفار
وأدمني الدعاء وجددي النية مع كل يوم أقبل عليك
بشعاعه ..
الهمسة التاسعة:
تمسكي بحجابك وصوني نفسك من العواصف المقبلة
وكوني أنت الدرع الذي يصد الرصاص المصوب نحوك
مستقصدا الطعن فيك وهز ثقتك ..
الهمسة العاشرة:
صاحبي الخيرات وكوني خير صحب لخير ركب
واجتمعي وإياهم على محبة الله وطاعته لا على القيل
والقال .. اجتنبي مجالس الغيبة والثرثرة فهي لن تجلب
لك سوى دمار الروح والجسد عفانا الله وإياك من هذا
البلاء الذي حول جوهرنا من
روح تنير الركب إلى جسد محوره هدم الطموح وكسر
الأجنحة ودفن الطيبة ونشر الرذيلة..
الهمسة الأخيرة:
لا تهدري وقتك ومالك في المحرمات وتنسي أن
للطاعات عليك حق واجعلي التوبة طريقك لبناء وتحقيق
آمالك وطموحاتك وتفاءلي خيرا فأنت من أتباع منهج
تهتز لصداه الأفئدة ونعم الإبنة أنت لخير سلف حماك
الله من كل شر ..
هذه بضع حروف أحببت أن أفرشها في دربك أخيتي
وأشاركك عطرها لتفوح بعبقها عبر الأثير فتجعلنا ممن
نكتشف عيوبنا ونصلحها ونخطو بخطى ثابتة استعدادا
للغد لنقطف ورودا من حدائق الروح ونبذل المعروف
فنسعد ونسعد من هم حولنا بجمال طبيعي لا يلطخه غبار
العولمة والموضة مبتعدين عن مواطن الفتن والمحن
وقد صدق من قال إذا عرف السبب بطل العجب..
حتى ألقاك في باقة أخرى مقبلة أختم كلامي بكلام الله
عز وجل إذ قال:
ألا بذكر الله تطمئن القلوب
فلا تيأسي في النوائب واجعلي طاعة الله هدفك لتكوني
نفسك على هديل الواقع الشرعي لا الوهم المخفي ...