بــســـــــم اللـــــــــــه الــرحــمــــــــــــن الــرحــيـــــــــــــــــــم
نوم الطفل في غرفة مستقلة مشكلة تواجه العديد من الأمهات حتى يتوصلن إلى حل لها، فالأم تلعب دوراً مهماً في ضبط عملية النوم من أجل راحتها وراحة طفلها والطفل حديث الولادة كثير النوم لكن بلا مواعيد، لاسيما أثناء الليل ومع مرور الوقت تسعى العديد من الأمهات إلى أن ينام الطفل في غرفة نوم مستقلة، حتى تنمو فيه سمة الاعتماد على الذات، والتخلص من الاعتماد الكلي أو الزائد على الأم والأب، كما يشعر الطفل بتحقيق الذات لأنه يعتمد على نفسه في قضاء احتياجاته العادية، وهذا يشعره بالعصامية .
يقول أستاذ العلوم التربوية وعميد معهد الدراسات التربوية بجامعة القاهرة الدكتور سامي نصار إن كثيراً من الآباء يعتقدون أن الحل الأفضل في نوم الطفل هو جعله ينام في غرفة والديه بعد عمل ستارة أو حاجب يفصله عنهما، وفي الوقت نفسه يعطيه شعوراً بالأمان والطمأنينة أكثر من أن يكون في غرفة معزولة، لكن الخوف من أن يعتاد الطفل على غرفة نوم والديه ويصعب عليه التخلي عن ذلك في المستقبل، لذلك ينصح بوضع الطفل بعد الشهر الثامن في غرفة مستقلة، ونقله إلى غرفة نوم والديه بين كل فترة وأخرى، ليشعر بحنان والديه وعاطفتهما الضرورية له.
ويشير نصار إلى أن الطفل يحتاج إلى الشعور بثقته بنفسه وأن الآخرين يثقون فيه ونحن بحاجة لأن نغرس لدى أطفالنا ثقتهم بأنفسهم ، وأنهم قادرون على تحقيق أمور كثيرة، ويمكن أن يتم ذلك من خلال تكليفهم بأعمال يسيرة يستطيعون إنجازها، وتعويدهم على ذلك في الشهور الأولى لذلك يفضل أن ينام الطفل في غرفة والديه إلى أن يبلغ شهره السادس أو الثامن على الأكثر.
ويلفت نصار إلى أن أفضل وقت لفصل الطفل عن والديه في النوم هو خلال الأشهر الستة الثانية من العمر، حتى لا يعتاد الطفل النوم مع والديه، موضحا أن ضرر نوم الأطفال مع والديهم بعد هذه السن أكبر من فصلهم مبكراً ، إذ يمكن للطفل أن ينام في غرفة مجاورة في هدوء تام وهذا يعلمه النوم الهاديء والاعتماد على النفس، فعندما ينام الطفل مع أمه لفترات طويلة يكون من الصعب بعد ذلك إبعاده عنها ويصبح معتمداً عليها لكن النوم في غرفة مستقلة يؤدي لتعلم طفلك الاعتماد على الذات وتكتسب شخصيته الاستقلالية.
ويؤكد الدكتور محمود حمودة أستاذ علم النفس بجامعة الأزهر ضرورة تهيئة الطفل للتغيرات اللاحقة في حياته ومن ذلك أنه يستقل بعد فترة فينام بعيداً عن والديه في غرفة مستقلة، أو مع من يكبره من إخوته، فمن الصعوبة أن يفاجأ بذلك، فالأولى بالأم أن تقول له: «إنك كبرت الآن وتحتاج إلي أن تنام في غرفتك أو مع إخوانك الكبار».
ويشير حمودة إلى أن البعض يجد صعوبة في هذا ولا يستطيع تخيل الطفل ينام بغرفة مستقلة بعيداً عن أمه ولكن يشترط أن تكون الغرفة قريبة من غرفة الأم لتسمع صوت الطفل إن بكى أو احتاج إلى مساعدة ولكن يجب ألا يغلق عليه الباب في غرفة معزولة.
وينصح حمودة حواء قائلاً: إذا منحت طفلك النوم في غرفة مستقلة، فأنت تتيحين له فرصة التغلب على الخوف من أي شيء وفي أي مكان، فبقاء الطفل في أجواء آمنة في غرفة نومه المستقلة تجعله يتجول في أي مكان بالمنزل بلا مخاوف ولا هواجس، وبذلك يستطيع الذهاب للحمام لقضاء الحاجة ليلا، ويستطيع أيضا أن يتناول كوبا من الماء دون أن تستيقظي من النوم فعندما تعلمينه كيف يستطيع النوم في سريره الخاص وغرفته الخاصة، فإنك تمنحينه جوًّا نفسيًّا تربويًّا يساعده على النمو النفسي والعقلي بشكل سليم، فكثير من الأمهات والآباء يرضخون لرغبة أطفالهم في النوم بجانب الكبار، ويعتقدون بذلك أنهم قد ارتاحوا من صراخ الطفل على الأقل في تلك اللحظات، لكن لو يدركوا خطورة هذا الرضوخ لرغبة الطفل، وكم هو ضار لهم ولمستقبل أطفالهم لما فعلوه أبدا .
المصدر :