مِن الأطفال من يكذب ليستحوذ على بعض الأشياء أو يقنع والديه برغبة ما ومنهم من يكذب نتيجة الخلط بين الواقع والخيال، البعض الآخر يدعي وجود شيء ما عنده لشعوره بالنقص أمام أقرانه فيبادر بالكذب وادعاء ما هو غير صحيح، ومنهم الكثير الذي يكذب ليحاول إبعاد تهمة ما عنه بنسبتها لشخص آخر والهروب من العقاب المُستحق، كما قد يكون الكذب مجرد تقليد للآباء أوالأمهات ...
ماذا نفعل..؟ هل ننتظر وقوع المشكلة لنبدأ بالعلاج أم نبادر منذ الآن إلى الوقاية؟ ... كيف نحمي اطفالنا من عوامل الهدم المحيطة بهم؟
قبل البدء يجب ان نعلم ان الأساس في علاج ذلك كله تنمية الوازع الديني لدى الطفل وتذكيره دوما بأن الصدق منجاة من كافة الشرور والأخطار، ودعم هذه الفكرة بقصص من واقع الطفل المحيط
احرص دوما وفي كل الأحوال أن تكون لهم مثلا يحتذى، صدقا وأمانة وإخلاصا، فبذاك أنت تبني صرحا جديداً وترمم ما يهدمه الوسط المحيط.
* إن لاحظت أن طفلك قد بدأ يكذب فلا تندفع لعقابه حتى تتأكد من وقوعه في هذه الآفة، وحينها يلزمك أن تعاقبه عقابا رادعا في الأمر الأولى لتُثبِّت لديه فداحة الجرم الذي ارتكبه بالكذب وتغرس في صدره ألا يعود لمثل ذلك أبداً.
* بالمقابل احرص على مكافئته وتشجيعه باستمرار حال قوله الصدق في مواقف كان يتسنى له الكذب للهروب من العقاب، مع التأكيد المستمر أن الصدق منجاة والكذب مهلكة.
احذر كل الحذر من أن تطالب طفلك بالكذب تحت أي ظروف كأن تنكر وجودك بالمنزل أو تتهرب من شخص ما فهذا يهز بلا شك الصورة المثالية التي يرسمها الطفل لوالديه ويُفقِد الطفل مع الوقت الإحساس بخطورة الكذب. تابع دوماً اختيار طفلك لأصدقائه واحرص على توجيهه ومتابعته، وتذكر الجليس الصالح الذي إما أن يحذيكما وإما أن تبتاعا منه وإما أن تجدا منه ريحا طيبة فتخيره لأولادك واحذر رفيق السوء الذي إن لم يحرق ثيابكما وجدتما منه ريحاً كريهةًلا تعاقب طفلك على كل خطأ يرتكبه كي لا يضطر للكذب هروبا من العقاب، وليكن فى كلامنا لأطفالنا التوجيه والنصيحة هما الأصل في التربيةاجمع أطفالك دوما على قصص من السيرة وأخبار السلف الصالح واربطه بما كان لهم من خصال حميدة، واجعل لك يوما في الأسبوع لقراءة المزيد منها مع أولادك وحفزهم للتسابق في إزكاء إحدى الصفات في أنفسهم (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون).
تذكر قول النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إنّ الصدقَ يهدي إلى البرِّ، والبرُّ يهدي إلى الجنّةِ وإنَّ الرجلَ ليصدُقُ ويصدُق حتى يكتب عند الله صديقًا وإنَّ الكذبَ يهدي إلى الفجورِ والفجورُ يهدي إلى النارِ، وإنَّ الرجلَ ليكذبُ ويكذبُ حتى يُكتَبَ عِندَ اللهِ كذابًا".
والله الهادي والموفَّقُ إلى سواء السبيل
.