مفردات من اللهجة التونسية
ومن الألفاظ المميزة للدارجة التونسية لفظ «شتاء» بمعنى «مطر»، وهو استعمال خاص ببعض مدن الشمال وخاصة تونس العاصمة، ويبدو أنه من عامية الأندلس وتأثيرها في الدارجة التونسية
وكذلك لفظ «حوت» بمعنى «سمك» وهو استعمال أندلسي الأصل أيضا
القوّاد بمعنى الواشي أو النمام
بليد بمعنى سيئ الخلق
ومثل بقية كثير من أهالي المغرب العربي، يستخدم التونسيون كلمة «باش» وأظنها بربرية الأصل وتعني سوف. كقولهم «باش نسافروا غدوة» أي نسافر غدا
استخدام كلمة «آش» في اللهجة الدارجة كقولهم آش رأيك بمعنى ما هو رأيك، ومن الكلمات السائرة على اللسان التونسي كلمة «شكون» و«شكونك» بمعنى من يكون ومن تكون على التوالي. وينهي التونسيون كثيراً من الأفعال بحرف الشين الساكن كقولهم: ما انحبش، ومارحتش، وما انجمش، بمعنى لا أحب ولم أذهب، ولا أقدر.
والكثير من الكلمات الكلاسيكية العربية التي اندثرت إلى حد كبير في المشرق، ما زالت حية ومستخدمة يومياً في الدارجة التونسية مثل عساس، والديوان، والحاجب، والوالي والحاكم. وهناك بعض المصطلحات المعروفة لدى المشارقة ولكن دلالتها أو وظيفتها اللغوية مختلفة في تونس. فاتحاد كرة القدم يسمى الجامعة التونسية لكرة القدم. والعبد هو الإنسان كقولهم «عبد باهي» بمعنى إنسان طيب، والوصيف هو الشخص الأسمر، والطفل أو الطفلة تعني الصبي أو الصبية حتى وإن تجاوزا الثلاثين من العمر طالما أنهما لم يتزوجا، والمهف هو الإنسان الذكي
ويكثر التونسيون من استخدام التعابير الدينية في لهجتهم الدارجة. فجار على ألسنة التونسيين استخدام مصطلحات دينية يومية كقولهم: «ربي يعيشك»، و«بارك الله فيك، وربي يعينك، واللطف، ويرحم الشايب، ويرحم والديك، وربي يثيبك، وربي يحييك
تتميز اللهجة التونسية بالنطق الصحيح لاغلب حروف العربية (كالقاف والضاد ...الخ, علما أنه في بعض المناطق, تنطق القاف ڤ أي جيم مصرية).
توجد استثناء لقاعدة النطق الصحيح وهي الجيم التي تنطق عادة زاي عندما تسبقها أو تليها زاي و ذلك لتخفيف الكلمة(مثلا جزّار => ززّار, زَوْجْ => زُوزْ ...).
مقارنة بالعربية الفصحى, يتم نطق الكلمات عامّة باسكان الحرف الأول و حذف السكون في وسط الكلمة و اسكان الحرف الأخير(غَنِيٌّ => غْنِيْ, فَقِيرْ => فْقِيرْ, كَبِيرْ => كْبِيرْ). يتم أيظا, اذا كان حرف الألف في وسط الكلمة, امّا حذفه أو تعويضه بياء (رَأَيْتْ => رِيتْ, قَرَأْتُ => قْرِيتْ)
أكبر اختلاف بين العربية الفصحى و اللهجة التونسية يكمن في صيغة الأسئلة
لماذا عْلاش
كيف كِيفَاش
متى وقتاش, متين, إمْتَ
ماذا آش, آشنوّة
هل ياخي, زعمة
كم قَدَّاشْ
أين وين, فين
والخلاصة، أن الدارجة التونسية مرآة لتاريخ تونس العريق الثري المتنوع، وصورة لمختلف المؤثرات والحضارات التي عرفتها البلاد. إلا أن الصبغة العربية تبقى أساسية غالبة، وبذلك فإن الدارجة التونسية دارجة عربية كشقيقاتها العربيات. وإن ما فيها من تنوع لا ينفي وحدة اللغة العربية، ولا يتعارض معها، وإنما هو يثريها ويمتنها لأن الوحدة الحقيقية قائمة على النوع ومعترفة به. وقد ورد في القرآن الكريم: «ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن ذلك لآيات للعالمين». صدق الله العظيم.